أخبار وتقارير

اليمنية بسمة خان التي تقلق البنتاجون والبيت الأبيض

يمنات – متابعات

في الأيام الأولى للحركة النسائية (1960-1970), انشغلت بعض النساء في تحديد ما يمكن اعتباره شارة النسوية: الملابس المسترجلة, والامتناع عن استخدام أدوات التجميل كالماسكرة, وقد كان هذا التوجه قاسياً على اللواتي لم يكن مقتنعات باللبس تبعا لهذا التوجه إلا ان معظم النساء أعتبرن أن الحركة النسائية هي حركة "الالتزام بالعمل" أو حركة "تعالي كما أنت" للنضال ضد العنف المروع والظلم على النساء.
في مقارنة ساخرة, أصبحت ملابس النساء (المسلمات) رمزاً لظاهرة "الاسلام – فوبيا", وهي الظاهرة التي تستخدم (في الغرب) لتشويه سمعة المسلمين وتبرير الحرب عليهم واحتلال بلدانهم, لكن – برأيي – الملابس لم تكن أبدا قضية جوهرية, بل روح النضال هو كل ما يهم.
في الصورة بسمة علي خان, إحدى الناشطات المنقبات في صنعاء, تحمل ملصقات لصور والدها المخفي قسرياً وبعض من رفاقه الذين واجهوا نفس المصير.والصورة والتقطت لها اثناء وقفة احتجاجية نفذت في 27 سبتمبر الماضي, ضمن حملة "الجدران تتذكر وجوههم", وهي حملة تهدف لتذكير الشارع اليمني بالمئات من النشطاء السياسيين الذين أخفتهم أيادي الحكومة.
العقال على جبين بسمة يحمل عبارة "الجدران تتذكر وجوههم". ففي الوقت الذي يستخدم نشطاء اليمن فن الشارع والكتابة على الجدران من أجل الاحتجاج, تزيد حملة "الجدران تتذكر وجوههم" على ذلك هدفاً آخر.
هذا الهدف يتمثل في تحويل الجدران التي تحمل صور النشطاء السياسيين المغدور بهم, إلى محاكم مفتوحة تهز سكينة مرتكبي الجريمة. وهذا بحد ذاته ليس تعبيراً عن قوة العدالة التي لا تموت, بل يمثل تطبيقاً لها ايضاً.
كل ما تنقله وسائل الإعلام عن اليمن هو هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار على القاعدة. لكن أخبار هذا العدو الوهمي ليس ما يقلق البنتاغون والبيت الأبيض في الواقع, إن ما يقلقه حقا هو وجود امرأة ناشطة لا تخاف, مثل بسمة خان.
التضامن الكامل معكم/ن ومع نضالكم/ن, ونحن لا نكترث البتة لطبيعة الملابس التي ترتدونها.
ماري سكولي
ترجمة: وميض شاكر
نقلا عن صحيفة الأولى
زر الذهاب إلى الأعلى