إختيار المحررالعرض في الرئيسةعربية ودولية

مسئول الاستخبارات الأمريكية السابق: لإنقاذ تركيا على أردوغان الإفلات من السعودية

يمنات

إنقاذ أو استقاذ ما يمكن من إرث تركيا وتركيا نفسها يمكن فقط أن يكون مواتيا في حالة واحدة تمر بطريق لا يمر بالتحالف الذي أقامه أردوغان مع السعودية، حسبما يؤكد المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، غراهام فوللر.
 
أكد غراهام فولر المسؤول الرفيع السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي ايه، أن السياسات التي يتبعها النظام التركي الحالي تشكل أحد أسوأ السياسات في تاريخ تركيا الحديث. لافتا إلى أن المسؤول المباشر عن هذه الفوضى هو رأس النظام التركي رجب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو.
 
قال فولر إن على القيادة التركية أن تواجه الحقيقة – وجهاً لوجه – فرئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد، لن يستسلم في القريب العاجل، ويؤكد فوللر على أن مصالح أردوغان الشخصية لا تتطابق مع المصالح الوطنية التركية.
 
ويتابع المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، غراهام فوللر، “تركيا أمام معضلة الاختيار بين استمرار سياستها الخارجية الحالية، وبين الرجوع إلى استراتيجية أكثر سلمية التي اتبعتها ذات يوم”.
 
وكتب فوللر على موقع  Consortiumnews.com الأمريكي يقول:
 
ما الذي يجب أن تفعله تركيا لتتخطى فشل سياستها الخارجية الحالية — إحدى أسوأ السياسات في تاريخ تركيا الحديث؟ إن سخرية القدر في كل هذا تكمن في أن المسؤولين بشكل مباشر عن هذه الفوضى — هم فريق أردوغان (رئيس تركيا الحالي، و أحمد داوود أوغلو (وزير الخارجية سابقاً والآن رئيس الوزراء)- وهو نفس الفريق الذي سار بخطوات مذهلة نحو بناء سياسة خارجية جديدة وفعالة وناجحة لتركيا”.
 
ويقول مسؤول مركز الاستخبارات الأمريكية السابق، إنه أمر لا يُصدق؛ فأردوغان وداوود أوغلو عملا كل شيء ممكن —وغير ممكن- لتدمير العلاقات الخارجية مع كافة الدول التي تهم تركيا: إيران، والعراق، وروسيا، والصين، والولايات المتحدة، وسوريا والكيانات الكردية.
وشدد قائلاً: “وبدلاً من ذلك (تحسين العلاقات) دخلت أنقرة في تحالف مريب وخطير، لا مستقبل له مع المملكة العربية السعودية”.
 
ففي هذه الحالة، السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يتوجب فعله لكي تخرج تركيا من هذا الوضع البائس؟
 
وحسب قول فوللر، أولاً: يجب على أردوغان أن يعترف أن خطة “الأسد يجب أن يرحل” باءت بالفشل في نهاية المطاف. ثانياً: يجب على أنقرة الانضمام إلى جهود القوى الكبرى في العالم لإحلال السلام في سوريا، ورفض “الفكرة العبثية” التابعة للرياض، حول تشكيل جيش دولي سني ضخم يستولي على دمشق”.
 
وأكد فوللر أنه “بدلاً من صب الزيت على النار وتأجيج الإسلاميين السنيين في المنطقة، على القيادة التركية أن تعود إلى سياستها السابقة — أن ترتقي وتكون فوق كل الفتن الطائفية في بلاد منطقة الشرق الأوسط”.
 
ويعتقد مسؤول الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق، أنه عند تراجع العلاقات الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية، يتوجب على تركيا أن تحسن العلاقات مع كل من إيران والعراق وروسيا.
وبطبيعة الحال، على أنقرة “أن تكف عن محاولة جر حلف شمال الأطلسي إلى مواجهات غير حكيمة مع روسيا”.
 
واستطرد فوللر: “إن تدخل موسكو في سوريا في الواقع، جرّد أنقرة من أية خيارات أخرى ومن حرية التصرف هناك. كما أن أنقرة غير قادرة على هزيمة الدبلوماسية الروسية. علاوة على ذلك —شئتم أم أبيتم- موسكو، عمليا، في وضع سياسي جيد فيما يخص التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا”.
 
ودعا رئيس مجلس الاستخبارات الوطنية السابق أيضاً، إلى الانتباه إلى حقيقة نمو الحركات الكردية في الشرق الأوسط وهو واقع يجب أن تتعامل معه أنقرة، ويجب عليها إنشاء روابط قوية مع المجتمع الكردي. إذ أن عدد الأكراد أكثر من 30 مليون نسمة، وعددهم في تركيا يبلغ نحو 14 مليون نسمة.

وكالة سبوتنيك
زر الذهاب إلى الأعلى