فضاء حر

الجنوب العربي في مقر لاتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين!

يمنات
راية “الجنوب العربي” ارتفعت اليوم فوق احد مقرات اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في عدن.
مسلحون سيطروا على المقر الشاغر الذي كان مؤجرا لأحد المستثمرين في السنوات الماضية قبل اخلائه مؤخرا. وهم برروا سلوكهم الإجرامي في أن المقر، ببساطة، هو ملك الجنوب!
لا يمكن “فك الارتباط” بين المتغيرات الهائلة التي شهدتها العاصمة صنعاء وبين التطورات الخطيرة التي تعيشها عدن. من يريد صون دماء اليمنيين والمحافظة على السلم الأهلي في اليمن عموما، وفي الجنوب خصوصا، عليه أن يساعد على تمكين الحكومة الجديدة من أداء مهامها بدءا من صنعاء.
هناك أخلاء متعمد لأجهزة الدولة ومؤسساتها في مدينة عدن التي يقطنها نحو مليون نسمة بينما تتأهب جماعات مسلحة (ميليشوية) متعددة الولاءات، لملء الفراغ في لحظة من أخطر اللحظات التي تمر بها اليمن عبر تاريخها الحديث والمعاصر.
***
المقامرون كثر في اليمن، شمالا وجنوبا، عاصمة ومحافظات. والغياب المروع للدولة في عدن، المدينة الكبرى يؤشر على مرحلة قاتمة في عدن عنوانها الاقتتال بين المقامرين والطامحين، ومن ورائهم محاور وعواصم وممولون.
بدأ الحضور الميليشوي في عدن من احد علامات الهوية اليمنية التي يريد بعض التحريريين والاستقلاليين الحراكيين طمسها في الجنوب. بدأ من احد عقارات اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي تأسس مطلع السبعينات (في ظل دولتين يمنيتين) بفضل رواد الفكر والإبداع في اليمن وفي الصدارة منهم عمر الجاوي وعبد الله البردوني.
بداية ميليشوية علنية في عدن تبدأ من عناوين لها صلة بالهوية ما يعني أن اقتتالا على “الهوية” ينتظر أهلها الذين قرر المتصارعون في صنعاء تسليمهم للجماعات المتنافسة، ما خفي منها وما ظهر!
***
استطراد 1:
قبل اسبوعين كتب صديق حراكي معلقا على احد منشوراتي مذكرا إياي بالتفاوت الحضاري بين الجنوب والشمال ( وهذه بالطبع موضة رائجة في المناقشات في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي). وهو أراد تطميني بأن الميليشيات في الجنوب أكثر تحضرا ومدنية بما لا يقارن بميليشيات الشمال (أي مسلحو الحوثي).
حسن! نعرف جيدا أن الحوثيين (المسلحين بالخبرة والذين لا يريد أي طرف ان يخوض سباقا ميليشويا معهم في العاصمة) استولوا على مقر الفرقة الأولى مدرع واقتحموا مقرات حكومية وبعض الجمعيات التابعة للتجمع اليمني للإصلاح، لكنهم لم يقتربوا قط من مقرات او عقارات نقابية، أقله حتى الآن.
هذه المقارنة لا تعني أن يصير الحوثيون قدوة للميليشيات من أي نوع!
استطراد 2:
سلوك الحوثيين منذ شهرين صار المحفز الأول في الجنوب على الانفصال وتفشي النزعات الميليشوية في اوساط الحراكيين.
“انصار الله” لم يرثون “انصار الثورة” في العاصمة فحسب. بل يرثون صورتهم السلبية وتأثيرهم المدمر على الاندماج الوطني في الجنوب.
وفي مليونية الحراك الأخيرة في ذكرى ثورة اكتوبر المجيدة، شاهدنا لأول مرة شباب ساخطون يحرقون صور عبدالملك الحوثي، الوافد الجديد على صنعاء. هذا يحدث لأول مرة في عدن، ويمكن رده إلى مؤثرات “اصلاحية” محلية أو مؤثرات سعودية خارجية، خصوصا وأن الرياض لا تظهر أي تردد في دعم اطراف في الحراك في محاولة تعويضية سريعة عن خسائرها في الشمال.
***
استطراد 3:
اليمن ليس البدلة المفصلة على قياس أي جماعة. والحوثيون مطالبون بتأجيل احلامهم الاقليمية والعولمية من أجل بلدهم الذي تتناهشه الأطماع والمشاريع العصبوية.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى