إجتماعية

في إب.. طفل في عامه الأول يكشف لصاً ويستعيد سيارة والده

يمنات – صحيفة المستقلة

تمكن طفل في عامه الأول من كشف لص سرق سيارة والده وإعادة السيارة «المونيكا» إلى والده وإلقاء القبض على اللص في نقطة «شبان» الأمنية (المدخل الجنوبي لمدينة إب) فبعد ثلاثة أيام من مرور سيارة محمود ناجي البعداني المونيكا في نقطة شبان الأمنية وعليها زوجته وطفلة أيمن البالغ من العمر عام واحد والذي آثار إعجاب واهتمام كل الجنود المناوبين في النقطة من خلال قيامه وبشكل عفوي بتوزيع ابتسامته البريئة على الجنود الواقفين والقيام برفع يده اليسرى غلى رأسه مقدماً للجنود تحية وتعظيم سلام فتقدم أحد الجنود حينها إلى الطفل الذي كان مستقيماً على نافذة باب الخانة الوسطى وقبله في جبينه واخفض يده اليسرى ورفع يده اليمنى ثم قال الجندي لوالد الطفل.. الله يبارك لك فيه ..

مشاء الله إنه طفل ذكي ونتيجة لزحام التفتيش فقد ظل يلاطف الطفل الذي أعجب به وسأله أيش اسمك فرد عليه فوراً «أيمن» ثم غادرت السيارة بمن فيها وبعد ثلاثة أيام أخذ محمود زوجته وطفله بجولة إلى الخط السياحي في جبل بعدان المطل على مدينة إب وفي الطريق أعجبا بالمنظر العام لمدينة إب فأوقف السيارة وخوج مع زوجته ليمتعا ناظريهما بمناظر الطبيعة الجذابة وترك السيارة دونما يوقف تشغيلها أو ينزع مفتاحها بحسن نية لأن الطريق خالية من المشاة إلا من السيارات والدراجات المارة من جانبها صعوداً ونزولاً وهما أيضاً لن يبتعدا كثيراً عن السيارة، وبينما كان يتأملان منظر المدينة البديع تفاجأ بصوت إغلاق باب السيارة ثم تحركها وانطلاقتها بسرعة فائقة فصاح محمود السيارة..

السيارة بينما صرخت زوجته ابني أيمن وكان أيمن وقتها نائم في الخانة الوسطى (حسب إفادة والده في البلاغ الذي تقدم به للجهات الأمنية) أما اللص الذي انطلق بالسيارة بإتجاه حارة الشعاب مخترقاً أحياء وشوارع المدينة القديمة نحو الذهوب ثم السحول وصولاً إلى نقطة التحول الأمنية الواقعة في المدخل الشمالي لمدينة إب وخلال مشيه السريع وانعطافاته في الالتواءات تدحرج الطفل من على فرشه الذي صممته والدته له في الخانة المتوسطة حتى استيقظ من النوم عندها بدأ يصرخ ويبكي حتى صدم اللص بوجود طفل في السيارة..

صراخ الطفل أربكت اللص وجعلته يفكر بالتخلص منه غير أنه خشي من أن يكون شخصاً ما يطارده وخشية أن يشاهده أحداً أثناء تخلصه منه خاصة إن ذلك الخط الرابط بين صنعاء وتعز مكتظ بالسيارات ومن الصعوبة التخلص من طفل فيه..

فلم يجد من سبيل سوى سحب الطفل إلى جانبه ومحاولة تهدئته فكان الطفل كلما نظر إلى اللص زاد بكائه وقبل وصوله إلى نقطة الأميرة بمنطقة السحول أخذ الطفل ووضعه في حضنه أمام مقود السيارة وعند وصوله إلى مضلة النقطة الأمنية كان الطفل ما يزال يبكي بكاء متقطعاً وفي تلك الأثناء كان الجندي الأمني التابع لنقطة تفتيش شبان الذي قبل أيمن قبل ثلاثة أيام وسأله عن اسمه واقفاً في تلك النقطة بانتظار مقدم أحد الضباط الذي طلب منه الانتظار كي يسافر معه إلى منطقتهما في السدة عندها نظر إلى الطفل وإلى السيارة وأثناء قيام زميله بالتفتيش على السيارة تقدم إلى الطفل ومسح دموعه وسأل اللص ليش الطفل يبكي فرد عليه لأنه يشتي أمه فقال الجندي أحمد الجوفي للطفل أيش اسمك يا حبيبي وهو مفعم بالشك فرد الطفل وهو ما يزال يبكي بصوت منخفض وبشكل متقطع أيمن وكان جندي التفتيش قد أعطاه الضوء الأخضر وسمح له بالمرور وبمجرد سماع الجندي الجوفي لاسم الطفل فصاح أوقف السيارة التي كانت بدأت بالتحرك وصعد بسرعة إليها وأشهر بندقه باتجاه اللص وأجبره على التوقف ثم نادى لضابط النقطة وأبلغه أن والد ووالدة الطفل ليسا موجودين في سيارتهما وإن السائق مشكوك فيه ثم أنزلوا السائق وأجروا معه التحقيق ثم توجه الضابط إلى السيارة للبحث عن أي دليل يدل على هوية صاحبها خاصة أن اللص صمم في أقواله أنه صاحب السيارة وأن الطفل ابنه وأثناء تفتيش السيارة وجد الضابط تلفون جوال ووجد 25 مكالمة لم يرد عليها عندئذ أتصل بنفس الرقم فإذا به رقم والد الطفل وأن ذلك الجوال خاص بوالدة الطفل وعندها قام الضابط بطمأنة والد الطفل وطلب منه الحضور إلى النقطة وبعد حضوره توجه مع الضابط وذلك الجندي مع اللص إلى إدارة البحث الجنائي بالمحافظة وهناك أقر اللص بجريمته واستعادت الأم طفلها وفلذة كبدها فيما استعاد والد الطفل سيارته وطفله.

زر الذهاب إلى الأعلى