حقوق وحريات ومجتمع مدني

ملف معتقلي الثورة (5) ـ قصة المعتقل منصور الظفيري

 

منصور محمد أحمد الظفيري, من أهالي محافظة صنعاء, متزوج ولديه ولد وبنت, حاصل على دبلوم إدارة أعمال.

بعد اندلاع ثورة الشباب بشهر واحد , قام منصور بزيارة إلى منزل عبدالملك السياني, وزير الدفاع الأسبق, لعلاقة بينهما, وهي من المرات النادرة التي يخرج من ساحة التغيير. انتهى من الزيارة وبعد أن خرج من المنزل, وقطع مسافة قصيرة مشياً على قديمه, قبل أن تبدأ قصته مع الاعتقال.

يقول منصور إن طقماً تابعاً للحرس الجمهوري المرابط في السبعين من جهة الصافية, اعترضه وأخذه الجنود مباشرة على متن الطقم, إلى خلف منصة السبعين.

كان في يده ملف بداخله أوراقه, تم تسليمه مع منصور إلى الضابط المناوب هناك، فأخذ الضابط الملف ودخل إلى مكتبه يفتشه, ثم خرج وقد تغير وجهه.

وأشار منصور إلى أن الملف كان يحتوي على مقالات صحيفة وشعارات ضد النظام, وخطة تصورية وضعها قبل يومين من اختطافه لكيفية الوصول إلى دار الرئاسة بطريقة سلمية, فأمر الضابط الجنود بتفتيشه, فأخذوا التلفون وبطاقة اللجنة الإعلامية التابعة للساحة, ثم جاء ضابطان كانوا قد اتصلوا بهما.

وأضاف منصور أنهم بدءوا يسألونه عن الخطة وأين هي الخطة التفصيلية؟ فرد عليهم بأنها مجرد أفكار, فبدؤوا بالتحقيق معه لمدة 3 ساعات, وكتبوا كلامه في حوالي 10 صفحات.

استمرت عملية التحقيق من الـ4 عصراً حتى الـ8 مساءً, ثم جاءت سيارة بيضاء بزجاج عاكس, فأخرجوه من المكتب المعلق بالألمنيوم,

وقبل ركوبه السيارة ربطوا عينيه وكبلوه إلى الخلف, وأمسكه أحدهم من اليد ودفع به إلى الباب الخلفي, وأرقده داخل السيارة, وجلس أحدهم بجانب رأسه والآخر عند رجليه.

وأشار منصور إلى أنه حينها شعر بالخوف الشديد, فتحركت السيارة مسافة قدّرها بساعة, ثم أوصلوه إلى بدروم تحت الأرض فيه 5 زنازين, كل زنزانة مع حمام وفرش وبطانية. تركوه إلى اليوم التالي الساعة الـ12 ليلاً,, ثم أخرجوه وكبلوه, وغطوا عينيه بعد أن كانوا قد فكوا الرباط وغطاء العينين عندما أوصلوه.

وبعد أن أجلسوه على كرسي على بعد 10 خطوات من الزنزانة, كان بجواره 3 أشخاص يحققون معه.

وأضاف منصور: قال المحقق في البداية: "قل لنا الصراحة وإلا عندنا الكهرباء والقيود والسوط".

وبدءوا بتهديده وإضعافه نفسياً, وطلبوا منه شرح تفاصيل زيارته لعبد الملك السياني, فرد عليهم بأنه يراجع بحثاً عنده وهو زميله سابقاً, وسألوه عن الشخصيات التي تتردد على السياني, ثم قالوا له ارفع يديك فرفعهما, فانهالوا عليه باللطم بالوجه بالجهتين, وسألوه عن الحوثيين وعن علي محسن: هل يسلح الشباب؟ وأين إرسال قناة "سهيل"؟ وبقى لمدة خمس أيام على نفس الحال.

ويتابع: " كان الأكل جيداً؛ نصف حبه دجاج وسلتة ورز ولحمة مغطاة, أما الماء من حنفي الحمام".

وحسب أفادته فقد كان منصور يسمع أصوات قاطرات تسير بسرعة عالية, وبعدها رجعوا إليه مرة أخرى, وقالوا له عرفنا أنك عسكري سابق في وزارة الدفاع, وعرضوا عليه مليون ريال, وقراراً جمهورياً كمدير لمتحف العلوم, كونه باحثاً في العلوم الأثرية, وشرطوا عليه أن يظهر على قناة "سبأ", ويقول كلاماً مسيئاً لعبد الملك السياني, ويصفه بأنه يتاجر بالآثار, أو خيار أخر بأن ينسق مع شباب من الساحة ويعطوهم خمس قنابل ويرموا بها الأمن المركزي وهم سيصورونهم, فرفض العرض, وطلب منهم تحويله إلى المحكمة, فلم يستجيبوا له, أضرب عن الطعام لمدة يومين, وبعدها خرجت مياه المجاري في الزنزانات الـ5 إلى ارتفاع 10 سنتيمترات, فنزل الشاوش, وهو يصيح؛ ماذا فعلت؟ فذهب إلا الأعلى ثم عاد فرفع ثوبه ثم فتح له الزنزانة وكبله وربط على عينيه, ثم نقلوه إلى سجن الاستخبارات العسكرية, وبقى هناك لمدة اسبوعين بدون تحقيق ثم حولوه بعدها إلى سجن القضاء العسكري, ومكث يومين, وبعدها أخرجوه.

وقال منصور الظفيري إنه خلال فترة اعتقاله قام رئيس فرع المؤتمر وعاقل حارته بإخراج زوجته وأولاده وأمه من بيته, بدعوى أن البيت ملك رجل أخر رغم أن منصور مستأجر من الأوقاف منذ 23 سنة, إلا أنهم أحرجوهم ويصفونه بأنه من "المخربين", ومن "أصحاب الساحات". 

نقلا عن صحيفة "الأولى" ـ أمين دبوان

زر الذهاب إلى الأعلى