تحليلات

هكذا تم السطو على ثورة الشباب!! – تحليل: حسين اللسواس

 

عقب ان كانوا هم اساس العملية الثورية، أخيراً لم يعد لشباب الثورة السلمية اي حضور في واقع ما بعد معادلة التقاسم السلطوية بين اعداء الامس شركاء اليوم.

لقد باتوا خارج اللعبة تماماً، ولم يعد لهم من الأمر سوى ظهور ديكوري يُذكر الناس بأن ثمة ثورة شعبية كانت مندلعة ذات يوم على طريقة (كانت هنالك ثورة!).

بالنسبة للشباب لا تبدو المشكلة مرتبطة بفكرة التواجد في واقع ما بعد التقاسم، بقدر ما تكمن في عدم قدرتهم على تمثيل ثورتهم والحديث بلسان حالها والتفاوض باسمها! معظم هذه الأدوار في واقع الامر، تم تأديتها على اكمل وجه من قبل اولئك الذين التحقوا بالركب الثوري تحت يافطة (انصار الثورة السلمية).

من تموضع (الانصار) استطاع الوافدون على الفعل الثوري ان يتحولوا إلى أوصياء على العملية الثورية برمتها، لقد باتوا في غفلة من الزمن هم قادة الثورة والمتحدثون بلسان حالها والمفاوضون بإسمها والمستفيدون من فوائدها والعوائد، في وقت لم يعد فيه لشبابها وصانعيها اي تواجد حقيقي يذكر وتحديداً في أفعال القيادة والتفاوض والحصاد..!

يبدو الامر هنا شديد الشبه بعملية سطو منظمة جرى تنفيذها والتخطيط لها من قبل لفيف من المحترفين بهدف سلب المُلاك الحقيقيين جميع حقوقهم وإبعادهم خارج دائرة الحق والملكية..!

من ناهبي ثروات الى قادة ثورة!


ثمة إدراك ما انفك يتنامى بالتقادم لدى قطاع واسع من شباب الثورة السلمية مفاده ان ثورتهم تعرضت لطائلة السطو من قبل المراكز النفوذية العتيدة التي يفترض ان الثورة اندلعت بهدف الاطاحة بها وإنهاء هيمنتها التاريخية على البلاد ومقدراتها.

الإدراك الآنف أخذ يتخلق تدريجياً كنتاج لعوامل عديدة لعل أبرزها واعلاها شأناً سلوك تلك القوى والمراكز النفوذية -التي دلفت الى الفعل الثوري من بوابة الأنصار- في التعاطي مع شباب الثورة السلمية.

فخلال مراحل شتى من عمر العملية الثورية، تعمدت تلك القوى والمراكز ممارسة شتى صنوف الإقصاء والإلغاء للشباب بهدف تكريس هيمنتها ونفوذها على العملية الثورية والحيلولة دون اضطلاع الشباب بأي أدوار قيادية يمكن ان تتسبب في تقويض تلك الهيمنة التي سرعان ما تحولت الى هيمنة مطلقة.
إصرار القوى الوافدة على ممارسة ذلك النهج الإقصائي المقيت جسد تعليلاً رئيسياً من اسباب وصول الشباب إلى ما يشبه القناعات حول غايات ونوايا تلك القوى، لدرجة انهم -اي الشباب- باتوا يشعرون بالندم جراء قيامهم ذات يوم بترديد مقولة (حيا بهم حيا بهم وإحنا تشرفنا بهم) التي حولت كبار ناهبي ثروات البلاد إلى زعامات ثورية، ومنحتهم امتياز إعادة انتاج الذات السلطوية بموازاة حماية مناصبهم السيادية من الخضوع لطائلة التغيير والتدوير..!
الحديث عن السطو المنظم الذي تعرضت له الثورة الشبابية، يستوجب بالضرورة حديثاً مماثلاً عن الكيفية التي تم بموجبها تنفيذ ذلك السطو من جانب القوى الوافدة على الفعل الثوري.

قبل التطرق لتلك الكيفية، لا مناص من التعريج الاضطراري السريع على بعض الخلفيات الماضوية بهدف التأسيس لفهم اعمق حول الطرق والاساليب التي تم انتهاجها من قبل القوى الوافدة للسيطرة على العملية الثورية.

مراحل الاستيلاء على الثورة

في بداياتها الاولى، كانت ثورة الشباب عبارة عن فعل احتجاجي سلمي جرى تنفيذه بجهود فردية وذاتية من قبل شباب متحمسين سواءً في جامعة صنعاء او غيرها، وذلك بهدف المطالبة بإسقاط النظام الحاكم بكافة تكويناته.

مع تصاعد الأفعال الاحتجاجية التي نفذها اولئك الشباب، وتحديداً عقب تمكنهم من استحداث اعتصام دائم بجوار جامعة صنعاء، وجدت القوى المتصارعة مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبالاخص تلك التي كانت شريكة له في إطار الحلف العسقبلي الحاكم (المركز المقدس) أن لا مناص من السيطرة على الفعل الاحتجاجي الناشئ والسعي لتكريس واقع الهيمنة عليه وفق مخطط شامل جرى تنفيذه على ثلاث مراحل اساسية.

تمثلت المرحلة الاولى من ذلك المخطط 
في انضواء احزاب اللقاء المشترك الى ساحة الاعتصام بالعاصمة صنعاء بمعية عدد من مشائخ ورموز الحلف القديم الحاكم.
 
مع التوسع التدريجي لساحة الاعتصام (إثر انضواء المشترك والمشائخ) سرعان ما تقلصت أدوار منظمي الاعتصام الفعليين لصالح أولى دفعات القوى الوافدة التي أخذت منذ الأيام الاولى لانضمامها توظف إمكاناتها المادية والبشرية بهدف الإمساك بزمام الأمور في الساحة.

خلال المرحلة الثانية التي تلت سيطرة الاحزاب والمشائخ على جانب واسع من تفاعلات المشهد الثوري، استهل الجهاز الامني القديم المرتبط بقوى المركز المقدس (الامن السياسي) ترتيبات واسعة النطاق داخل الساحة بهدف إبقاء الشباب تحت سيطرة القوى المتحكمة.

في هذه المرحلة أجرت القوى الوافدة على العملية الثورية مفاوضات مطولة بهدف استكمال مخطط الاستيلاء على الفعل الثوري، حيث شملت تلك المفاوضات معظم الاطراف وتحديداً اولى دفعات القوى الوافدة (قادة المشترك والمشائخ الداعمين) بالاضافة إلى ثاني دفعات القوى الوافدة وهم من تبقى من قوى المركز المقدس الذين كانوا وقتذاك موجودين في تركيبة النظام كالجنرالين علي محسن الاحمر وغالب القمش وغيرهما من قادة المؤسسة العسكرية القديمة، بالاضافة الى من تبقى من مشائخ حاشد، حيث أفضت المفاوضات الى تكليف غالب وجهازه الامني بالاضطلاع بمهام امنية داخل الساحة بموازاة اجراء ترتيبات لفرز وتصنيف الثوار والعمل على ابقائهم تحت السيطرة وتحقيق ضمانات عدم خروجهم على القوى الوافدة، مع بقاء غالب وجهازه الامني في مربع التأييد والولاء الظاهري للرئيس صالح وذلك حتى يتمكن من القيام بأدوار أخرى كالوساطة والتهدئة حين يشتد وطيس المواجهة مع المركز المصغر (المؤسسات المستحدثة في عهد صالح).

المرحلة الثالثة، وهي بالمناسبة احدى نتائج تلك المفاوضات، جرى فيها الاتفاق على قيام من تبقى من قوى المركز المقدس التي مازالت موجودة في النظام بتنفيذ انشقاق كبير يُفضي الى تقويض سلطة صالح ونظامه، ليلتحق بذلك الجنرال علي محسن وكبار قادة المؤسسة العسكرية القديمة وكذا كبار المشائخ في إطار الحلف المقدس كصادق الاحمر بركب الفعل الثوري بذريعة حماية الثورة والذود عنها وإسنادها.

مبررات هيمنة القوى الوافدة 


رغم ان وجود كل هؤلاء في العملية الثورية جاء تحت يافطة (مناصرة الثورة)، إلا ان فعل المناصرة أخذ ينحسر تدريجياً لصالح فعل (السيطرة) الذي تعزز على نحو لافت، ليتحول هؤلاء من مجرد أنصار يأتمرون بأمر الثوار إلى متحكمين بجميع التفاعلات داخل العملية الثورية..!
انتقال القوى الوافدة من تموضع (الأنصار) إلى تموقع (المتحكمين) تم بالتدريج وتحت مبررات وذرائع عديدة.

فتحت مبرر الدعم المالي والإسناد القبلي هيمن المشائخ في حاشد وأولئك المرتبطين بالمركز المقدس على جانب من تفاعلات المشهد الثوري.
وتحت مبرر القدرات التنظيمية والكثافة البشرية هيمنت احزاب اللقاء المشترك وتحديداً حزب الاصلاح على جوانب مهمة من الفعل الثوري.

وتحت مبرر فرز الثوار وتصنيفهم وتحديد من باتوا يعرفون بالمندسين والعملاء هيمن الجهاز الامني القديم (الامن السياسي) ليدير بذلك جانباً واسعاً من الاحداث اليومية وبالاخص تلك المتعلقة بتوجيه الشباب والسيطرة على أفكارهم ومراقبة تحركاتهم وأنشطتهم بالتوازي مع منع اي محاولات لخروجهم وتمردهم على ترتيبات القوى الوافدة.

وبحجة حماية الثورة والذود عنها، هيمن ايضاً القادة العسكريون كعلي محسن الاحمر وغيره من قادة المؤسسة العسكرية القديمة على جوانب مهمة جداً في العملية الثورية.

كانوا أنصاراً فأصبحوا متحكمين!


استطاعت القوى الوافدة -بتلك الذرائع- ان تحقق انتقالاً سهلاً وسريعاً من تموضع (انصار الثورة) إلى تموقع (المتحكمين في مصيرها)، وهو ما مكنها من تشكيل قيادة للفعل الثوري بمعزل عن شباب الثورة وقادتها الفعليين، ليبرز إلى العلن ما سمي بـ(المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية).

أدركت القوى الوافدة على الفعل الثوري انها بحاجة الى تكوين قيادي يمنحها سلطة التحكم في مصير الثورة بعيداً عن الشباب والثوار الفعليين، ورغم ان شباب الثورة كانوا يتطلعون إلى الحصول على تمثيل حقيقي لهم بين (انصار ثورتهم المتحكمين) بهدف تكريس مفهوم الشراكة في إدارة الفعل الثوري، إلا ان (انصارهم المتحكمين) سرعان ما اخذوا يتجهون لتكريس واقع مغاير تماماً، حيث اقدموا على تنفيذ عملية استبعاد واسعة النطاق للشباب أفضت الى حرمانهم من التمثيل والتواجد في قوام المجلس الوطني الوليد.

إثر هذه العملية الإقصائية المقيتة، بدأ الشباب يدركون بالتدريج خطورة الموقف، فهاهي القوى المناصرة التي هتف لها الشباب بالامس (حيا بهم حيا بهم) اضحت تتآمر عليهم وتحول دون حصولهم على حقهم الطبيعي والواقعي في التواجد ضمن قوام المجلس الوطني الثوري بتمثيل حقيقي وعادل.
آنذاك، أخذت الاعتراضات على تشكيلة المجلس الوليد تتنامى بالتقادم، واضحى كثير من الشباب يطالبون القوى الوافدة على الفعل الثوري بإثبات حسن النوايا وإعادة الاعتبار للتمثيل الشبابي في قوام المجلس.

مع تنامي تلك المطالب، رضخت بعض اجنحة القوى الوافدة لتلك المطالب، وأخذت تتحدث عن ضرورة السماح بهامش من التواجد والتمثيل للشباب في قوام المجلس.

عقب ذلك الرضوخ، تم إقرار مشروع توسيع المجلس الوطني تحت يافطة (إعادة الاعتبار للتمثيل الشبابي) حيث جرى تشكيل لجنة لهذا الغرض برئاسة الدكتور محمد الظاهري عضو المجلس.

غير ان القوى الوافدة (الانصار المتحكمين) سرعان ما انقلبت على هذا المشروع، ليتم بضغط من بعض المشائخ وقادة الاحزاب والجنرالين، إسقاط سبعين شاباً من شباب الثورة ومنهم (العبدلله) من عضوية المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية وذلك رغم إقرار هذه الاسماء من قبل اللجنة المُشكلة لهذا الغرض برئاسة الدكتور الظاهري، علماً ان المجلس لم يُشكل بالانتخاب من قبل الجمعية الوطنية كما نشرت وسائل الاعلام بل تم تعيين اعضائه واختيارهم خلف الكواليس من قبل القوى الوافدة على العملية الثورية..!
انتهت مهمتكم.. عودوا الى المنازل!

ببروز هذا النهج الإقصائي لشباب الثورة من قبل القوى الوافدة، تأكد لقطاع واسع من الشباب ان تلك القوى تحاول الاستئثار بإدارة الفعل الثوري والحيلولة دون مشاركة الشباب في صنع القرارات الثورية.

مع تقادم الاحداث، اخذت الصورة تتضح بجلاء لا يقبل المواربة، لقد كانت تلك الاجراءات الإقصائية تهدف الى السيطرة الكلية على الثورة وسرقتها من ابنائها الشباب واستخدامها كمطية لكي يتمكن المركز السلطوي المقدس من استعادة السلطات التي فقدها في عهد الرئيس صالح.

لقد تأكد لقطاع واسع من الشباب ان القوى الوافدة والمناصرة لم تكن تتغيا الانتصار لثورتهم وتحقيق اهدافها، بقدر ما كانت تتطلع للاستحواذ عليها والتفاوض بلسان حالها وسلبها من ابنائها.

كنتاج لتمكنها من استحداث التكوين القيادي الثوري (المجلس الوطني) استطاعت القوى الوافدة ان تبرم اتفاقية الرياض (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية) لتتمكن بذلك من العودة الى السلطة مع حلفائها، وهو ما ادى لاستعادة المؤسسات القديمة (الامن السياسي والفرقة المدرعة) لمعظم السلطات والصلاحيات التي فقدتها إبان عهد صالح.

باسم الثورة إذاً أبرم هؤلاء المعاهدات والاتفاقيات، وباسمها وصلوا إلى السلطة واستعادت مؤسساتهم صلاحياتها وسلطاتها المنزوعة، وباسمها ايضاً جرى تسريح الشباب مؤخراً الى بيوتهم وإخلاء الساحات تدريجياً وحرمانهم من حقهم في المشاركة بالسلطة وإدارة البلاد.

وفق النتائج الراهنة للثورة والمبادرة، يمكننا القول ان القوى الوافدة وهي (الاحزاب والقادة العسكريين والامنيين والمشائخ) كل هؤلاء قاموا بتنفيذ عملية سطو تأريخية في حق ثورة الجيل الجديد من الشباب، حيث تمكنوا من جني فوائدها والعوائد، وأعادوا انتاج سلطاتهم وامتيازاتهم على حسابها وأخرجوا ابناءها الشباب من كل الترتيبات المتعلقة بمستقبل البلاد.

لا تبدو نتائج السطو على الثورة من قبل تلك القوى مقتصرة على ذلك فحسب، إذ بات شباب الثورة مطالبين في الآونة الاخيرة بالعودة الى بيوتهم على طريقة (شكراً لكم لقد انتهت مهمتكم وعليكم ان تعودوا الى المنازل!!).

مسلسل إقصائي مخيف


تبدو الدهشة هي اكثر الانطباعات تخلقاً جراء مراجعة مسلسل الاقصاءات المخيفة التي تعرض لها شباب الثورة.
لقد أقدمت تلك القوى الوافدة على استبعادهم من كل شيء تقريباً، حيث جرى استبعادهم من قيادة الفعل الثوري (المجلس الوطني)، وتم اقصاؤهم من الاتفاقات المبرمة، وخضعوا لطائلة الاستبعاد من حقهم الطبيعي والواقعي في التواجد والتمثيل ضمن قوام حكومة الوفاق الوطني كوزراء واعضاء في الحكومة وتحديداً في حصة المجلس الوطني (النصف).

مسلسل الاقصاءات المخيفة لا يبدو مقتصراً على ذلك، لقد بلغ الحال حد قيام تلك القوى بالضغط على حكومة الوفاق بهدف منع اي شاب من شباب الثورة من الالتحاق بأي وزارة او مؤسسة حكومية، وهو ما تم بالفعل! حيث اتخذ مجلس الوزراء الذي يرأسه (رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة) قراراً يقضي بمنع اي تعاقدات جديدة في كل مؤسسات الدولة! وهو ما يعني حرمان شباب الثورة من التواجد في اي مؤسسة رسمية لحين إلغاء هذا القرار!

لم تقف في الواقع سيناريوهات الاقصاء والاستبعاد عند هذا الحد، إذ من المرجح ان يتم استبعاد واقصاء الشباب من المشاركة الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني الذي يجري الإعداد له حالياً، حيث يُتوقع ان يتم الاكتفاء بالقوى الوافدة كممثل للثورة في مؤتمر الحوار الوطني!

عقب ان دانت السيطرة للقوى الوافدة على الفعل الثوري، وتمكنت من السطو على الثورة واقصاء ابنائها وحصاد فوائدها والعوائد وجني ثمارها، وجدت هذه القوى ضرورة حماية مكاسبها من اي محاولات لتوضيح تفاصيل السرقة التأريخية التي تعرضت لها ثورة الشباب.

لقد اضحت هذه القوى الوافدة تستخدم الجهاز الامني القديم (الامن السياسي) بهدف قمع وإسكات اي أصوات شبابية تحاول مجابهة عملية السطو المنظمة التي تعرضت لها الثورة، فأضحى على سبيل المثال يقال عن هؤلاء الشباب انهم مندسون وعملاء وخونة وغيرها من الاتهامات والافتراءات التي يجري طباختها في قلعة القمش الامنية المُستأثرة بمساحة واسعة من شارع حدة (المقر الرئيسي للامن السياسي).
وماذا بعد..

في واقعنا الراهن، لم يعد هنالك شك لدى قطاع واسع من الشباب بأن الثورة قد تعرضت لطائلة السطو فعلاً.
ثمة إدراك حقيقي لطبيعة مايدور في اوساط الشباب، فحتى وإن تمكنت تلك القوى من السطو على ثورة الشباب، إلا انها بالقطع لا تملك القدرة على منعهم من إدراك حقيقة الواقع المُتخلق بفعل ذلك السطو التأريخي.

كثير من الشباب باتوا مؤمنين بأن القوى الوافدة التي دلفت الى الثورة من بوابة الانصار قبل ان تنتقل الى موقع صناع القرار! أقدمت على تنفيذ مخطط سطو منظم في حق ثورتهم، ليس هذا فحسب بل قامت ايضاً باستغلال تضحياتهم الكبيرة لتحقيق اهدافها وتطلعاتها ذات الطابع السلطوي النفعي، وهاهي بالفعل تجني كل الفوائد والعوائد الثورية..!

بعد ان تم اقصاؤهم من كل شيء، هاهم شباب الثورة يضربون أخماس الحيرة في اسداس الدهشة!، لقد باتوا يعانون الأمرين جراء هذا الواقع المرير الذي صنعته القوى الوافدة، فإن هم التزموا بالصمت تبخرت كل حقوقهم او بالأحرى ما تبقى منها، وإن هم لجأوا للإفصاح والحديث تم خلع نعوت الاندساس والعمالة عليهم بالتوازي مع مطالبتهم بمبارحة الساحة والعودة الى المنازل! يالها من نهاية مؤلمة لثورة الشباب العظيمة وكفى!
 
المصدر: صحيفة الوسط
زر الذهاب إلى الأعلى