قضية اسمها اليمن

جرحى ساحات الحرية أنين يملأ فضاءات الوطن

 

المستقلة خاص ليمنات
 
دفعوا فاتورة التغيير وقدموا دماءهم وأجسادهم فداء للحرية.. واجهوا ألة القتل المسعورة بصدورهم العارية.. لم يبحثوا عن ثمن ولا عن مناصب، ولكنهم فقط يريدون أن يتخلصوا من آلامهم التي تزيد مرارتها انتقائية العلاج وانتقائية السفر.. كم هم كثر جرحى الثورة من أبناء الحالمة منهم من تماثل للشفاء ومنهم من لا يزال يعاني إلى يومنا هذا رغم مرور عام كامل على قيام الثورة كاميرا المستقلة التقت بعض جرحى الحالمة في وقفتهم الاحتجاجية والتي أقيمت في ساحة الحرية بتعز يوم الأربعاء 13/6/2012م بغرض إجراء تحقيق لمعرفة معاناتهم وقد كانت النتائج كالأتي:
 
 
تحقيق/ أمين راجح
 
 
فقدت قدمي وقتلوا ابني أمامي وأخفوا جثته إلى الآن

> الجريح فؤاد عبد الله علي البعداني: أصبت يوم المحرقة 29 /5 /2011م بعد منتصف الليل في الساعة الثانية أطلقوا النار على أبني عباس عمره عشر سنوات مًعاق، الكل يعرفه كان يبيع بالساحة زعقة وماء، أصيب بطلقة بالرأس بالجهة اليسرى وراح الوجه كاملاً قتلوه أمامي وسط الساحة أمام مكتب المراقبة والمحاسبة فاتجهت مسرعاً لكي أسعفه فباشروني بطلقة 12-7 بفخذ الرجل الأيمن اللحمة خرجت لحالها والعظم لحاله فلم استطع أن أسعف ابني المعاق لأني فقدت الوعي مباشرةً وأغمي عليَّ فأسعفني زملائي وتركوا أبني مرمياً على الأرض ولم أجد جثته إلى الآن.. أخذها العسكر وأخفوها مع المحروقين أما أنا فأسعفت إلى مستوصف المظفر وهناك تعالجت على حسابي بأكثر من ثلاثمائة ألف ريال هذه إصابتي الأولى، أما إصابتي الثانية كانت في شهر سبعة 2011م أمام المحافظة.. كنت أحمل الناشطة بشرى المقطري بعد أن ضربوها بالماء الساخن والأسيت، أغمي عليها فحملتها لأوصلها إلى فوق السيارة الهيلوكس حق الساحة فأطلقوا عليَّ قنبلة مطاطية غازية بكوع الرجل اليسرى فأسعفت إلى المستشفى الميداني، أما الإصابة الثالثة كانت في 11 /11 /2011م  قبل صلاة الجمعة يوم مجزرة تفاحة وياسمين وزينب تلقيت طلقة بالرجل اليسرى، أسعفت إلى الروضة ثم إلى التعاون بعدما ضربوا الروضة رغم ذلك لازلت أعاني، قابلت اللجنة وأعطوني علاجاً (دهاناً وشراباً) ولم أستفد منه لأن هناك ألماً مازال بالرجل اليسرى ولا أحس بها ولا أعرف ماذا أعمل فقدت رجلي وأبني قتلوه وأخذوه يوم المحرقة ولم أعرف أين دُفن ولم أعرف أين مصيره.. إلى اليوم وأنا أبحث عنه وأسأل..
 
 
أعاني من إعاقة بعد أن فقدت إبهامي..

> الجريح/ طاهر ناجي حميد 38 عاماً تحدث عن حالته قائلاً:
أصبت بتاريخ 3/6/2011م بعيار ناري أدى إلى بتر إبهام يدي اليمنى أصبحت معاقاً وغير قادر على القيام بأي عمل ولا زلت أعاني بسبب تلك الإصابة، طلبونا إلى الساحة لأخذ بياناتنا وفوجئنا بالتعامل الغير مسئول، يختارون الجرحى مزاجياً، المجلس الثوري في الحقيقة كان غائباً عن مثل هذه التضحيات وهكذا حالة السياسيين همهم الأكبر الصعود على الكراسي أو البكاء على الشهداء وحرمان الجرحى  من حقوقهم وهو توفير العلاج لهم وأرجو من الإعلام أن يوصل صوتنا للجميع لأنه كان غائباً عنا أمام استهتار اللجنة الاجتماعية.


أحتاج إلى عملية جراحية لاصلاح الكسر
 
> عبد الله سيف مرشد 40 عاماً تحدث عن إصابته قائلاً: أنا أصبت في 22/8/2011م بطلق ناري باليد اليسرى وإلى الآن أعاني من إعاقة ولم تقدم لنا أي مساعدة.. سنة من الإعاقة ولم نلق الرعاية الاجتماعية ولم نحصل على أي شيء، أنا الآن بحاجة إلى عملية جراحية لإصلاح الكسر.. نحن مصرون على انتزاع حقوقنا ونرفض أي حوار أو مصالحة وطنية والمجلس الثوري لا يمثلنا..


 أنفي مثقوب ..
 
> نبيل عبد الكريم عبد الملك 45 عاماً:
أنا أصبت يوم محرقة الساحة ولكن إصابتي الكبرى كانت في مسيرة الحياة 24/12/2011م.. أصبت في دار سلم بشظايا بالوجه كسر ضرسي واخترقت إحدى الشظايا أنفي.. وكسرت العظم الذي يفصل بين فتحتي الأنف ولا يزال مفتوحاً حتى الآن.. أسعفت إلى المستشفى الميداني بصنعاء رغم ذلك لازالت المشاكل قائمة ولا زلت أعاني من تحسس بسبب استنشاق الغاز.


أصبت بالرأس وأعاني من حالة نفسية
 لأن البلاطجة الجدد خطفوا ثورتنا..
> عمر محمد ناجي 18 عاماً: أنا أصبت بطلقة نارية في الرأس في 8/4/2011م ولا زلت أعاني بسبب تلك الإصابة، وأعاني من حالة نفسية لأن ثورتنا خطفت منا من قبل بلاطجة المشترك.. شكلوا المجلس الثوري وهم أكثر هم مخبرون ويسعون وراء المصالح، رغم عدم وجودهم في بداية الثورة، أدعو الجرحى للاعتصام وأطالب بتشكيل مجلس للجرحى يتابع حالاتهم ويسجل المعلومات الصحيحة عن كل جريح.

إذا لم نعالج فسنعود للاعتصام  بشارع جمال حيث بدأنا الثورة
> هيثم محمد غيلان 19 عاماً تحدث: أنا من أول المشاركين في حركة 13 نوفمبر مشارك من قبل ما يأتي الذين صاروا الآن مسئولين علينا وأصبحوا ينهبوننا ويسرقوننا باسم الجرحى.. أنا لازلت أعاني بسبب إصابتي بطلقة نارية يوم المحرقة 29/5/2011م وتم اسعافي إلى المستشفى الميداني وبسبب اقتحام المستشفى الميداني أخرجت مع بقية الجرحى يوم 7/5/2011م.. روحت إلى المنزل وبقيت أجارح قدمي عند الدكتور/ عمر والدكتور/ منير، رغم ذلك لازلت أعاني من شد عضلي عرضت التقارير الطبية ولم يتجاوب معنا أحد حتى الآن لذلك قررنا أن نكون تكتلاً جديداً باسم الجرحى وسنحرض ونقوم بالاعتصام حتى يتم التجاوب معنا وعلاجنا أسوةً ببقية جرحى المحافظات أو الساحات..
 
ست عمليات   ولا زلت   أعاني  من ألم  شديد  في العصعص  ولا أستطيع المشي..

> إدريس حسان مهيوب الوافي:أصبت بثلاث طلقات نارية إحداها 12-7 اخترقت المثانة والقولون والمستقيم وأحدثت كسراً في العصعص، ثم استئصال 35سم من القولون الإصابة الثانية كانت طلقة بالرجل في 8/4/2011م في حوض الأشراف أدت إلى كسر العظم.. أجريت لي ست عمليات جراحية أربع في البطن وعمليتان في الرجل ولا زلت أعاني من ألم في العصعص ولا أستطيع المشي أو الجلوس.. كان هناك دعم من جمعية الوحدة وجمعية فجر الأمل ولكنهم مؤخراً بدأوا يتذمرون من حضورنا، لدرجة أن فجر الأمل أخيراً قالوا لنا: “نحن نعمل فيكم صدقة وأنتم كثرتم  بها”.. هناك أكثر من جهة تجمع الأموال بأسماء الجرحى ويقولون صدقة فهل هذه هي المكافأة للجرحى.. أنا أب لثلاثة أطفال ومستأجر بخمسة عشر ألف ريال، وليس لي أحد سوى الله حتى والدي تخلى عني في حال إعاقتي.
 
 
 
عيار في الرجل وآخر في الخصية
 
> سعيد علي أحمد صالح 35 عاماً من ماوية وأب لسبعة أطفال: أول إصابة كانت في جولة سوفتيل طلقة نفذت من الرجل اليمنى واليسرى، وضعونا فوق الهيلوكس مثل القصب وأسعفونا إلى المستشفى الميداني تأخرت الأيام ورجعت الساحة من جديد وفي يوم المحرقة 29/5/2011م تلقيت إصابة أمام الصفوة بالخصية اليمنى أسعفوني إلى اللجنة الطبية عند الدكتور/ محمد مخارش ذهبت المستشفى الميداني من أجل يعطونني استمارة ويعالجونني بعد عشرة أيام ما حد لفت رغم انتفاخ الخصية حقي بحجم كرة وإلى الآن كما تشاهد لا زلت أعاني بسبب هذا الانتفاخ والكل يعرف أنني مشارك بالثورة من البداية ، وقد  أصبت مرة أخرى في جولة وادي القاضي بسبب سوء حالتي.. تركت زوجتي وأولادي السبعة بالقرية ليصرف عليهم أخي، ونحن جرحى الثورة لم نحصل لا على علاج ولا  على مساعدة حتى الآن.

سفرونا إلى تركيا ومنحوني جزمة لكي أشفى..

> هيثم خالد سعيد الأكحلي..
أصبت في تاريخ 1/11/2011م في بئر باشا أمام مستشفى البريهي بسبب قذيفة دبابة من دبابات الحاشدي.. أخترقت جسمي وقدمي الشظايا فأسعفت إلى الروضة وهناك أجرى لي الدكتور عبد الكافي شمسان عملية ثم أجريت لي بعدها أربع عمليات، وبسبب تمزق العصب الرئيسي للقدم اليسرى نقلت إلى مستشفى الثورة بصنعاء وهناك أجريت لي عملية بإشراف الوفد الطبي المصري، ولكن العملية فشلت ولا زلت أعاني من سقوط في القدم وبسبب ذلك كنت أحد الجرحى الذين تم سفرهم إلى تركيا إلا أننا لم نجد رعاية طبية ولم نجد مركزاً متخصصاً بالأعصاب هناك.. جلست شهراً وعشرة أيام ولم أستفد شيئاً في رحلة علاجي ولم أحصل على شيء سوى جزمة عسكرية خاصة بسقوط القدم، وكان الأفضل أن ننقل إلى الأردن لأنها دولة متخصصة بعلاج الأعصاب، أتمنى أن يوصل صوتي إلى رئيس الوزراء ليواصل اهتمامه بالجرحى.
 
عيار ناري دخل من البطن وخرج من  الظهر  وأحتاج لعملية في الحالب

 > أسامة محمد البعداني 20 عاماً طالب جامعي: أصبت بطلق ناري خارق حارق دخل من البطن وخرج من الظهر يوم حرق الساحة 29/5/2011م، أدى ذلك إلى تمزق الأمعاء والحالب وخرق المعدة وعضلات الظهر أجريت لي عملية في مستشفى الأمل التخصصي بربط الأمعاء وتخييط الحالب.. حدث تقصير في إعطائي العلاج وبعد خروجي من المستشفى باثني عشر يوماً تفككت الأمعاء بسبب نقص المضادات وتقرحت العملية فتم إسعافي إلى نفس المستشفى فقرر الدكتور أن يتم سحب الدعامة من الحالب بحجة أنها سببت تدهوراً لحالتي الصحية وأخرجت السوائل من الأمعاء إلى وسط الجسم وحصل انتفاخ في محل خروج الطلقة من شقي الأيسر وتم إخراج السوائل ثم أجريت عملية تخييط الأمعاء بعد أسبوع، ولسوء الحظ لم يخيطوا الحالب لعدم علمهم أن الحالب أيضاً عمليته كانت فاشلة وتوالت العمليات.. استمريت بالعلاج وتم إبلاغي أنه تبقى لدي عملية لتوسيع الحالب وسحب وتركيب دعامة هناك.. وأريد أن أوجه سؤالاً للمجلس الثوري ماذا عملتم لنا وماذا قدمتم حتى هذه اللحظة؟ نحن خرجنا لنقضي على الظلم وإذا به يعود من جديد.. أنا إلى الآن لي أكثر من سنة رغم ذلك لم أستطع إجراء عملية الحالب أنا لا أريد مساعدات مالية أريد فقط إجراء العملية، كما إننا نرفض أي حوار على دماء الشهداء وأنين الجرحى.
 
 
 جروح  وتقيحات  وحروق   في جسدي

> الأستاذ/ شهاب صالح حمود راجح 35 سنة ماوية- أب لـ 8 أطفال: أصبت يوم اقتحام الساحة في 29/5/2011م بغاز شديد تأثرت حالاً.. وبعد اليوم الثاني التهب جلدي كاملاًَ وظهرت جروح وتقيحات وحروق في الجلد ولم أتلق أي علاج.. أنتقل الالتهاب إلى الجلد والدم، ولا زلت إلى اليوم أعاني بسبب الغاز في كل شهر تعود الجروح من جديد والتقيحات من أثر الحريق وقد زادت حالتي أكثر بعد أن أصبت مرة أخرى بالغازات في دار سلم.. جلست هناك ستة أيام بعد الإسعاف ولكن لا زالت المشكلة قائمة نحن ناضلنا وقدمنا أرواحنا لنعيش عيشة كريمة.. نأمل من قيادة الثورة أن تثمن ما قدمناه.
 
لا تزال الرصاصة بظهري

> نبيل محمد نجيب الشميري 27 عاماً عازب تحدث عن حالته: أنا أصبت بتاريخ 11/11/2011م يوم مجزرة النساء أمام الجامعة الأردنية بعيار ناري 14-5 أنا وأبن نائف الشرعبي المتوفي، ….أخترق جسم الطفل أبن الشرعبي وأخترق الظهر حقي.. أسعفونا إلى الروضة وبعد قصف مستشفى الروضة حولونا إلى التعاون.. وأقمنا يوماً واحداً وأخرجونا قالوا الطلقة لم تستقر وقالوا أرجع بعد أسبوعين رجعت بعد أسبوعين قال الدكتور عبد الله المخلافي تحتاج إلى عمل كشافة محورية بمركز الرحاب، ذهبت إلى الدكتور صادق الشجاع مدير المستشفى الميداني ليحولني إلى مركز الرحاب لعمل الكشافة فرفض بحجة أن المستشفى الميداني عليه ديون، وبعدما أعلمت الدكتور عبد الرحيم السامعي بحالتي أجريت لي كشافة الجهاز المحوري على حسابه الخاص فعرضت لهم الكشافة ولم تجر العملية.. بعد ظهور لجنة خاصة بالجرحى حولونا إلى المستشفى الدولي قابلت الدكتور/ شوكت- روسي- وقال العملية بعد شهر وإلى الآن شهران ولم نجد شيئاً.. أنا لا زلت أعاني من ألم ووجع بالليل وأمشي على مهدئات.. عندي أيضاً إصابة من يوم المحرقة بكعب القدم انتهى كاملاً ولا زلت أيضاً أعاني بسبب ذلك.. قدمنا للثورة دماءنا ولم نجن سوى الألم.
 
 
 
 
زر الذهاب إلى الأعلى