أدب وفن

سُخرية غير مسبوقة من “إغلاق المحال لأداء الصلاة” في مسلسل “سيلفي” تُغضب السعوديين.. ومُطالبات بمُحاسبة أبطال العمل

يمنات – متابعات

يعود مسلسل “سليفي” مُجدداً، والذي يُعرض على شاشة قناة “إم بي سي” السعودية لدائرة الجدل، والامتعاض الشعبي، على إثر حلقة سخرت من إغلاق المحال وقت الصلاة، حيث تطرّقت الحلقة للعديد من الحالات السلبية، والخطيرة التي يتعرض لها المواطنون، والمقيمون على حد سواء على أراضي العربية السعودية، جراء الإغلاق لأداء الصلاة، فالمسيحي “المصري” يضطر للذهاب للجامع، حتى لا يتعرض لمساءلة من قبل رجالات “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، وها هي سيارة الإسعاف، لا تستطيع استكمال طريقها لإنقاذ مريضها، لانتهاء الوقود، فمحطة الوقود مُغلقةٌ للصلاة!

سعوديون بدورهم، عبّروا عن امتعاضهم، واستيائهم من حلقات مسلسل “سيلفي”، وخاصة التي تناولت موضوعات دينية حسّاسة، وطالبوا سلطات بلادهم التحرك لإيقاف عرضه مراراً، ومُحاسبة أبطاله، وتساءلوا عن عدم تطرق المسلسل لجرائم “الحشد الشعبي” مثلاً، أو اعتداء “الشيعة” على رجال الشرطة في القطيف، وغيرها من الأمور الجدلية التي لا تضعها “إم بي سي”، و”سيلفي” في الحُسبان، فدورهما فقط بحسب النشطاء هو انتقاد التيار الديني “المُحافظ”، والعمل على الذهاب إلى تقليد الغرب، و”الانفتاح” الذي يُسقط شريعة الدين، وينتزع صلاحياتها شيئاً، فشيئاً.

نُشطاء التيار الليبرالي اعتبروا أن حلقات “سيلفي” غير المسبوقة “فرصة” تعبّر عن أفكار طيفٍ عريضٍ من المجتمع السعودي، لكن ظروف الماضي، لم تكن مناسبة، واليوم بحسب النشطاء الظروف مواتية، خاصة أن القيادة “الشابة” ترجو، وتأمل أن تخرج بلاد الحرمين من عباءة “التطرف”، وأن تحمل وجهاً حسناً، يسير بها نحو الاعتدال الوسطي، البعيد كل البعد عن “الفكر الوهابي”، لكن مراقبين يرون أنه مسلسلات جريئة “كسيلفي” ليست كافية، ويجب أن يتم تحريك المنظومة الإعلامية المحلية، والتابعة للسعودية، بشكل مختلف وتدريجي، وذو وجه محايد غير مألوف، وإلا سيصطدم التطرف، بمنظومة غضّة طرية انفتاحية مدعومة بسياسة “حازمة”، قد تفرض طريقاً، يكثر فيه المنتقدون، والممتعضون، والغاضبون، الذين لن يقبلوا بالصمت، يقول مراقبون.

صورة رجال الدين ليست مُشوّهة بالكامل في السعودية بحسب مراقبين، وهناك حملات إعلامية تقف خلفها جهات مؤسسات دينية ومكاتب دعوية، للعمل على إبقاء تلك الصورة في أقلها “جيّدة” في عقول السعوديين، الذين لا يستطيعون بحسب تربيتهم “الدينية” الخروج على أصحاب اللحى، فالخروج على هؤلاء يعني الذهاب فعلياً إلى “النار”، وعليه تُدرك المؤسسة الدينية أن أقدامها مزروعة ثابتة في الأرض، وبالرغم من الحلقات المتتالية الناقدة اللاذعة للدين ورجالاته في السعودية ضمن “سيلفي” وبطولة الفنان ناصر القصبي، خرجت حملات تُقابلها، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تُذكّر بإيجابيات “السطوة” الدينية، وهيئتها (المعروف والمنكر)، والتذكير بكل الحوادث التي كان لها اليد الأولى، في حماية وصون أعراض السعوديات، قبل السعوديين، يؤكد مراقبون.

 “الرؤية المحمدية” 2030 تبدو مُستقبلية بعض الشيء وفق مختصين في الشأن المحلي السعودي، ولا تحمل في طياتها إنجازات حالية على الأقل في الجانب الاجتماعي، عدا أنها ستتبع سياسات صارمة، وحازمة، “قد” تنقل المملكة بالإجبار إلى عصر “انفتاحي”، مع استبعاد فعلي تم على أرض الواقع للرموز المُضادّة المُعترضة إلى المُعتقلات، لكن هذه التحرّكات الشعبية الغاضبة، ولو على منصات التواصل الاجتماعي، و”تويتر” على وجه التحديد، لا تُبشّر بالخير، وحينما “يُعلن” النشطاء “ليلة البصق على سيلفي”، وتدشين هاشتاق “عدم المُشاركة في وسم يسيء للإسلام”، هذا يشي بأن الرياح لا تسير حسب ما تشتهي قيادة السعودية “الشابّة”، ومن شبّ على منظومة دينية، ربما يَصعب عليه أن يشيب على غيرها، يؤكد المختصون.

زر الذهاب إلى الأعلى