أخبار وتقارير

الإعلام الموالي للإصلاح يهاجم البيض وباعوم ومراقبون يحذرون من مساعي سعودية لجعل الجنوب ساحة اقتتال

يمنات

بدأ الإعلام الموالي للإصلاح بحملة هجوم واسعة ضد الرئيس الجنوبي السابق، علي سالم البيض، و القيادي في الحراك الجنوبي فادي باعوم نجل الزعيم الجنوبي حسن باعوم.

و يتهم إعلام الإصلاح، البيض و باعوم، ببيع الجنوب ل”أنصار الله”.

و جاءت الاتهامات على خلفية أنباء عن حوار يجري بوساطة عُمانية في مسقط بين قيادات من أنصار الله و قيادات جنوبية رفيعة.

و فيما غادر البيض سلطنة عمان، أثناء تداول تلك الأنباء و الإعلان عن وصول حيدر العطاس و قيادات جنوبية أخرى إلى مسقط، إلا أن إعلام الإصلاح انتقى البيض و فادي باعوم، دون الإشارة لغيرهم.

و اعتبر مراقبون أن انتقاء إعلام الإصلاح للبيض و باعوم، يأتي على خلفية عدم حضورهما مؤتمر الرياض، مع أن البيض زار الرياض، غير أنه لم يشارك في المؤتمر، الذي حضره العطاس و قيادات جنوبية أخرى.

الهجوم على البيض وصل إلى حد اتهامه بقبض ثمن الجنوب من أنصار الله، و اعتبار مغادرته لمسقط، نوع من التمويه. في حين اعتبر أن فادي باعوم يقيم في الضاحية الجنوبية ب”بيروت” في إشارة إلى أنه بات قريب من حزب الله و إيران.

و زادت بعض المواقع إلى الحديث عن عزل فادي باعوم من قيادة شباب الجنوب و استبداله بأخر.

متابعون يرون أن هذا الهجوم، يعد تخوفا من المرحلة القادمة في الجنوب، و التي ستستثني الإصلاح، حيث يبدي أنصار الله المسيطرين على الأرض تفهما لتسليم المحافظات الجنوبية إلى بعض الفصائل الجنوبية، و أبرزها فصيل البيض و حسن باعوم في الحراك.

و رأوا أن هذا الهجوم يأتي في سياق تهييج الشارع الجنوبي بهدف إخراج الحراك الجنوبي من المعادلة السياسية في الجنوب، و الاكتفاء بالفصائل المؤيدة للسعودية و من ثم السعي إلى تحجيمها.

و اعتبروا أن الهجوم لا يخلو من الإيعاز السعودي، حيث كانت السعودية ترى في البيض قريبا من طهران، حسب ما كشفته وثائق سعودية سربها موقع ويكليكس و تعود لبداية العام 2012.

و يحاول الإعلام الموالي للإصلاح بهذا الهجوم الظهور بمظهر المدافع عن القضية الجنوبية، على الرغم من أن الإصلاح فاعل مهم في السياسات الخاطئة التي أوجدت القضية الجنوبية عقب حرب صيف العام 1994، حين كانوا شركاء للرئيس السابق “صالح” في حرب اجتياح الجنوب.

و يقول مراقبون أن المتغيرات على الأرض في الجنوب، أشعرت تجمع الإصلاح و حلفاء السعودية، أن الأمور تتجه في الجنوب على غير ما يريدوا على الرغم من مطالبتهم المستمرة بانسحاب مسلحي أنصار الله و الجيش الموالي لهم من المحافظات الجنوبية.

و يرى البعض أن الإصلاح و حلفاء السعودية بينهم الرئيس هادي المقيم في الرياض، يرون أن فكرة الانسحاب لا تخدمهم، و لهذا بدأوا بتهييج الشارع الجنوبي و الدفاع بقيادات الجماعات المسلحة في عدن و الجنوب الموالية لهم، إلى الواجهة، باعتبارهم قادة المقاومة ضد التمدد الحوثي، و بالتالي إسدال الستار على النضال السلمي للحراك الجنوبي الذي بدأ في العام 2007، و تحويل العمل المسلح في الجنوب الذي بدأ في مارس الماضي إلى استحقاق لتسلم حكم المحافظات الجنوبية، ما سيحافظ على المقود بيد حكام الرياض.

و اعتبروا أن هذا التطور سيضيف تعقيد جديد للقضية الجنوبية، محذرين من ادخال الجنوب مرة أخرى في نفق مواجهات مسلحة بين هذه القيادات و بعض الفصائل الحراكية المسلحة، بهدف خلط الأوراق و إعاقة تسليم الجنوب لفصائل الحراك الجنوبي، و هو مؤشر يكشف أن الرياض و عبر حلفائها في الداخل باتوا يقفون ضد أي مبادرة لإنهاء الاقتتال الداخلي في اليمن ما لم يتوافق مع الأجندة السعودية.

زر الذهاب إلى الأعلى