أخبار وتقارير

معركة الوجوه الشابة.العنادو إثبات الذات

يمنات – صحيفة المستقلة

القصف الجوي البربري الذي تنفذه طائرات التحالف العشري، أو ما يعرف بعملية «عاصفة الحزم»، لا يبدو أن له نهاية قريبة، أو نتائج حاسمة.. غير أن طرفي المواجهة (الهجوم- والدفاع) يظهران المزيد من الإصرار والتصميم على الاستمرار والمضي قدماً.

كلا الفريقين في اليمن والسعودية يعتمدان في تحركاتهما على قيادات شابة، هي التي تدير الأمور وتتخذ القرارات الحاسمة والمصيرية، إلى درجة أن الوجوه القديمة لم تعد تملك بزمام الأمور مثلما كانت في السابق..

ففي اليمن يعتبر السيد عبد الملك الحوثي، والعميد أحمد علي هما صاحبا القرار الأول والأخير في استمرار المعركة أو توقفها، فالأول يمثل قائد وزعيم أنصار الله (سياسياً، وعسكرياً، وفقهياً)، بينما أحمد علي ورغم كونه لا يمتلك أية صفة رسمية إلا أنه يعد القائد الفعلي لقوات الحرس الجمهوري (قوات الاحتياط) ومن بعدها قوات الأمن الخاصة.. الأمن المركزي سابقاً.. وبدون موافقة الحوثي وأحمد علي لا يمكن إبرام أي اتفاق، أو اتخاذ أي قرار بشأن ما يحدث في جبهة المواجهات العسكرية، سواء فيما يتعلق بعملية التوسع في المحافظات الجنوبية ومنها عدن، أو فيما يتعلق بعملية «عاصفة الحزم» والمفاوضات بشأنها..

على الجانب الآخر تعتبر السعودية هي الفاعل الأكبر والمتصدر لعمليات القصف الهمجي الجوي.. والمعروف أن قيادة الجيش والأمن معهودتان بأيدي قيادتين شابتين من الجيل الثاني.. فالجيش يقوده الأمير محمد بن سلمان.. ابن الملك العجوز ووزير الدفاع وقائد العمليات الحربية في وقت واحد، بالإضافة إلى الأمير محمد بن نائف وزير الداخلية والمسؤول عن الحملات الخاصة بمكافحة الإرهاب، وهما متناغمان مع بعضهما، وعملا بسرعة قياسية على تهميش كل القيادات العسكرية والأمنية القديمة سواء كانت من داخل الأسرة الحاكمة أو من خارجها..

وقد كشف محمد بن نائف أن لقاءً جمعه في مطار الرياض بالعميد أحمد علي عبدالله صالح بشأن تلافي المواجهة العسكرية المباشرة، غير أنهما لم يتفقا حيث أصر كل منهما على رأيه ومواقفه، مما أدى إلى اندلاع المعركة التي بدأت مرحلتها الأولى بقصف جوي وربما تتطور في مراحل لاحقة إلى حربٍ برية وبحرية..

وشكك محللون عسكريون في جدوى المواجهات الدائرة، وما إذا كانت ستجبر طرفي اليمن على التنازل.. إلا أنهم رجحوا أن تستمر المواجهات لفترة غير قصيرة، قد يكون لها تداعيات على المنطقة بشكل كامل.. خصوصاً وأن جميع القيادات في طرفي النزاع كما أسلفنا تعتبر قيادات شابة، وكما هو معروف فالشخصية الشابة تتميز بالاندفاع والتهور ومحاولة إثبات الذات، وتحقيق انتصارات تحسب لها في المستقبل..

وعلى القيادة السعودية أن تفكر أن السيد عبد الملك الحوثي لم ينحن لهم في عام 2010 حين هاجموه عندما كان يسيطر على بعض مديريات صعدة وقوات صالح تحاصرة من الجنوب فكيف سينحني لهم اليوم وقد صار بهذه القوة بل وقد أصبح يشعر بأنه مسؤولاً عن اليمن كلها وليس عن صعدة فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى