صحفيّ إسرائيليّ يكشف عن “فضيحة هدية” عبّاس للملك سلمان: نسخة من صحيفة صهيونيّة تأسست خلال الانتداب اعتقد رئيس السلطة أنّها فلسطينيّة
24 يونيو، 2016
220 10 دقائق
يمنات – رأي اليوم
كشف صحفي إسرائيليّ النقاب عن أنّ الهدية التي قدّمها رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس للعاهل السعوديّ، الملك سلمان خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، هي نسخة مؤطرة من صحيفة من سنوات الثلاثينيات واسمها “The Palestine Post”. ظاهريا، قال موقع (المصدر) الإسرائيليّ الإخباريّ، تبدو الهدية مناسبة، ولكن، كشف محرر الصحيفة الذي ورث “The Palestine Post”، عن فضيحة عبّاس الكبيرة، وفقا لما ذكره الموقع الإسرائيليّ. فقد نشر محرر صحيفة “The Palestine Post”، صورة في حساب تويتر الخاص به، سخر فيها من رئيس السلطة محمود عبّاس، وتساءل إذا ما كان قد وجد خطأً مطبعيًا في صحيفته. علاوة على ذلك، أوضح المحرر أنّ “The Palestine Post” هي مصدر صحيفة “The Jerusalem Post” الحالية.
وقيل أيضًا إنّ الصحيفة كانت حينذاك مثلما هي اليوم لسان حال اليهود الناطقين بالإنجليزية في البلاد. ولفت الموقع إلى أنّ صحيفة “The Jerusalem Post” هي صحيفة يومية يهودية باللغة الإنجليزية. أصل الصحيفة هو “Palestine Bulletin”، وهي صحيفة إنجليزية تأسست عام 1925 وتحولت فيما بعد إلى “The Palestine Post”. بعد قيام دولة إسرائيل في العام 1948 تمّ تغيير اسم الصحيفة مجددًا وسُميت باسمها الحالي “The Jerusalem Post”. في الأصل كانت صحيفة “Palestine Bulletin” مبادرة تجارية لناشر يهودي أمريكي وكانت تُصدرها وكالة الأخبار البرقية اليهودية.
بتاريخ 1 كانون الأول (ديسمبر) عام 1932 بدأت تصدر الصحيفة الجديدة “The Palestine Post”، وكُتب في عددها الأول أنّها استمرار لصحيفة “Palestine Bulletin”. كما كُتب في المقال الرئيسي في العدد الأول: هدفنا هو أنْ نُقدّم للجمهور في أرض إسرائيل صحيفة عبرية باللغة الإنجليزية، وأنْ يكون مسؤولو الإدارة البريطانية في فلسطين قادرين على فهم الشؤون اليهودية والصهيونية. بالإضافة إلى ذلك، هدفنا هو توفير معلومات يومية حول أعمال اليهود وتطلّعاتهم في الشتات وفي البلاد. بالإضافة إلى ذلك، في عهد سلطة الانتداب، اتّخذت صحيفة “The Palestine Post” خطّا داعمًا لإقامة دولة إسرائيل، وكما اتّخذت خطّا علنيًا وعدائيًا ضدّ التقييدات التي فرضها الحكم البريطاني على هجرة اليهود إلى أرض إسرائيل.
رغم أنّ ذلك لم يكن رسميًّا، ولكن اعتُبرت الصحيفة لسان حال الوكالة اليهودية. في فترة الحرب العالمية الثانية كانت الصحيفة الثانية في انتشارها في إسرائيل وكانت توزّع بنحو 20,000 نسخة في اليوم. أمّا اليوم، فإنّ الصحيفة تُواصل الصدور، وهي تتبنّى خطًا مُعاديًا للعرب، وتُحاول تسويق الرواية الإسرائيليّة في جميع أنحاء العالم، مستغلةً صدورها باللغة الإنجليزيّة، كما أنّها قامت بتحديث موقعها الالكترونيّ، بهدف الوصول إلى أكبر عددٍ من القراء في الغرب لإقناعهم بصدق السياسة الإسرائيليّة التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، وحكومته، التي تُعتبر أكثر حكومة يمينيّة متطرفة في تاريخ الدولة العبريّة. جديرٌ بالذكر أنّ رئاسة السلطة الفلسطينيّة في رام الله لم تُعقّب على هذه الفضيحة.
وكانت وكالة (وفا) الفلسطينيّة الرسميّة، قد نشرت خبرًا عن الزيارة جاء فيه: اجتمع رئيس دولة فلسطين محمود عباس، ظهر اليوم الأحد، 19.06.2016 مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر السلام بمدينة جدة، بحضور ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وعدد من الأمراء، والوزراء. وبحث سيادته مع خادم الحرمين مستجدات الأوضاع في المنطقة، وآخر التطورات على الصعيد الفلسطيني، في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق أبناء شعبنا، وأرضه، ومقدساته، كما تم التأكيد على مواقف المملكة الثابتة تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق. وعقب الاجتماع سلم الرئيس محمود عباس خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية.
وحضر الاجتماع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والمستشار الدبلوماسي لسيادته مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى السعودية باسم الأغا. وحضر الاجتماع من الجانب السعودي، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، والأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد بن محمد العيبان، ووزير الدولة للشؤون الخارجية نزار بن عبيد مدني.