أخبار وتقارير

أحد وجهاء مديرية عبس بحجة يروى تفاصيل تبادل اطلاق النار بين أطقم من اللواء 25 ميكا و الشيخ مالك عباس في محطة محروقات في المدينة

يمنات

كشف الشيخ “محمد يحيى ثواب” عن روايته لتفاصيل حادثة تبادل اطلاق النار بين الشيخ مالك عباس و أفراد من اللواء 25ميكا بمدينة عبس، التابعة لمحافظة حجة، شمال غرب البلاد، و التي وقعت قبل يومين، وراح ضحيتها قتيل و مصاب.
و قال الشيخ ثواب: في تمام الساعة التاسعة والنصف مساء تلقيت اتصالاً هاتفياً من الاخ مقبول (أبو رهام) يفيدني بوجود مشكلة معه، ويريدني ان احضر اليه في قرية المحرقة، فطلبت من الشيخ مالك عباس ثواب ان يذهب معي، غير أنه اعتذر في البداية، بسبب ارتباطه بقضايا مع المواطنين المتواجدين في مجلسه.
و أشار أنه مع الحاح “أبو رهام” بالاتصالات اصر على الشيخ مالك، و الذي استأذن من الحاضرين، و تم الانطلاق إلى قرية المحرقة، لمقابلة “أبو رهام”.
و أكد أنه أثناء عودتهم إلى عبس وصلوا إلى جوار محطة “الدوة” للمحروقات، و كان الطابور طويلا، فقال الشيخ مالك الان يعبون قليل وقالوا كمل، و أراد المرور لإبلاغهم بقراءة عدادات المحطة، ليتم التأكد من خلال القراءة، أن الكمية وزعت بالكامل.
و نوه الشيخ محمد يحيى ثواب، إلى أنهم دخلوا إلى المحطة وجنبوا السيارة بجوار طقمين تابعين للجيش، فاذا بأحد الجنود، عرفت اسمه لاحقا وهو “المساعد ردمان”، و معه أربعه جنود متجهين نحونا، و قام بالضرب بالعصا على كبوت السيارة متجها نحو الشيخ مالك.
و أوضح: “نزلت مسرعاً ووقفت بينهم وكنت افهمه يا افندم ، يا اخ نحن نريد ان نبلغكم ان تقرؤون العدادات حتى يحصل اكبر قدر ممكن من المواطنين على الكمية”.
و حسب الشيخ ثواب، كان هذا الجندي يتمتم بكلام ويذكر اسم الشيخ مالك كثيراً، مشيرا إلى أنه كان واقف في وسطهم.
و نوه إلى أن الحركة كانت استفزازية، غير أن الشيخ مالك، قال له: اهدأ يا محمد هذا ردمان صديقي، ما يدل ان الشيخ مالك يحاول تجنب نشوب مشكلة, و هنا انتهى الموقف دون أي مشاكل.
و أكد الشيخ محمد يحيى ثواب، أن هذا حصل في موقع المحطة القديمة، و التي هي عبارة عن شيشتين (طرمبتين).
و تابع: اتجهنا بعدها الى داخل المحطة باتجاه السوبر ماركت وقام الشيخ مالك بمصافحة الافندم (قناف) و هو نائب ضابط أمن اللواء 25 ميكا، و بدأ الحديث معه، بخصوص أهمية قراءة العدادات من باب تقديم المشورة ليس إلا.
و أكد أنه في منتصف الكلام اندفع نحونا المساعد ردمان، و معه من 3 الى 4 افراد من العسكر، و قاطعوا حوارنا مع الضابط قناف الذي كان يحاول تهدئة العساكر.
و نوه، أن الجنود كانوا يدفعونهم بأعقاب البنادق و العصي الى خارج المحطة باتجاه السوبر ماركت.
و قال: كان دوري هنا تهدئة الموقف بالكلام للعساكر، غير أن ما استنتجته فيما بعد انهم يحملون موقف جاهز و مسبق تجاه الشيخ مالك و يريدون خلق مشكلة واخذه معهم.
و أضاف: حصلت مداهفة وتعمير للأسلحة، بدأها احد العساكر عندما وجهه سلاحه، باتجاهنا، فتدخل البعض محاولين اخراجنا باتجاه سيارتنا.
و أكد: وصلنا الى موقع السيارة واذا بكل افراد الطقمين التابعين للواء وعددهم كان تقريبا من 10 الى 12 فرد قد توزعوا حولنا من ثلاث جهات، وحصل ان تواجه الشيخ مالك مع احد العساكر فأسرعت للوقف بينهم، وكنت اقول له خاف الله، صلي على النبي، و تراجع هذا العسكري للخلف وكانوا جميعا حولنا من ثلاث جهات.
و أوضح: أطلقوا وابل من الرصاص الحي بين الارجل وفوق رؤوسنا بصورة كبيرة.
و وصف الشيخ محمد يحيى ثواب، الموقف حينها، بأن الاسفلت كان مولع من الرصاص، واثرها لا يزال ظاهر فيه، مؤكدا أن معظم الرصاص كان موجه باتجاه الشيخ مالك عباس.
و لفت إلى أن أحد الشباب أخذ سيارة الشيخ مالكن و كان قربها، و قربها من الشيخ ليصعد فيها، غير أن الجنود كانوا محاصرينه، ما جعله يتراجع للخلف، ليبتعد عنهم قليلاً.
و واصل الشيخ محمد ثواب، في روايته للواقعة: “كنت امام الشيخ مالك بمسافة لا تقل عن عشرة امتار واذا بي اشاهده يجلس على الارض لثواني ماسكاً بإحدى يديه على راسه فوق اذنه، والاخرى ماسكاً بها سلاحه”.
و أضاف: “رجع وقف مباشرة وتدخل بعض الشباب واحد الرجال لا اعرفه، كان لابساً قميصاً ازرق فاتح، وادخلوا الشيخ مالك بين السيارات التي في الطابور و العسكر مازالوا يطلقون الرصاص باتجاه السيارات، و قبلها كان احد الاصدقاء قد اخذ سيارة الشيخ مالك واتجه نحو الشيخ مالك، و أخذوا الشيخ مالك و الدم يسيل فوق ثوبه من جهة الكتف الايسر”.
و أكد أن العساكر وقتها اتجهوا الى اطقمهم متجهين نحو سيارة الشيخ مالك ولكنهم لم يتمكنوا من اللحاق به.
و أوضح: حينها ركبت على احد الدبابات وشاهدت شخص مرمي على الارض فوق الاسفلت باتجاه قرية الباطل امام مغسلة السيارات، فوصلت سيارة الشيخ محجب وعليها الشيخ عثمان بن محجب، ومعه بعض المرافقين وركبت معهم واتجهنا الى الشخص الذي على الارض واذا ببعض الشباب قد اخذوه الى المستشفى، فاتجهنا باتجاه فندق الشام، للبحث عن الشيخ مالك، وكنا في حالة صعبة جدا، وصدمة بسبب حالة الشخص المصاب.
و أكد: بعد أن فقدنا الأمل في إنقاذ حياته رحمه الله ذهبنا للبحث عن الشيخ مالك الذي كان مصيره مجهول وقتها.

زر الذهاب إلى الأعلى