إختيار المحررالعرض في الرئيسةعربية ودولية

الاختلافات بين سياسة الملك سلمان وسلفه عبد الله في إدارة المملكة السعودية

يمنات – صنعاء

مع قرب احتفال السعودية مضي عام على تسلم الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في البلاد، خلفًا لأخيه الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، يرى محللون أن سياسيات الملك سلمان اختلفت عن السياسات التي كان ينتهجها شقيقه الراحل في مجالات عدة.

و توحي كل الشواهد بأن المملكة العربية السعودية في عهد الملك سلمان صارت على أعتاب عهد مغاير فيما يخص سياستها الخارجية وتحالفاتها الإقليمية، فذلك ما أدركه المحللون العرب والأجانب منذ اليوم الأول لتسلم الملك الجديد مقاليد السلطة.

وهذه هي أهم الاختلافات التي أبرزها المحللون:

1 – مقاعد السلطة والخلافة: أصدر الملك سلمان ستة أوامر ملكية فور توليه الحكم حسم فيها الكثير من مقاعد السلطة والخلافة بعده، ووصفها مراقبون بأنها “انقلاب على سياسة الملك عبد الله”، كان أبرزها تعيين الأمير محمد بن نايف وليًا لولي العهد، وبقاء الأمير مقرن بن عبد العزيز وليًا للعهد، وتعيين نجل الملك الجديد “الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز” وزيرًا للدفاع ورئيسًا للديوان الملكي، وعزله خالد التويجري رجل القصر القوي الذي كان يمهد الحكم لنجل الملك الراحل الأمير متعب بن عبدالله.

وبعد عدة شهور أصدر الملك سلمان قرارا بإعفاء الأمير مقرن بن عبدالعزيز من ولاية العهد، وتولية الأمير محمد بن نايف مكانه، وعين نجله الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع وليا لولي العهد.

2-الإصلاحات السياسية بالمملكة: عرف عن الملك سلمان أنه يرى أن الديمقراطية لا تناسب المملكة، وكشفت تسريبات ويكيليكس أنه يتبنى نهجًا حذرًا في الإصلاح الاجتماعي والثقافي.

إذ ذكرت التسريبات أن سلمان قال في اجتماع مع السفير الأميركي في مارس 2007: “إن الإصلاحات الاجتماعية والثقافية التي يحث عليها الملك عبد الله يجب أن تمضي ببطء خشية أن تثير ردًا عكسيًا من المحافظين”، كما قال بنفسه في مقابلة صحفية مع مجلة “دير شبيجل” الألمانية عام 2010: “لا يمكن أن تكون لدينا ديمقراطية في السعودية، وإلا ستؤسس كل قبيلة حزبًا، وسنصبح مثل العراق وتنتهي بنا الأمور إلى الفوضى”.

وعلى الرغم من ذلك عرفت المملكة خلال عهد الملك سلمان تنفيذ أول انتخابات بلدية عامة، شاركت فيها المرأة السعودية ناخبة ومرشحة، كما شهدت تلك الانتخابات توسيع صلاحيات المجالس البلدية وزيادة عدد المنتخبين في المجالس البلدية إلى الثلثين.

3- سلمان يتجه للغرب.. وعبدالله للشرق: يرى خبراء أن من المبادرات المهمة في السياسة الخارجية السعودية أثناء عهد الملك عبد الله كانت التحول نحو الشرق والسعي لبناء شراكات إستراتيجية مع القوى الصاعدة ممثلة في “الصين، وروسيا، والهند”، حدث هذا قبل هجمات 11 سبتمبر أثناء زيارة الملك الأولى للصين عام 1999، ولكن في عهد الملك سلمان نجد أن التوجهات السعودية اختلفت لتتجه للولايات المتحدة الأميركية.

4- تركيا وقطر: يقول المحللون أن التطورات التي شهدتها السعودية مؤخرًا تدفع باتجاه التفاؤل بحدوث تغييرات في السياسة الخارجية السعودية وفتح صفحة جديدة في العلاقات التركية السعودية، التي كانت توصف في أحسن أحوالها بأنها فاترة، خاصة بعد تأييد الملك الراحل للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في حين وقفت تركيا ضده.

وبعد وفاة الملك عبد الله سارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعزاء برحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولم يمضِ أسبوع على زيارة الرئيس التركي إلى السعودية معزيًا، حتى أرسلت تركيا السفينة الحربية الوطنية بويوكادا “F-512” إلى ميناء جدة البحري في إطار مناورات عسكرية مع دول البحر الأحمر والبداية في السعودية.

أما فيما يتعلق بالعلاقة مع قطر، فقد ظل الملك سلمان باستمرار يحتفظ بعلاقة وطيدة بالشيخ تميم بن حمد أمير قطر، وبناء عليه يمكن القول بأن التهديد الذي صدر عن المملكة العربية السعودية في العام الماضي بفرض حصار على قطر أو بطردها من مجلس التعاون الخليجي يبدو الآن كما لو كان مجرد ذكرى سيئة.

5-اليمن: تخلى الملك سلمان عن نهج المملكة الحذر في التعامل مع الأزمات الإقليمية وتفضيلها للدبلوماسية الهادئة التي كانت تنتهجها في عهد الملك عبد الله، وذلك باتخاذه قرار قيادة “عاصفة الحزم” بشن غارات جوية في اليمن.

و أخذت السعودية فجأة دور القيادة، فيما يعرف على نطاق واسع في المنطقة على أنه حملة عسكرية مدعومة من الدول العربية السنية لكبح التمدد الشيعي الإيراني.

المصدر: وطن يغرد خارج السرب

زر الذهاب إلى الأعلى