العرض في الرئيسةعربية ودولية

باحثون أمريكيون يشكلون جبهة ضد ترامب

يمنات

سواء “الحقائق البديلة” أو الحرب بشأن بيانات التغير المناخي أو إلغاء أموال مخصصة للبحث العلمي، هناك الكثير من الأسباب وراء غضب الباحثين الأمريكيين بعد الأسابيع الأولى من بدء عمل الحكومة الأمريكية المحافظة بقيادة الرئيس دونالد ترامب.

من المتوقع أن يخرج مئات الآلاف من الأمريكيين في احتجاج ضد ترامب في “اليوم العالمي للأرض”، في الثاني والعشرين من أبريل المقبل، للتظاهر من أجل حرية البحث العلمي في “مسيرة من أجل العلم”.

فهل يجب على الباحثين أن يخافوا حقا على حريتهم في أمة رائدة في البحث العلمي مثل الولايات المتحدة؟. نعم، يمكن للأمر أن يصل إلى هذا الحد حسب ما يرى الكثيرون في الولايات المتحدة.

ولا تقتصر المخاوف في أمريكا وحدها من احتمال حدوث تغير جذري في سياسة الأبحاث الأمريكية، حيث إن وزيرة البحث العلمي في ألمانيا يوهانا فانكا هي الأخرى تشعر بهذا الخطر حيث رأت أن استمرار تبوء الولايات المتحدة مركزا علميا قويا بين دول العالم يتطلب أن “يستطيع الباحثون العمل بحرية” حسبما قالت الوزيرة في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) والتي نشرتها الوكالة يوم الثلاثاء.

تأخذ الوزيرة الألمانية التطورات في واشنطن على محمل الجد وترى أن أي تقليص في هذه الحرية “سيكون سيئا بالنسبة للتقدم العلمي”. ليست مخاوف الباحثين والسياسيين على مستوى العالم على البحث العلمي في أمريكا غير مبررة حيث إن الحكومة الأمريكية الجديدة لم تكن بحاجة لأكثر من بضعة أيام بل وبضعة ساعات في بعض الأحوال لتنفيذ الخطوات المعادية للبحث العلمي التي أعلن عنها ترامب خلال حملته الانتخابية حيث اختفت عقب تنصيب ترامب رئيسا مباشرة صفحات إرشادية عن التغير المناخي من الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، ومن بين هذه الصفحات من مواد علمية شاملة.

وبدلا من ذلك فإن “خطة طاقة أمريكا أولا” الخاصة بترامب تعِد الأمريكيين بإلغاء “الاستراتيجيات الضارة وغير الضرورية” التي تتضمنها خطة أوباما الخاصة بالمناخ وكذلك إلغاء القوانين الشاملة لحماية المياه الأمريكية.

يبدو أن ذلك أحد الأسباب التي جعلت الوزيرة الألمانية فانكا تطالب الآن من برلين بـ “حماية المصالح الألمانية في كل الأحوال” خلال التعاون العلمي مع الولايات المتحدة مؤكدة أنه “من المهم التثبت بشأن من الذي من حقه الوصول للبيانات الخام التي تسفر عنها المشاريع البحثية”.

وقالت الوزيرة إنه ليس هناك حتى الآن من يعلم القرارات التي سيتخذها ترامب في مجال البحث العلمي وأضافت: “ولكننا سنركز بالتأكيد على شكل الاتفاقات الثنائية بين ألمانيا وأمريكا مستقبلا”.

كما أثار إعلان باتجاه الوكالة الأمريكية العملاقة لحماية البيئة “ايه بي ايه” أيضا قلقا في الولايات المتحدة حيث يلزم هذا الإعلان موظفي الوكالة البالغ عددهم نحو 17 ألف موظف عدم الإدلاء بأي تصريحات صحفية أو إصدار بيانات عامة إلا بعد استشارة الحكومة.

وكان هناك أيضا تفكير في إلغاء صفحات عن التغير المناخي من الموقع الإلكتروني للوكالة ولم تعد الوكالة تنشر موادا جديدة في هذه النوافذ الإلكترونية منذ أواخر شهر كانون ثان/يناير الماضي.

وفي النهاية توجهت أكثر من 350 منظمة طبية بخطاب لترامب للتعبير له عقب حديثه مع أحد المشككين في التطعيمات عن دعمها الواضح لهذه اللقاحات الوقائية.

وكأن آخر استفزاز من جانب الحكومة الأمريكية للباحثين هو المرسوم الذي اعتمده ترامب أواخر يناير الماضي لمنع مواطني سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، ومن بين هؤلاء الكثير من الطلاب والباحثين.

قالت الوزيرة الألمانية مشيرة لهذه التطورات: “نرصد عدم اليقين الآخذ في التزايد بين الباحثين في الولايات المتحدة”.

وتشعر منظمات بحثية ألمانية أيضا بهذا المناخ في أمريكا حيث قال رئيس معهد ماكس بلانك الألماني للأبحاث، مارتن شتراتمان، في مقابلة مع (د. ب. أ) إن المعنيين بالشأن العلمي لا يعرفون الآن المكانة التي سيمثلها البحث العلمي في الولايات المتحدة في السنوات المقبلة مضيفا: “هناك تخوف من أن يعاني البحث العلمي الأساسي وغير ذلك من مجالات البحث العلمي مثل أبحاث المناخ كثيرا”.

ورأى شتراتمان أن استمرار تميز مجال البحث العلمي في أمريكا يعتمد على استقدام الباحثين الشباب من دول أخرى “لذلك سيكون من الضار بنجاح هذا المجال إذا فقدت هذا المصدر الهائل للإشعاع”.

كما تطالب الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي (DAAD) والتي تعتبر إحدى أكبر المنظمات العالمية المتخصصة في دعم الدارسين والباحثين بمناخ منفتح على البحث العلمي في الولايات المتحدة.

وتطالب رئيسة الهيئة ماجريت فينتر مانتل بالانفتاح العلمي وذلك في ضوء ظهور ملامح سياسة رجعية للبحث العلمي في أمريكا منذ تولي ترامب رئاسة أمريكا وقالت إنها تشعر بالصدمة “لأننا لم نكن نعتقد أن تكون الكثير من تصريحاته ممكنة”.

أضافت فينتر مانتل أن الجامعات الأمريكية المرموقة ستظل تحتفظ بجاذبيتها الفائقة لشباب الباحثين والدارسين الألمان “ولكن انفتاح هذه المؤسسات للمواهب من جميع العالم شرط لذلك”.

المصدر: د ب أ

زر الذهاب إلى الأعلى