العرض في الرئيسةعربية ودولية

صحيفة بريطانية: حملات تشويه قطر تكشف الانحطاط الأخلاقي للامارات والسعودية

يمنات – صنعاء

نشر موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني تقريرا تحدث فيه عن حملات التشويه التي تقوها السعودية والامارات ضد قطر, مشيراً إلى أن تلك الاجراءات “غير مشروعة”, وتكشف مدى التحول غير الأخلاقي في عدد من وسائل الإعلام العربية التي أصبحت أدوات أيديولوجية للتضليل الكلي، خاصة وأنها تأتمر بأمر قيادات آل سعود وأبناء زايد.

وأضاف الموقع في تقرير ترجمته “وطن”، أنه وفقا للمعايير الدولية الأساسية للقنوات التلفزيونية المهنية ووسائل الإعلام، يجب على الصحف والمذيعين الالتزام بقواعد متواضعة من الحياد والصحافة الموضوعية، لكن كل هذا بدون شك يتبدد مع سطوة العائلات الحاكمة في السعودية والإمارات على الكثير من وسائل الإعلام العربية.

والأهم من ذلك أن البث الإذاعي من منطقة عربية وإسلامية يجب أن يهدف إلى التخلي عن نشر الأكاذيب واختلاق قصص لا أساس لها من الصحة حول بلد مجاور (قطر) وإلا ما هي المسؤولية الاجتماعية، باعتبارها قيمة أساسية لممارسة الصحافة إذا لم تعزز الفهم والسلام والاستقرار؟

إن حملة التشويه الحالية التي يقوم بها عدد من وسائل الإعلام الخليجية تجاوزت جميع حدود الصحافة الأخلاقية والمهنية، فقد يفهم المرء انحطاط الإعلام المصري نظرا إلى أن حرية التعبير قد تم تقليصها، وتوقفت الديمقراطية، وتعاني البلاد كلها من حكم شمولي منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في يوليو 2013، ولكن ما يثير الدهشة هو الوجه المفاجئ لبعض وسائل الإعلام الخليجية التي ظهرت بأسوأ محتوى إعلامي من أجل إرضاء حكامها.

فعلى سبيل المثال منذ إطلاقها في عام 2003 كافحت قناة العربية من أجل الحفاظ على الحياد والالتزام بالمعايير الدولية للصحافة المهنية، لكن موقفها المتحيز في تغطية ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا في عام 2011 شوه مصداقيتها بين جمهورها العربي في جميع أنحاء العالم.

ومنذ ذلك الحين أصبحت القناة معروفة بجدول أعمالها المناهض للديمقراطية في العالم العربي بعد ظهور تحيزها الأيديولوجي الواضح.

وينطبق نفس الشيء أيضا على قناة سكاي نيوز العربية وهي فرع من إمبراطورية وسائل الإعلام الخاضعة لسطوة أبناء زايد وتبث من الإمارات العربية المتحدة.

وكانت تغطيتهم لمحاولة الانقلاب في تركيا في يونيو 2016 فشل آخر، فلا يمكن التغاضي عن دعمهم الواضح لمحاولة الانقلاب وشيطنة حكومة أردوغان، وكانت الصدمة الكبرى عندما أصبحت أداة للتلاعب السياسي ومصدر التضليل بعد وقت قصير من القرصنة الأخيرة التي تعرضت لها وكالة الأنباء القطرية. وقد أصبح واضحا الآن أن هذا الحدث تم تنظيمه لتعمد استهداف قطر وقيادتها.

وقد كشفت حملة التشويه التي لا تكل من قبل العربية، وسكاي نيوز وقلة أخرى من وسائل الإعلام في دول الخليج ومصر عن استراتيجية زعزعة استقرار قطر.

وهناك بعض الجوانب التي تشير إلى سقوط القناتين جنبا إلى جنب مع العديد من الصحف الأخرى والقنوات التلفزيونية في المنطقة إلى أدنى مستوى من الاحتراف. فعلى سبيل المثال، بدلا من تركيز اهتمامهم على نضال الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي، فإن هذه الوسائل الإعلامية الآن حولت بنادقها إلى قطر دون سبب وجيه.

ومع ذلك، أصبح من الواضح أن دعم قطر للقضايا العادلة في العالم هو جزء مما يزعج الكثيرين. إن دعمها لبلدان الربيع العربي وشوقها من أجل الحرية والديمقراطية هو أحد ملامح فخر قطر، لكن ما يبدو أكثر صعوبة بالنسبة للكثيرين هو قوة صحافة الجزيرة الحرة والمهنية. وأصبحت خدمتاها العربية والإنجليزية لا مثيل لها في المنطقة، بل في العالم من أجل الصحافة الجريئة والتواصل مع الرأي العام الدولي. وكانت شبكة الجزيرة لا تتردد في كشف الفساد والاضطهاد السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان في العالم العربي.

ولا تزال وسائل الإعلام العربية الأخرى، التي تشن الآن الحروب ضد قطر والجزيرة، في أسفل القائمة من حيث الصحافة المهنية والنزيهة. وبينما جميع هذه القنوات تضخ الفيضانات من المعلومات الخاطئة، تم منع الجزيرة من العمل في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين.

وفي الوقت الذي اختارت فيه العربية وسكاي نيوز على امتداد وعشرات الصحف الأخرى الصادرة بالعربية أن تكونا جزءا من هذه الحملة الموحلة، فإننا لا نرى لها تقريرا عن الفظائع التي يمر بها الفلسطينيون كل يوم على أيدي المستوطنين والجنود الإسرائيليين.

وعلى مدى عقود، كانت فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي، واغتصبت أرضها تدريجيا، لكن الدول التي تقاطع الآن قطر تعمل سرا مع إسرائيل وتتآمر ضد النضال الفلسطيني، بينما الدبلوماسية القطرية والإقليمية القطرية كانت إنسانية وقياسة بشكل جيد وتصل إلى مستوى عال من المعايير الدولية للحكمة والمساءلة.

إن شعار قطر هو أن الروابط الاجتماعية والعلاقات بين الدول التي كانت متأصلة في التاريخ لا ينبغي أن تتعرض للخطر بين عشية وضحاها، وبالإضافة إلى ذلك، فإن وسائل الإعلام القطرية فضلا عن الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعية تحلوا بالمهنية العالية، وهناك توجيهات واضحة إلى وسائل الإعلام وجميع المقيمين في قطر لإظهار المسؤولية من خلال عدم المشاركة في أي حملات تشويه تجاه الدول المجاورة.

زر الذهاب إلى الأعلى