أخبار وتقارير

عشرات القتلى في معارك بين الجيش اليمني و”القاعدة” في أبين

 

احتدمت المعارك بين قوات الجيش اليمني ومقاتلي اللجان الشعبية من جهة ومسلحي جماعة أنصار الشريعة، الذراع اليمنى لتنظيم “القاعدة”،في ثلاث مدن بمحافظة أبين الجنوبية، مع وصول قوات الجيش إلى مواقع متقدمة في جبهتي زنجبار وجعار، وشن الجيش واللجان الشعبية هجمات على معاقل المسلحين في ضواحي مدينة لودر في معارك ضارية أوقعت أكبر حصيلة من الضحايا من الجانبين بعدما سجلت مقتل 56 وإصابة 71 من الجنود ومقاتلي اللجان الشعبية ومسلحي القاعدة .


وتتصاعد المعارك في هذه المناطق في إطار العملية العسكرية التي دخلت أمس الثلاثاء يومها الرابع وتستهدف تطهير عدد من المدن بمحافظة أبين من سيطرة مسلحي القاعدة بعد إعلانها من جانب التنظيم إمارات إسلامية، فيما اتجهت قوات الجيش إلى تضييق الخناق على مسلحي التنظيم بتوسيع نطاق العملية لتشمل مناطق حدودية في محافظتي لحج والبيضاء المجاورتين لمحافظة أبين .


واندلعت أمس معارك عنيفة في ضواحي مدينة لودر بين الجيش ومقاتلي اللجان الشعبية من جهة ومسلحي “القاعدة” من جهة ثانية ما أدى إلى مقتل ستة من مقاتلي اللجان الشعبية وجنديين وإصابة 32 جريحاً من الجنود ومقاتلي اللجان الشعبية فيما سقط في هذه المعارك 14 قتيلاً من مسلحي تنظيم القاعدة . وأوضح المسؤول الأمني في اللجان الشعبية بمدينة لودر محمد سالم عبادي ل “الخليج” أن قوات الجيش ومقاتلي اللجان سيطروا كلياً على جبل “يسوف”، الذي كان خاضعاً لسيطرة المسلحين بعد معارك سبقها قصف مدفعي شنه الجيش على معاقل المسلحين، وأوضح أن وحدات من قوات اللواء 111 مشاة والحرس الجمهوري والأمن المركزي ومقاتلي اللجان الشعبية شاركت في الهجوم على مواقع القاعدة في هذا الجبل الذي استخدمه المسلحون منطلقاً لشن هجمات على مواقع الجيش واللجان الشعبية وأحياء المدينة طوال الفترة الماضية .


وقال الناطق الرسمي للجان الشعبية علي عيدة ل “الخليج” إن الهجوم بدأ عند السادسة صباحاً وانتهى ظهراً بسيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية على الموقع بعد مقتل 14 من مسلحي التنظيم وإصابة آخرين وفرار من تبقى تاركين أسلحة متوسطة وذخائر، مشيراً إلى أن قوات الجيش ومقاتلي اللجان عثروا على كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وكميات من الذخائر، كما عثروا في الموقع على أربع عبوات ناسفة كان التنظيم يعدها لشن هجمات انتحارية، وقال إنه تم أسر اثنين من مسلحي التنظيم تم تسليمهما إلى قوات الجيش التي تسيطر على الجبل حالياً من جميع الاتجاهات .


وشنت مقاتلات من سلاح الجو اليمني غارات استهدفت جيوباً للمسلحين في جبل يسوف، كما شاركت قوات المدفعية بقصف مواقع المسلحين ما أدى إلى تدمير العديد من معاقلهم في هذه المنطقة .


وفي جبهة مدينة جعار استمرت المعارك في أطراف المدينة بين الجيش ومسلحي التنظيم الذين أبدوا مقاومة عنيفة لصد قوات الجيش؛ فيما أدت الغارات الجوية التي شنتها مقاتلات يمنية على مواقع بداخل المدينة إلى مقتل 12 مدنياً وإصابة 25 بعضهم في حال حرجة .


وأكد مسؤولون عسكريون ل “الخليج” أن القتلى قضوا في غارات جوية شنتها مقاتلات يمنية عن طريق الخطأ حيث استهدفت صباحاً منزلاً للمسلحين ما أدى إلى مقتل إثنين وتلاها غارة ثانية استهدفت المنزل نفسه عندما تجمع حوله عدد كبير من المدنيين لمشاهدة آثار الضربة الجوية، ما أدى إلى مقتل وجرح 37 مدنياً، مشيرين إلى أن الغارات الجوية أدت إلى مقتل 13 من مسلحي التنظيم وإصابة آخرين كانوا يختبئون في منازل ويجولون شوارع المدينة في سيارات وعربات نقل صغيرة .


وجاء ذلك فيما استمرت المواجهات بين قوات الجيش ومسلحي التنظيم الأصولي في ضواحي جعار وخصوصاً في طريق الحرور وسط تكثيف في الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي استهدف مواقع عدة للمسلحين تمهيداً لتقدم قوات الجيش .


وكانت مصادر قريبة من التنظيم الأصولي أكدت تقدم قوات الجيش باتجاه مدينة جعار وأكدوا أن عشرات الجنود سقطوا قتلى وجرحى لدى محاولة الجيش التقدم إلى المدينة وأن أعنف المواجهات حصلت في منطقة الحرور التي قصفها الجيش بكثافة خلال الأيام الماضية بالطيران الحربي والمدفعية وكذلك بالصواريخ التي تطلقها بوارج حربية أمريكية وبريطانية راسية في خليج عدن .


وأكد هؤلاء أن مسلحي التنظيم المتمركزين في منطقة الحرور اضطروا للتراجع عدة كيلومترات كونهم تمركزوا في مناطق مكشوفة للطيران الحربي والقصف المدفعي، ما ساعد قوات الجيش على التقدم لكنها تواجه مقاومة عنيفة في أطراف المنطقة .



المصدر : الخليج – ابوبكر عبدالله

زر الذهاب إلى الأعلى