فضاء حر

المؤتمر وشوقي واستقالة (الكواتي)

يمنات
لم تعتد تعز مدير شرطة مرور ينزل إلى الشوارع ليرتب السير أو يراقب رجال المرور أو يعطيهمُ مكافأة ..-وحده- جاء (محمد الكواتي) كأول مدير شرطة مرور بعد الثورة حاملاً هذه القيم .. كان خطاب الثورة قد أوصل للناس هذه المضامين فبات الشارع يستنكر الفساد المالي والإداري ويرفضه بعد إن ظل لفترة طويلة متعايشاً معه..
عرف الكواتي هذا المتغير الجديد في وعي الشارع وجاء متسقاً معه .. بل وكأحد كوادر الدولة الجنوبية التي أتت حرب 94 لتمنعهم من نقل تجربتهم في إدارة الدولة الجنوبية في إطار دولة الوحدة..
جاء مُحمد الكواتي ليثبت أن هذه الكوادر الجنوبية مازالت حتى اليوم تحمل مشروع دولة النظام والقانون، وفي الفترة التي تولى فيها الكواتي مديرا عاما لشرطة المرور في المحافظة جسد ذلك وأثبت أنه مهما كان الظرف صعباً إلا أن هناك متاح للعمل لمن يحمل هم وطني..
و منذ مباشرة العمل مكتبه الذي ظل مفتوحاً أمام الجميع بدون حجاب يشهد. أنه ظل يحاول أن يزرع في بيئة عمله احترام النظام والقانون في بلد خارج عن هذه القيم حتى قدم استقالته مؤخراً بعد ضغوطات عليه من إدارة المحافظة لتعيين مدير شرطة سير جديد من قبل “المؤتمر”.
ولطالما تلقى الكواتي “الإشتراكي” الذي عُين لكفاءته من خارج حسابات المحاصصة دعم كبير من قيادة المحافظة ، وكان هذا الدعم اضطراري من (شوقي) والمؤتمر الشعبي إذ شعروا بحاجه إلى وقوف الإشتراكي ليس معهم إنما في الحياد-على الأقل- ليكون معادل في الوقت الذي كانت فيه قيادة الإصلاح تسوق قطعانها المسعورة من الساحة لمهاجمة المؤسسات بهدف السطو على الإدارات التي يحتفظ بها المؤتمر بما سُمي “بثورة المؤسسات”..
أدرك الحزب الإشتراكي أن هذه الحيلة الجديدة هي لعبة إصلاحية لحصد مناصب جديدة من خارج المحاصصة وأن هذه الثورة لا تهدف لإصلاح فعل لأداء المؤسسات بل لحسابات إخوانية ضيقة .. فوقف الحزب ضد هذا الهُراء إيماناً منه أن الإدارة المحلية من حقها أن تغير بحسب المعايير الكفاءة وكان هذا شرط الحزب للوقوف مع إدارة المحافظة المتمثلة بشوقي الذي ظل الحزب يدعم كل قراراته و مواقفه التي تشدد على هذا المبدأ مبدأ الكفاءة والمفاضلة .. يوم كانت قطعان الإخوان تهوي على مبنى المحافظة بشكل يومي لمهاجمته حتى وصلوا لسب عائلته والتشهير بان منتجاته (هائل) فاسدة، لقد كفروا حتى (بسكوت أبو ولد)!
في هذا الوقت كان المؤتمر يشعر بالضعف وكذلك شوقي فكانوا بأمس الحاجة إلى موقف الحزب موقفة المبدئي الذي يحدث توازن خوف أن يفتك بهم تجمع الإصلاح ، وبعد احتراق ورقتهم “ثورة المؤسسات” وبعد تعطل الساحة وفقدوا قدرتهم على حشد شباب الثورة ، كما يبدوا فالمؤتمر الشعبي العام بدا يشعر بالتعافي فكان أول ما صنعه أن يضغط على شوقي بالضغط على المدير الاشتراكي الكواتي حتى أعلن الرجل استقالته بهدوء..
ربما انقلاب المؤتمر ضد الحزب بشكل مُفاجئ مؤشر على عودة التحالف القديم بين قوى حرب 94 المؤتمر والإصلاح لكن الحزب حين وقف مع شوقي وضد الغوغائية في التغير وثورة المؤسسات هو وقوف مع مبدأ سيادة الهيئات الحكومية ولم يكن ينتظر شكراً من احد ..
نحن في قطاع طلاب الاشتراكي نريد أن نوجه كلمة شكر ونقول (للكواتي) شكراً لأنه مثل قيم الوطنية قيم الحزب ولم يسئ لتاريخه لنضالي والمدني حين عمل بمهنية وحين قدم استقالته بشكل حضاري .. وشكراً لأنه كان حاضراً في ابسط فعالية يقيمها القطاع الطلابي للحزب الإشتراكي اليمني في جامعة تعز كلمة الشكر هذه تليق به ونرفع لك القُبعات يا رفيق..

زر الذهاب إلى الأعلى