تحليلات

حرب هادي الخفية لتجفيف المنابع المعلوماتية لعائلة صالح

 

 

خلف الستار ، يقود الرئيس عبدربه منصور هادي حرب غير ظاهرة للعيان لتجفيف منابع عائلة صالح التي ما تزال تستقي منها كافة المعلومات العسكرية والأمنية السرية.

وبعد الاطاحة بالعميد عمار محمد عبدالله صالح من جهاز الأمن القومي ، ثمة معلومات عن خطة ﻻعادة غربلة بعض القيادات داخل الجهاز بالاضافة الى جهاز الأمن السياسي والاستخبارات العسكرية وهو ما سيمكن الرئيس هادي من بقاء المعلومات السرية بعيدة عن آذان عائلة صالح.

حاليا يتحرك الرئيس هادي للسيطرة على غرفة العمليات المشتركة الخاصة بالقائد الأعلى للقوات المسلحة والتي ما تزال تحت سيطرة قائد الحرس الجمهوري وتزوده بالمعلومات العسكرية والأمنية أولا بأول في وقت يفترض أن تنحصر هذه المعلومات على رئيس الدولة فقط كما هو الهدف من انشائها وبإعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وتتبع الغرفة قيادة اللواء الأول حرس جمهوري او الحرس الخاص ورغم استلام العميد الجعيملاني ـ المعين من الرئيس هادي ـ قيادة اللواء إﻻ ان غرفة العمليات المشتركة ما تزال خارج سيطرته لما يبديه نجل صالح من دفاع مستميت للحيولة من تغيير قيادتها الموالية له بشخصيات قد تحجب عنه المعلومات الواردة اليها من كافة الوحدات العسكرية والأمنية.

يدرك قائد الحرس الجمهوري أن خروج غرفة العمليات المشتركة عن سيطرته امر في غاية الخطورة بالنسبة له كونه سيجد نفسه مغيبا عن ما يجري وماهي المعلومات التي تصل الى الرئيس هادي نفسه الأمر الذي يجعل قرارات رئيس الجمهورية وتوجيهاته غير متوقعه خاصة في ظل الصراع الدائر بينه وبين عائلة صالح المتهمة بدعم التمرد الحاصل في اللواء الثالث حرس جمهوري ضد القائد الحليلي المعين من الرئيس عبدربه منصور هادي والتعنت الشديد الذي تبديه للرضوخ لقرارات الرئيس الجديد.

ويقع مقر غرفة العمليات المشتركة في مكان ما بمنطقة السبعين خارج اسوار دار الرئاسة ، وتكمن أهميتها في أنها مصب لكافة المعلومات الخاصة بالتحركات العسكرية والأمنية الواردة من كافة انحاء اليمن اولا بأول وتتولى ادارة هذه الغرفة ابلاغ القائد الأعلى للقوات المسلحة بما يستجد من امور يجب ان ﻻ يكون مغيبا عنها.

وبالتالي فإن نجاح الرئيس هادي في جعل قائد حرسة الخاص يسيطر على غرفة العمليات المشتركة فإن هادي سيضمن تدفق المعلومات العسكرية اليه بصورة دقيقة لكن ذلك لن يتحقق قبل اقالة قائد غرفة العمليات المشتركة المقدم قاسم الريمي وتعيين قيادة وطاقم اداري موثوق بهم بعيدين عن هيمنة قائد الحرس الجمهوري .

تدرك عائلة صالح خطورة التحركات التي يقودها هادي ﻻضعاف منابع المعلومات التي تعتمد عليها عائلة صالح لبقائها مطلعه على ما يجري من احداث غير ظاهرة للعلن ورغم يقينها ان هذا ما سيؤول اليه نهاية المطاف اﻻ أنها تعنتها يكسبها المزيد من الوقت حتى تتمكن من الاعتماد على ذاتها في تجهيز مقر سري للتجسس على خصوم السياسة بمن فيهم الرئيس هادي نفسه.

ويؤكد ذلك شواهد عديدة فمحاوﻻت عائلة صالح الحثيثة لتأمين مصادرها الخاصة من المعلومات لا تسير كما ترغب خاصة بعد ان تم اكتشاف محاوﻻتها ادخال اجهزة تجسس على المكالمات عبر ميناء الحديدة تم استيرادها تحت غطاء اجهزة تنصت على عالية الدقة تحت غطاء معدات خاصة بقناة اليمن التابعة لنجل صالح.

كما أن وقوف قائد الحرس الجمهوري وراء تمرد اللواء الثالث حرس جمهوري يذكي نقمة الرئيس هادي من بقاء تجاوز حدود اللياقة التي تواجه بها قراراته خاصة بعد ان فشلت جولة مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر لليمن الاسبوع الماضي والتي فشل فيها في اقناع العميد احمد علي بانهاء التمرد على قرار الرئيس هادي بتعيين قائد جديد للواء الثالث حرس جمهوري.

وﻻ تبدو المؤشرات مطمنة على التراجع عن مواقفها ودعمها للتمرد الحاصل في اللواء الثالث حرس الذي سبق وان تحدث صالح في احد الأيام أن ( ﻻ احد يسلم رقبته ) في اشارة الى تسليم قيادة اللواء الثالث في الحرس الجمهوري الذي يعد واحد من اقوى الوية الحرس.

وتشير المعلومات الى أن الرئيس صالح خلال السنوات الماضية اختزل قوة الجيش في الحرس الجمهوري واختزل قوة الاخير في اللواء الثالث حرس جمهوري الذي يمكن وصفة بقوة ضاربة ما تزال في يد قائد الحرس العميد احمد علي خاصة وان اللواء الذي يحيط بالعاصمة صنعاء من ثلاث جهات تقريبا يسيطر على منطقة النهدين ودار الرئاسة والحزام الجبلي المحيط بالعاصمة صنعاء التي تشمل مرتفعات عيبان وعصر وجبل نقم من الناحية الشرقية للعاصمة

وتقول المعلومات ان اللواء يمتلك قوة قتالية غير عادية منها 300 دبابة حديثة جزء كبير منها تقريبا دبابات تي 82 الضاربة بالاضافة الى اعداد كبيرة من المدراعات والصواريخ والدفاعات الجوية الفتاكة.

صحيفة الناس – رضوان الهمداني

زر الذهاب إلى الأعلى