فضاء حر

صنعاء.. عاصمة توابيت الموتى

يمنات
عندما يواصل القتلة نهجهم الذي بدؤه بالعبث بحياة الناس دون ان تطالهم يد العقاب ، وعندما تقرر المقابر فتح أبوابها فأنها تتسع لعالم بأكمله..
كذلك يبدوا حال مدينة صنعاء ومجمع العرضي، لقد ظلت صنعاء لسنوات هي قبلة الموتى .. تستقبل التوابيت القادمة اليها من كل اطراف البلاد جراء الارهاب والانفلات الامني وكانت في كل مرة تنطلق مراسيم التشيع من مجمع العرضي الى ان وصل الموت الحصون المنيعة داخل المجمع ذاته ومثل كل مرة انطلقت مراسيم التشيع الاخير من داخل مجمع العرضي كما هو ظاهر في الصورة ، ومع عزف موسيقى النشيد الوطني والخطوة البطيئة بدى المشهد مخيفاً أكثر هذه المرة..
فالموت العبثي يقترب كل يوم ولن يستثني أحد طالما بقى النظام الحاكم مهتم بمراسيم التشيع والمقابر الجماعية أكثر من اهتمامه بالأمن ومكافحة الجريمة وترصد وملاحقة القتلة وتفعيل هيبة الدولة وسيادة القانون ومحاسبة أي مسئول أخل بواجبه الرسمي..
إذا ظل الوضع كما هو عليه يبدوا أن التوابيت لن تتوقف وستتوالى تباعاً في ظل حكومة مشغولة بالتقاسم والمحاصصة ونهب المال العام غير أبهة بحياة الناس..
أمام وضع كهذا يبدوا أن اليمنيين في أمس الحاجة الى مسيرة احتجاجية تضامنية مع الشهداء يتم من خلالها ارتداء الاكفان للمطالبة بملاحقة القتلة وتقديمهم للقضاء وإقالة الحكومة المقصرة بواجباتها باعتبارها مساهمه في القتل .. تماماً كتلك المسيرة التي نظمت في مدينة الرباط المغربية ووقفت أمام البرلمان المغربي للمطالبة بإقالة الحكومة وضبط قتلة الشهيد محمد بودروة..
يمكن حينها يتعامل النظام مع كل هذا الانفلات الامني بشيء من الجدية والحزم .. من يدري؟؟؟؟.. لكن في اليمن ربما يكون الوضع مختلف فالموت لدينا قد سيطر على كل شيء فالحكومة تعاني من موت سريري، والبرلمان ميت منذ سنوات، وكذلك الناس يبدوا انهم قد تعودوا على مشاهد الموت اليومي الذي تبثه وسائل الاعلام الرسمي وصار الامر مألوفاً.. وأصبح القتلة هم من يتحكمون بأمور البلاد والعباد؟؟؟..
إذا ظل الوضع كما هو عليه واذا لم يتحرك الناس لوضع حد لهذا العبث الرسمي.. ربما قد يصل هذا الموت العبثي الى كل بيت !!!

زر الذهاب إلى الأعلى