أدب وفن

بلقيس أحمد فتحي… «خطر قادم» سيصنع الفارق

يمنات – متابعات

المواهب الشابة في كل مجال تصنع الفارق وتكشف عن بعض مواطن الخلل في الأجيال السابقة التي قدمت نجوماً يشار إليهم بالبنان، ذلك حين يدخلون دائرة الأضواء والشهرة وعندها يرصد الإعلام مدى صمودهم للمغريات والإعلام وعدم انجرافهم إلى حفرة الغرور وما يتبعها من سقوط لا يتمناه المرء في مشوار حياته.

المغنية بلقيس أحمد فتحي يجد فيها جمهورها أنها تعدت هذا المسمى لتصل إلى مطربة قادرة على أن تتبوأ مكانة لا بأس بها في بدايتها بين نجمات الغناء في الخليج، مقابل رأي آخر يرى أنها خطر قادم لزعزعة مكانة بعض الأسماء، مع تراجع واضح لبعضهن في مستوى ما يقدمن من أعمال غنائية عابرة كنوع من التواجد غير المجدي على الساحة.
هذا الكلام بالطبع لا يروق لمحبي بعض مطربات الخليج لكن الواقع يفرض هذه الحقيقة، فالإحصائيات تقول إن فئة الشباب من أعمار المراهقة وحتى الثلاثين سنة هي أكبر شريحة تسيطر على سوق الـ«CD» في منطقة الخليج، ومزاج هذه الفئة متقلب ولا يمكن أن تتقبل سوى ما يستهوي توجهها من أغان تتناسب والعصر الذي يعيشونه من سرعة وثورة في الحداثة في كل شيء، وبلقيس إحدى هذه الإشارات والفنانات التي وجد الشباب ضالتهم في إحساس صوتها واختياراتها رغم قلة أعمالها، ولأن لكل زمان دولة ورجالا من المؤكد لكل مرحلة أغنية ومطربات.
مقارنة بلقيس أحمد فتحي بأي فنانة تسبقها في الوقت الحالي ظلم لها وللاسم المقابل مهما كان الفارق في المشوار وعدد الألبومات، لكن ثقافة بلقيس التي رسخها والدها الفنان أحمد فتحي لا توجد إلا عند أسماء قليلة في الساحة، فنجد أغلب المطربات لهم الريادة في تجربة الغناء وسوء الصوت أحياناً كما يفتقدن إلى اللباقة والردود المدعومة بحجج مقنعة في اللقاءات الإعلامية ويبحثن عن الإثارة، فضلاً عن تطوير الأداء والإنتاج إلى الأفضل. ولأن بلقيس تجد في عمالقة الفن الخليجي أمثال فنان العرب محمد عبده وغيره أداة تطهير لآذان الناس من النشاز التي تكتظ به الساحة أخيراً، ستسير في الطريق السليم الذي سلكه والدها من قبل.
لدى بلقيس خامة صوت نادرة تتلون بحسب إيقاع ولهجة العمل الذي تغنيه، بدليل أنها نجحت بالخليجي وبتقديم الأغنية العربية في مناسبات عدة، كما أنها تحت سيطرة إشراف فني غير عادي مع الملحن فايز السعيد ووالدها المطرب والملحن أحمد فتحي وكلاهما له نجاحاته.
ولتوقيت طرح مثل هذه المواضيع مناسبة تتمثل في سقوط الكثير من الأقنعة لمطربات أصبح الهم الأكبر لديهن غناء الأعمال المعلبة والعيش على نجاحات السنوات الماضية وجمع المال والبهرجة الزائفة، وعلى بلقيس استغلال هذا السقوط لتبرز أكثر ويسطع نجمها، فمن منا لا يتذكر فيروز ووردة الجزائرية وأسمهان ونجاة الصغيرة في وقت كانت فيه أم كلثوم تتسيّد الغناء العربي، وتبقى العبرة في النهاية ومن يجتهد يحصد.

الرأي الكويتية – صالح الدويخ

زر الذهاب إلى الأعلى