خطوة الجيش المصري لم تكن مفاجئة

يمنات
لا اعتبر خطوة الجيش المصري مفاجئة فالأمور سارت كما هو مقدر لها منذ أسابيع. و"عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم", هذا ما يمكن لي الاستشهاد به وأنا أراقب تعليقات ومنشورات عديدين من أصدقائي الإسلاميين الذين أكن لهم كل الحب والتقدير مهما تباعدت مواقفنا او احتدمت نقاشاتنا او احتدت عباراتنا.
أظن أن تدخل الجيش حتمته التطورات الأخيرة التي حملت نذر حرب أهلية في أرض الكنانة!
كتبت مرتين هنا معلقا على خطابي الرئيس مرسي الأخيرين, وكان آخر منشور كتبته في هذا الخصوص يلفت الى انحسار الثقة الشعبية بالاخوان المسلمين, وكيف أدت سياسات وتكتيكات ومناورات الرئيس مرسي الى وضع جماعة الاخوان المسلمين في مواجهة الجماعة الوطنية المصرية.
الثابت أن الجيش اعتمد مطلب "تمرد" وقوى سياسية معارضة وراعى حساسيات مصرية متنوعة لها رمزية في المجتمع المصري.
لكن الاجراءات التي رافقت تدخله (وهو تدخل معلن منذ أسبوع وإن كان مؤجل التنفيذ) تثير قدرا من القلق على الحريات العامة والحقوق الأساسية, وبخاصة اقتحام قنوات فضائية واعتقال صحفيين بالعشرات. هذه الإجراءات مدانة ولا يمكن تقبلها أو تفهمها مهما تكن الذرائع.
في هذا التعليق السريع والعابر, اعبر عن اشمئزازي حيال سلوك وخطاب "رجال السلطة السابقة" – سلطة الرئيس المخلوع الأسبق حسني مبارك ورجال كل الرؤساء المخلوعين في ثورات الربيع العربي – الذين خرجوا من جحورهم مستفيدين من الاشتباك الحاصل في مصر بين القوى المحسوبة على الثورة, وعاودوا النشاط مجددا بحلل الثورة والمدنية والوطنية المصرية التي كانوا سبب تجريفها على مدى عقود, فطلع بعضهم محرضا على الفلسطينيين – الفلسطينيين العابرين أبدا – باعتبارهم الشر القادم من "غزة", ليتغلغل في مصر لترويع المصريين بأعمال الإرهاب.
من ينتمي حقا لمصر لا يملك أن يقف متفرجا على هذه الحملة الشوفينية ضد الفلسطينيين… والأحرار لا يباركون الحملات الأمنية, العارية من القانون, ضد الصحافة والإعلام الموالي للرئيس مرسي.