تحليلات

ساحة التغيير بصنعاء .. عنف وتذمر واستقالات

 

تقرير ــ رشيد الحداد : 
 
أعلن الدكتور محمد الظاهري، السبت استقالته من كل من: اللجنة التحضيرية للحوار الوطني , والمجلس الوطني لقوى الثورة السلمية, واللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية. وعلل الظاهري في خطاب استقالته من مقر إقامته باسطنبول، الأسباب والحيثيات التي أدت إلى تقديمه استقالته، قائلا "إن المسار السياسي قد كبل المسار الثوري , ولم يعد رافداً له ..

فضلا عن حدوث بعض الأمور غير المرغوب فيها , إضافة إلى أننا في كل من اللجنتين (لجنة الحوار واللجنة التنظيمية) والمجلس الوطني قد عجزنا عن مواجهتها , وأخفقنا في الحد من آثارها غير الإيجابية على ثورتنا"، وقد نصت استقالة الدكتور الظاهري التي وجهها للجنة التحضيرية للحوار الوطني , والمجلس الوطني لقوى الثورة السلمية , واللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية قال فيها "تعلمون أن وطننا اليمني قد عانى , ومازال , من الظلم والفساد والاستبداد ؛ مما استوجب القيام بثورة , كان شبابنا اليماني هم طليعتها , ورأس حربتها , شاركهم في ذلك العديدُ من القوى الاجتماعية والسياسية التواقة للتغيير.

ولأن ثورتنا السلمية اندلعت في محيط غير ثوري ؛ فقد عرف المشهدُ اليماني توجهين : أحدهما يحبذُ المسار السياسي , والآخر هو للمسار الثوري أقرب ، وبعد مُضِي ما يربو على عام ونصف على قيام ثورتنا , تبين أن المسار السياسي قد كبل المسار الثوري , ولم يعد رافداً له ! 

كما يُلاحظ حدوث بعض الأمور غير المرغوب فيها , إضافة إلى أننا في كل من اللجنتين (لجنة الحوار واللجنة التنظيمية) والمجلس الوطني قد عجزنا عن مواجهتها , وأخفقنا في الحد من آثارها غير الإيجابية على ثورتنا .

ومن هذه الأمور:

 
أولاً : إن جُل ما نقوم به في لجنتينا ومجلسنا , وكثيراً مما يحدث حولنا لا يصبُ في اتجاه تحقيق أهداف ثورتنا التي تراضينا عليها !

ثانياً : صحيحٌ أن النظام السياسي اليمني قد عرف في بعض مراحله , فكرة تقاسم السلطة ؛ إلا أنه من الصحيح أيضاً , أن هذا التقاسم , الذي قبلتم به , قد أفشل مرحلية تحقيق الأهداف. حيثُ إن ثورتنا قامت ضد كل من الفساد والاستبداد والتقاسم معاً. وقد تبين أن هذا التقاسم لم يسهم في إنجاح ثورتنا , ولم يحقق إصلاحاً .

ثالثاً : لقد اكتفينا بهجاء خصومنا المستبدين وردحهم , وهُمش فعلُنا وتدنت فاعليتُنا تجاههم , ولم ننجح في تكبيل حركتهم وإضعافهم ؛ لأن مواطن ضعفنا متكاثرة ؛ فقد استشرى الشكُ بيننا وسكنْ , فيما جعلنا من الثقةِ خصماً لنا , وأزحنا المسئولية مِن على ذواتنا , واستدعينا ماضينا الصراعي , وأثقلنا كواهلنا بنزاعاتنا القديمة , وتشبثنا بها إلى درجة الولع !
رابعاً : لقد اندلعت الثورةُ اليمانيةُ حينما تعاظمت المفاسدُ وغابت المصالح . فالثورةُ , هي نقيضٌ للمفاسدِ صغيرها وكبيرها , وتهدف لجلب المصالح , خاصة الكبرى منها .

إلا أنه تم تكبيل الثورة , وقد قبلت اللجنتان والمجلسُ بذلك , فعلياً ؛ بحجة أن ( درء المفسدة مقدمٌ على جلب المصلحة ) . ; كما أنه للأسف , يلاحظ أن الذي كان حاكماً قد استغل هذه القاعدة الفقهية . فلا تم درء المفاسدِ ولا حضرت المصالحُ , بل إن المفاسد تكاثرت !

ولذا افترشنا ساحات التغيير وارتدنا ميادين الحرية . ومن المحزن أنكم قبلتم بتقاسم السلطة , كما أشرت آنفاً , وتحويلها إلى مغانم بين فرقاء العمل السياسي , مع العلم أن التعايش مع المفاسد الصغرى , تتراكم مع الزمن لتغدو مفسدة كبرى !

بل إن التعايش مع الحاكم المستبد حتى يتمكن من ترسيخ حكمه , وتثبيت جذوره , وتمكينه من إفساد مكونات المجتمع الفاعلة , يُعد من وجهت نظري السياسية , بمثابة مفسدةٍ كبرى..نعم مفسدةٌ كبرى , ولم تتجنبوها .

خامساً : لقد فضلتم , فعلياً وواقعياً , الإصلاح السياسي وآثرتموه على الثورة ؛ رغم أننا في التحليل السياسي نفرق بينهما:

فـ(الثورة ) , فعلٌ يؤدي إلى إحداث تغييرٍ شاملٍ و جذريٍ في شتى مناحي حياة المجتمع , سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ؛ ويسعى لهدم النظام القديم (القائم) , وإحلال نظام جديد مكانه . والثورة قد تكون عنيفة أو سلمية الوسيلة .

أما مفهوم (الإصلاح ) , فعبارة عن فعلٍ تدرجي , محدود النطاق والنتائج ؛ حيث ينشد التغيير أو (الإصلاحات) في النظام القديم (القائم) , ولا يسعى لهدمه أو الإتيان بغيره . وغالباً ما يكون (الإصلاح) سلمي الوسيلة .

فمثلاً : القول بـ(ضرورة الصمود حتى إسقاط بقايا العائلة ) وترديد مقولات (الممكن السياسي) و (الواقعية السياسية) والتذكير بالقاعدة الفقهية المتمثلة في(أن درء المفسدة مقدمٌ على جلب المصلحة) ؛ هي شواهد مُبتغاة لتحقيق الإصلاح السياسي لا الثورة . أما القول والفعل لتحقيق الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة , و إعلان الحكم المؤسسي (الرشيد) وإحلاله محل الحكم العائلي العسكري , فهو أقرب إلى الثورة .

لقد: سعيتم لتحقيق ثورة بكُلفة إصلاح سياسي ! وهذا يصعبُ تحقيقه في المرحلة الحالية من وجهة نظري .

كما يبدو أن (ثورتنا اليمانية) ؛ لأسباب عدة , سَتلِد إصلاحاً ! سواء أكان هذا (الإصلاح) , إصلاحاً (مفاهيمياً) أم إصلاحاً (تنظيمياً أو حزبياً ) ! وفي كلتا الحالتين , سنظل نبحثُ عن (ثورة تلِد تغييراً جذرياً شاملاً لا إصلاحاً سياسياً محدوداً ) , ويبدو أن هذا قد لا يتحقق إلا بوجود (ثورة) و (أحزاب ثورية) معاً , مُسيّجة بإرادة مجتمعية تنشد التغيير .

سادساً : لقد قبلتم بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية , التي تعاملت مع ثورتنا على أنها أزمة , رغم أنكم وهم ونحن نعلم أنها ثورة ؛ ولكنها اندلعت في محيطٍ غير ثوري ؛ ولذا بالفعل قد يتأخر النصر .

سابعاً : لقد فضلتم الحوار مع الآخر في إطار الممكن السياسي , والواقعية السياسية رغم أنكم قد خبرتموه ! وقد نبهناكم أن ثمة فرقاً بين الممكن السياسي و(الاستكانة السياسية) ؛ فالأول مرغوب فيه , كوضعٍ مؤقت , والأخيرة مرفوضة , والمعضلة أنكم مازلتم للأخيرة أقرب ! كما أن واقعيتكم قد تحولت إلى وقيعة بيننا وبين غالبية كوادركم وأنصاركم من جهة , وبينكم من جهة أخرى !

ثامناً : لقد أصررتم , وتمسكتم بالمسار السياسي السلمي والواقعية السياسية ! رغم تنبيهنا لكم , وإعلامكم أنكم لـ(التسليمية) و لـ(الوقيعة السياسية) أقرب , بل إن مساركم باتجاه إطالة عمر الفساد والاستبداد, كما أن قبولكم بما عُرف بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية قد كان بمثابة (أكسجين سياسي) زودتم خصومكم وخصومنا به !

تاسعاً : لقد وسمتمونا بأننا مندفعون و متهورون , وأننا كارهون للحياة ! رغم محاولتنا إقناعكم بأننا ثائرون وثائرات ولسنا انتحاريين وانتحاريات .
! وأكدنا أننا نحبُ الحياة ؛ ولكن حياة العزة والكرامة , وليس حياة الخنوع والذلة والمهانة .

عاشراً : لقد حاولتم إقناعنا بأن خصمنا مستبد ودموي , وأن كُلفة التغيير ستكون مرتفعة ! رغم أننا بالمقابل , حاولنا إقناعكم بأن مَهر الثورات غالٍ , ومن أجل أبنائنا وأحفادنا ؛ نحن مهيئون لدفع المهر والكُلفة معاً .

احد عشر: لقد انحزتم لفكرة إصلاح الأوضاع بتدرج ومرحلية ! رغم أننا قد جربنا أسلوبكم وفشل , كما أنه لا يمكن إنجاح ثورة بكُلفة إصلاح سياسي !

ثاني عشر: لقد جُرحتُ بتاريخ 18/ 9 / 2011 م وأنا برفقة شبابنا في إحدى مسيراتنا السلمية , برصاص قناصة الذي كان حاكماً , والذي مازلتم تتحاورون , وتقتسمون السلطة معه ! ولذا لم أتمكن من حضور اجتماعاتكم , أو المشاركة في صنع القرارات التي تتخذونها . كما أن التشاركية في كلٍ من لجنتينا ومجلسنا لم تكن على مايرام .

أخيراً : لقد صممتم على نهجكم , والمضي في حواراتكم ! وها نحن نقولُ : لكم حواراتكم ولنا ثورتنا .

ثورتُنا مستمرةٌ بوسائل متجددة 


وأوضح الدكتور الظاهري في صفحته على " الفيس بوك " انه استقال من ( لجنتين ومجلس ) , ولم يستقل من الثورة ذاتها, لأنه جديرٌ بالثائر أن يكون ناقداً . بل وأحياناً مستقيلاً ؛ وخاصة , حينما تتعثر وسائل الثورة , وتخفق مؤسساتها في القيام بمهامها ، وتابع قائلا ألم أختم الاستقالة بقولي : (لكم حواراتكم ولنا ثورتنا) ؟ بلى ، وأشار إلى إن الثائرين لا يستقيلون عن ثوراتهم , ولا يخذلونها . ولكنهم يسعون لتقويم اعوجاج مسيرتها , وتبيان مواطن ضعفها , والعمل على التخلص من مثالب القائمين عليها , تفعيل وسائلهم , وتذكيرهم بجوانب ضعفهم ، وقال ستظلُ حاجتنا للثورة ما بقي الظلمُ والفسادُ والاستبداد فالثورةُ تحضرُ حينما ينتشرُ الظلمُ , وتتفشى أخلاقُ الاستبداد ، وقطع الدكتور الظاهري عهدا على نفسه بأن يستمر في الثورة , والمضي حتى دحرهم , وتحقيق أهدافها 

هيفاء مالك والهلالي ضحايا عنف اللجان الأمنية 


دائرة العنف لاتزال تعصف بحق الشباب في ميدان التغيير بصنعاء 

الاربعاء الماضي أعتدت اللجنة الأمنية بساحة التغيير بصنعاء على الناشطة في الثورة الشبابية المهندسة هيفاء أحمد مالك، بمبرر رفعها لافتة مناهضة للوزيرة "حورية مشهور" أثناء تواجد كاميرا الجزيرة مباشر في الساحة.

وقالت هيفاء إن ثلاثة أشخاص من اللجنة الأمنية في ساحة التغيير اعتدوا عليها بالضرب أثناء رفضها تسليمهم كاميرتها الشخصية التي وثقت فيها اعتداء مليشيات اللجنة الأمنية على شاب حاول الدفاع عنها أثناء محاولة عنصر في اللجنة الأمنية الاعتداء عليها ومصادرة لوحة كانت ترفعها أمام المنصة ، وأوضحت "هيفاء" أنها كانت ترفع لافتة تنتقد فيها "حورية مشهور" أثناء تواجد قناة الجزيرة مباشر لتصوير مادة صحفية في الساحة عند الخامسة من مساء الأربعاء.

وأضافت أن المذيع الذي كان يدير العمل، تعمد ابعاد اللوحة بيده وتنكيسها من يدها حتى لا تظهر للمشاهد، وحين أنتهى التصوير سخر منها ، وأشارت أنها عادت لممارسة احتجاجها على قناة سهيل التي قالت: أنها تتباكى على حورية مشهور" متناسية رواتب الجيش المنضم للثورة وأسر الجرحى والشهداء خاصة مع قدوم شهر مضان المبارك.

وأضافت تفاجأت وأنا أرفع اللافتة أمام المنصة بأحد أعضاء اللجنة الأمنية مهرولا باتجاهي حافي القدمين، محاولا سحب اللوحة من يدي، لكن اعتراض شاب كان بجواري على تصرفاته جعله يعتدي عليه مع اثنين آخرين.

تقول هيفاء: قمت بتصوير الاعتداء على الشاب، لكن أحد أعضاء اللجنة الأمنية قام بسحب الكاميرا منى بالقوة، واتجه صوب اللجنة الأمنية، وعندما لحقت به وتمسكت بالكاميرا، قاموا بضربي في أجزاء مختلفة من جسمي، وتمكنوا من أخذ الكاميرا ، وأكدت هيفاء أن أحدهم قام بصفعها بقوة على الوجه، ودفعها إلى خارج مقر اللجنة الأمنية ما أدى إلى وقوعها على الأرض وكشف وجهها وتعرضها لعديد من الكدمات والرضوض ، وأشارت إلى أن بعض الشباب تعرضوا للعنف أثناء محاولتهم الدفاع عنها.

وسبق أن تعرضت هيفاء مالك لثلاثة اعتداءات سابقة من قبل مليشيات الإصلاح أولها كانت أثناء توزيعها لبيان مقاطعة للانتخابات الرئاسية في شهر فبراير الفائت، والثاني أثناء خروجها في مسيرة تضامنية مع أبناء الجنوب، والثالثة أثناء جمعها حملة توقيعات تضامن مع الجريح "كويع الشميري" أثناء إضرابه عن الطعام.

ووصفت "مالك" الاعتداء الذي تعرضت له الأربعاء الماضي بالأعنف من بين بقية الاعتداءات حيث تعرضت للصفع والركل واللكم والدفع بقوة.
وتوقعت أن الاعتداء عليها من قبل مليشيات اللجنة الأمنية مرتب له مسبقا بسبب نشرها مقطع فيديو لشيخ إصلاحي يدعى "عبد الرقيب عباد" رد فيه بسخرية وتهكم عندما سألته عما قدموه للجرحى المضربين عن الطعام.

وعقب الاعتداء على هيفاء مالك تعرض الناشط في ساحة التغيير بصنعاء صلاح زيد الهلالي رئيس اللجنة الاجتماعية لشباب الثورة لاعتداء اخر من قبل أعضاء في اللجنة المالية الذين اعتدوا على الناشط صلاح الهلالي في ساحة التغيير ونجم الاعتداء عن إصابته بشج في رأسه تسبب بأربع غرز والعديد من الجروح في بقية أعضاء جسمه…

وقال الناشط صلاح زيد إن اللجنة المالية هي من قامت بالاعتداء عليه، مطالبا كافة الجهات الحقوقية بالتضامن مع الثوار وإنقاذ الشباب من حملة الاستهداف والتصفية التي يتعرضون لها من قبل المليشيات التي تتبع الإصلاح وبقايا المشترك المتواجدين فقط لتنفير الشباب من البقاء والصمود في الساحات. واضاف الهلالي ان الذين يتسولون باسم الثوار ويقومون بنهب تلك الأموال او تسخيرها لأغراض تخدم حزبهم فقط ولاعلاقة لها بالثورة والثوار .

واكد الهلالي ان على هذه المجاميع تسيلم مرافق ومؤسسات الثورة والساحة للشباب الثائر وعليها ان تعلم انها سُتقدم للمساءلة عن كل الانتهاكات بحق الشباب سواء اكانت فيما يخص المسار الثوري او مايخص الاموال وغيرها .

وقال الهلالي ان اللجنة المالية هي جزء من اللجنة التنظيمية التابعة للمشترك والتي لم يعد لها اية صفة بالثورة الشبابية وعليها ان تعود الى مقرات أحزابها التي أصبحت شريكا في سلطة النظام الفاسد وان من يدافع عن السلطة الفاسدة التي ثرنا من اجل إسقاطها لا يمكن اعتباره ثائرا بأي حال من الأحوال.

الانسي .. لم يعد هناك قبول للأيادي المرتعشة 


ارتبط اسم الناشط اليمني خالد الآنسي بالثورة اليمنية منذ بداياتها، إذ تنطلق التظاهرات جنباً الى جنب مع الفائزة بجائزة "نوبل" للسلام توكل كرمان ، إلا أن الآنسي، وعلى عكس كرمان، تعرض للإقصاء، وقدم استقالته من حزب "الإصلاح الإسلامي" لأنه يرى نفسه أقرب الى المجال الحقوقي منه إلى السياسة ، ويرى الانسي أن "الثورة المقبلة ستكون داخل الأحزاب"، لافتًا الى أن "المستقبل لا يمكن بناؤه إلا بثلاثية الأحزاب،-والإعلام المستقل،-ومنظمات المجتمع المدني التي تحولت إلى دكاكين هدفها الاسترزاق".

واشار الى ان الأحزاب انتهى العمر الافتراضي لقياداتها. ولن يكون في مقدورها التعامل مع المستقبل. كما لم يعد هناك قبول للأيادي المرتعشة. ولهذا أرى حراكاً سياسياً داخل هذه القوى سينتج عنها ما هو أشبه بالثورات على صعيد قياداتها".

ويقول الآنسي في حديث لموقع "NOW" أن "الهدف من إقصائه هو منع صوته من الوصول للناس لأن أفكاره لا تتفق مع أجندة الأحزاب السياسية التي تمضي للتسوية".

ويستغرب الآنسي "زج الشباب في هذا الحوار وكأنهم طرف في الصراع، ولا سيما أن الحوار يُفترض أن يكون بين أطراف متصارعة"، معتبرًا أن هذا الزج "يجعل الشباب طرفاً أضعف لأنهم يفتقرون للتنظيم، وبالتالي يكون وجودهم فقط "لملء الكراسي وإدخالهم في مسرحية تم الاتفاق مسبقاً على نتائجها".

جرحى ومعتقلو الثورة في طي النسيان والتجاهل 


أنات الجرحى لاتزال في تصاعد بل إن ثوار الأمس الذين واجهوا أحلك الظروف وضحوا بدمائهم وأرواحهم من اجل المبادئ الثورية التي امنوا بها باتوا في سلة مهملات الوفاق الوطني على الرغم من صدور قرار جمهوري يقضي بمعالجة أناتهم ومداواة جراحاتهم، وفي اتجاه الجراحات المثخنة بالألم لايزال العشرات من شباب الثورة في المعتقلات حتى الآن حسب تأكيد المجلس العام لمعتقلي الثورة اليمنية الذي يطالب منذ عدة أشهر بسرعة الإفراج عن كافة المعتقلين والمخفيين قسراً على ذمة مشاركتهم أو تأييدهم لثورة الشباب الشعبية السلمية .

واشار رئيس المجلس العام لمعتقلي الثورة عبدالكريم ثعيل امس الأول إلى أن الاعتقالات التي تطال شباب الثورة لم تتوقف بعد وأن أجهزة أمن الضالع اعتقلت ثلاثة منهم الأسبوع الأول ولم تفرج عنهم حتى اللحظة رغم صدور توجيهات عليا بالإفراج عنهم ، وحذر الوفاق الوطني من التساهل أو الإهمال في قضية الإفراج عن معتقلي الثورة والمخفيين قسرياً كون ذلك سيؤدي -حسب قوله- إلى موجة غضب ثوري لا طاقة لهم بها.

كما دعا اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية وجميع المكونات الثورية في مختلف ساحات وميادين الحرية والتغيير إلى وقف الحديث عن أي حوار وطني أو المشاركة فيه حتى يتم الإفراج عن كل معتقلي الثورة والمخفيين قسرياً وتنفيذ كافة متطلبات التهيئة التي حددها شباب الثورة.

وكانت عدد من المنظمات الحقوقية قد دشنت الخميس الماضي حملة وطنية لمناصرة معتقلي الثورة اليمنية ومناهضة الاعتقالات التعسفية للضغط على الحكومة الإفراج عن كافة معتقلي الثورة والرأي السياسي والكشف عن مصير المخفيين قسرياً والعمل على محاسبة كافة المتورطين والمتهمين بالاعتداء على شباب الثورة ومنتهكي حقوق الإنسان والإسهام في إعادة تأهيل المعتقلين المفرج عنهم ، وانتقد المحامي خالد الآنسي حكومة الوفاق التي تماطل بإخراجهم رغم وعودها وتطبيعها العلاقة مع القتلة والجناة، حسب قوله.
 

نقلا عن صحيفة الوسط اليمنية

زر الذهاب إلى الأعلى