فضاء حر

الخجل من عري الشتاء

يمنات

خالد سلمان

أطل الآن من النافذة، الأشجار تخجل من عري الشتاء، ترتدي اوراقها الربيعية، لا احد ينظر اليها في مهرجان اكتساء اللون ككل عام، وحدها تتزين للإسفلت، و لهذا الخواء، لا احد يلامسها يداعب تشابكات الخضرة و رشرشة الضوء و المرجان، وحدها تتزين لذاتها، العيون البشرية المتلصصة، لمخاض ولادة البرعم، تفتح الوردة، لم تعد حاضرة، الارض تشتاق لرقصة الأحذية، و تماوجات جسد امرأة بكعبها العالي، تصنع في قلوب المارين نشوة الرقص، على موسيقى ربيعية اللحظة، و هسهسة أوراق الشجر.

لأول وهلة من هذا العمر، يأتي الربيع ليحتفي بذاته لذاته، من دون نحن، يذرف دمعة يطوي فرحته الناقصة، و يسأل كل هذا الصمت: منذ متى تنتحر الآشجار، ترتدي الحدائق ثوب اليباب، و تموت المدن.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى