غير مصنف

لحم وأسماك صناعي قريبا على الموائد

يمنات

لم يعد اللحم المصنوع انطلاقا من بعض الخلايا ضربا من ضروب الخيال العلمي، فقد تمكن رائد في محطة الفضاء الدولية من إنتاجه أخيرا.

و يتوقع أن تطرح هذه السلع في المتاجر في غضون سنوات قليلة.

التجارب التي أجريت في الفضاء في سبتمبر/أيلول2019 سمحت بإنتاج نسيج أبقار و أرانب و أسماك بمساعدة طابعة ثلاثية الأبعاد.

و يقول ديدييه توبيا رئيس شركة “ألف فارمز” الناشئة التي وفرت الخلايا لتجربة، لوكالة فرانس برس، إن هذه التكنولوجيا “قد تسمح برحلات طويلة الأمد و تحيي استكشاف الفضاء”.

و يضيف: “لكن هدفنا هو بيع هذه اللحوم على الأرض”. مشيرا إلى أن هذه التجارب سمحت بإثبات أنه من الممكن إنتاج اللحم بعيدا عن أي مورد طبيعي وفي وقت بات ثمة حاجة إليه.

و يؤكد ديدييه توبيا: “لا نهدف إلى الحلول مكان الزراعة التقليدية بل أن نكون بديلا أفضل للمزارع الصناعية”.

و عرض أول برغر “انبوب” أنتج من خلايا جذعية لأبقار من قبل العالم الهولندي في جامعة ماستريخت، مارك بوست  في العام 2013.

و خاضت عدة شركات ناشئة منذ ذلك الحين هذا المجال.

و لا تزال كلفة الانتاج عالية جدا و لم تطرح أي سلعة كهذه حتى الآن في الأسواق.

و تثير تسمية هذه السلع نقاشا كبيرا، فمنهم من يسميها لحم “مختبر” او “اصطناعي” او “مستندة إلى خلايا” و “مزروعة”. إلا أن جلسات تذوق نظمت و تراهن أطراف القطاع على تسويق على نطاق ضيق بسرعة نسبيا.

و أكد جوش تيتريك رئيس شركة “جاست” في كاليفورنيا خلال مؤتمر في سان فرانسيسكو أن الأمر “سيحصل على الأرجح خلال هذه السنة. لن يكون ذلك متاحا في أربعة آلاف متجر و و لمارت و في كل مطاعم ماكدونالدز بل في حفنة من المطاعم”.

لكن نيا غوبتا رئيسة شركة “فورك أند غود” في نيويورك خففت من هذه الحماسة بقولها “المهم هو أن نعرف ما الذي نريد تقديمه وبأي كلفة”.

و تكثر الابتكارات في المختبرات لكن القطاع يواجه صعوبة في اتقان عمليات الانتاج و تطوير الأجهزة التي تسمح بالإنتاج على نطاق واسع.

و قد تطرح هذه المنتجات في المتاجر الكبرى بأسعار معقولة وفق التوقعات المختلفة في غضون خمس سنوات إلى عشرين سنة.

و يرى الكثير من المراقبين أن الأمر بحاجة إلى استثمارات إضافية كثيرة. و استقطب هذا القطاع 73 مليون دولار فقط في 2018 على ما قالت الهيئة التي تروج لبدائل اللحم و الأسماك، “غود فود إنستيتوت”.

و من العقبات الرئيسية الأخرى القوانين غير الواضحة.

ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال وضعت الإدارة في مارس/آذار الماضي مسودة لإطار تنظيمي يكلف الاشراف على الأغذية المستندة إلى خلايا إلى وزارة الزراعة و الوكالة الفدرالية لسلامة الأغذية. لكن لم توضع اللمسات الأخيرة عليه بعد.

و يرى داعمو اللحوم والأسماك المستندة إلى خلايا أنها قادرة على تحويل نظام الانتاج بشكل مستدام من خلال تجنب تربية الحيوانات و قتلها. لكن ثمة تساؤلات حول تأثيرها الفعلي على البيئة، لا سيما استهلاك الطاقة و على السلامة الغذائية.

و يؤكد لو كوبرهاوس رئيس شركة “بلونالو” الناشئة أن “الفرص هائلة” على صعيد الأسماك.

و يوضح “الطلب على السمك على المستوى العالمي كبير أكثر من أي وقت مضى. لدينا مشكلة فعلية في توفير” الأسماك بسبب الصيد الجائر و التغير المناخي و الغموض المتواصل حول محتوى الشباك. يضاف إلى ذلك مشاكل أخرى مثل وجود الزئبق بكميات كبيرة في بعض الأسماك.

و يقول كوبرهاوس “لم لا نضيف فئة ثالثة من الأسماك فيكون لدينا سمك مصطاد و سمك مزارع و سمك مستند إلى خلايا”.

و قد أنشأ شركته العام 2018 وهي تطور منصة تكنولوجية قادرة على انتاج بعض منتجات الببر، لا سيما شرائح سمك، من دون جلد أو حسك.

و يؤكد المدير التقني للشركة كريس دامان أن الدراسات العلمية حول الخلايا الجذعية و الهندسة البيولوجية و طباعة الأنسجة العضوية موجودة في الأساس “و كان ينبغي جمعها كلها والاستفادة منها”. إلا أن بروز البروتينات المستندة إلى خلايا حيوانية لا تقلق الزراعة التقليدية.

و يقول سكوت بينيت المكلف العلاقات مع الكونغرس في نقابة الزراعة الأميركية “فارم بورو”، “نتابع الوضع وبعض الناس و لأسباب مجتمعية قد يريدون استهلاك هذا المنتج” لكن السوق كبيرة و هي آخذة في الاتساع مع الاستهلاك المتزايد للبروتينات الحيوانية في الدول النامية.

و يرى أن المهم هو عدم خداع المستهلك و توفير التعليمات الواضحة على السلع.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى