يمنات
قمت صباح اليوم بجولة داخل صنعاء تزامنت مع حملة أمنية تنفذها وزارة الداخلية للتفتيش عن السلاح ووضع حد لحالة الإنفلات الأمني التي تضرب العاصمة، قلب اليمن. من شارع الزراعة حيث أقطن إلى منطقة حدة ومنها عودة عبر شارع الستين إلى مدينة النهضة فمنطقة الحصبة وعودة إلى منطقة الزراعة.
كان جنود الأمن الخاص منتشرين بشكل واضح في الشوارع الرئيسية وكانوا يقومون بتفتيش السيارات التي يشتبهون بحملها السلاح، ولم ألمح مسلحا واحدا في المناطق التي مررت بها بما فيها منازل مشائخ معروفة بانتشار المسلحين في محيطها.
شعرت بفرحة، وكتبت منشورا متفائلا قلت فيه إن هذه الحملة ستحدث فارقاً على الأرض إن نجحت، وإنها ستكون أول خطوة في الطريق الصحيح لقوات الأمن، بعدما ضمنت منشوري كلاما لفضل القوسي على راديو صنعاء سمعته على سيارة التكسي، قال فيه إن الحملة ستضع حداً لهذا الإنفلات، وإن المسلحين لن يمروا من أي شارع.
تفاءلت خيراً. مثل طفل، تشبثت بلحظة التفاؤل التي شعرت بها وأنا أرى خطوات تحدث على الأرض بالتوازي مع تصريحات حازمة لمسئول أمني تمنيت أن يكون صادقاً. لكن هذا النهار لم ينقضِ حتى سمعت خبر إختطاف عضو مؤتمر الحوار الوطني الشاب حمزة الكمالي ثم خبر العثور عليه في حالة صحية سيئة جوار مستشفى والده الواقع في الستين، على مقربة من منزل الرئيس هادي، حيث ألقى به مجهولون بعد ليلة إختطاف لابد أنها كانت عصيبة على حمزة وأسرته. ولم تمر ساعة على خبر العثور على حمزة، حتى سمعت خبرا أسوأ: إختطاف فتاة في ال14 من عمرها من أمام مدرسة “عائشة” للبنات الواقعة في قلب العاصمة!
فتحت صفحتي على فيسبوك، وحذفت المنشور بسرعة ودون تفكير وكأنني أتخلص من أمر مخجل. يا الله، حتى بارقة أمل وحيدة وبسيطة لا تصمد يوماً واحداً! هل أصبح الأمل مسألة مخجلة إلى هذا الحد؟
أتذكر الآن نبرة فضل القوسي الحازمة على الراديو وهو يقول قاطعاً “إن المسلحين لن يمروا من أي شارع”، وأقول بيني وبين نفسي: صحيح، هم لا يمرون في الشوارع.. هم “يتبرطعون” فقط!
من حائط الكاتب على الفيس بوك