من العراق إلى سورية وليبيا واليمن … المال العربي يدمرنا .. انظروا
يمنات
صلاح السقلدي
فتحوا أراضيهم و بحارهم و أجوائهم للجيوش الأمريكية و الغربية لتسقط العراق و تحتله و تنهب ثرواته و تدمر مؤسساته و تصادر تاريخه و آثاره و تمسح بالتالي دولته من وجه الأرض، كل هذا نكاية بالرئيس العراقي صدام حسين و تماهيا مع الأطماع الأمريكية و الغربية و إنفاذا لمطالب تل أبيب في أرض الرافدين العظيمة، ثم تركوه أي العراق فريسة لتتار العصر و حديقة خلفية لإيران بعد أن وجـــدَتْ هذه الأخيرة أن خطر جيوش الغرب و الأمريكان الداهم يطرق بوابتها الغربية و يهدد أمنها صراحة، ثم هرعوا بعقالهم لا بعقولهم يشحذون سكاكين الطائفية و سواطير الفتن بين فئات الشعب العراقي و طوائفه، و ينتحبون بدموع التماسيح تحت غبار الأحقاد الدفينة و تحت نقع الضغائن الدميمة على العراق و عروبته، بعد أن ساموه خسفا و ظلماً و حاكوا ضده شتى أنواع المؤامرات، و جيّــشوا بوجه جيوش العجم و العرب لتمزقه أشلاءً متناثرة بعد أن ظل يمثل لهم البوابة الشرقية الحصينة قبل أن يديروا له ظهر المجن و يسلموه لأعتى جيوش الكون رُعبا, و لأقبح شركات الأرض نهبا.
اسقطوا بأموالهم و نفطهم و مواقفهم المتآمرة ليبيا تحت سنابك الخيول الغربية بتأييدهم حلف الناتو بقصفه الجوي لمدنها و بلداتها انتقاماً من خطرشات معمر القذافي التي كان يطلقها بوجوه ملوكهم و أمرائهم في قاعات قمم الجامعة العربية ثم تركوها (ليبيا) لسنوات تغرق في بحر من الدم و الاقتتال دون أن تهتز لهم شعرة قبل أن يتذكروا فجأة أنها لها سيادة و عروبة يجب أن تُــحترم بوجه التدخل التركي، التركي لا سواه من التدخلات الغربية و الشرقية الأخرى, و السبب عُــقدة الإخوان التي تستبد بعقل صانع القرار العربي و الخليجي على وجه التحديد و تجعل منها ذريعة لاستباحة الدول العربية و نهب ثرواتها و التخلي عن المقدسات, و تناغما مع المصالح الأمريكية و الإيطالية و البريطانية.
و بالبترودولار العربي حاولوا عبثا اسقاط سورية .. تهاوشوا في أرضها بحقارة و تحالفوا مع ألدّ خصومهم – المفترضين -(تركيا) التي ينعتونها في ليبيا بالاحتلال العثماني، جنباً إلى جنب مع تحالفهم و دعمهم الجماعات الارهابية التي قدَمتَ من أصقاع الأرض لتحرير سورية من السوريين و بأموال و إعلام خليجية و تسهيلات تركية و بغطاء و مباركة غربية و أمريكية و إسرائيلية، ثم اطلقوا ذات التخريجات: إيران تتدخل بشؤون البلدان العربية و ترسل ميليشياتها و مليشيات حزب الله الى سورية العربية. و هل كان على إيران أن ترسل إلى حلب و أدلب و دمشق قطعان الـتطرف و ملايين الدولارات كما أرسلتها دولكم و تركيا إلى هناك..؟. و هل يعرف هؤلاء الحُــكام و نخبهم أن سورية حين وجدت انظمتهم المتآمرة تتخندق بوجهها و تمول ضدها جماعات الارهاب و يدعموا تدخل الجيش الأمريكي في الشرق السوري لينهب النفط و الغاز السوري بذريعة دعم الأكراد استعانت بإيران و روسيا، و هل بقي لها غيرهم من سند بعد أن صار العربي مع الصهيوني و الأمريكي و المتطرف صفا واحدا بوجه الشعب السوري..، استعانت سورية بإيران مضطرة تماماً كما استعان العراقيون مضطرون بإيران بعد أن تركهم العرب فريسية للغرب و للأمريكان و للأتراك و ساحة مفتوحة للمخابرات و الشركات الاسرائيلية خصوصاً في شمال البلاد.
و لما كانت الهزيمة حليفتهم هناك – أعني في سورية – استداروا باتجاه لبنان لمحاربة (المجوسي الرافضي) حزب الله، بتوجيهات أمريكية إسرائيلية صريحة و بأموالهم النفطية كالعادة، و حاربوه بشتى صنوف الحروب و أقذرها: العسكرية و الاقتصادية و الطائفية و المالية و الأمنية، ولأنه لبنان المُـحصّنُ بأسوارِ الوعي و متاريس الوطنية فقد خابت مساعيهم و مخططاتهم البائسة، ليطرقوا أبواب اسقاطه من باب المؤسسات الدستورية و السياسية و الأمنية، و تشويه صورة المقاومة الوطنية اللبنانية، و مرة ثانية كان الفشل حليفهم الوفي، ليهتفوا في سِرهمِ: وا خيبة المسعى … وا قادسياااة سقطت بيروت بيد الخُــميني، إيران تختطف لبنان و تسقط ثالث عاصمة عربية بيدها).
تخلوا عن فلسطين و باعوا القدس والأقصى – أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين – باسم عار التطبيع ليرضى عنهم حاكم البيت البيضاوي و يفوزا بقلب الليكود و بطائرات فانتوم البنتاجون و ملاهي تل ابيب .. ناصبوا المقاومة الفلسطينية العداء بذريعة الإخوانية، حاصروا سلطة رام الله برغم انصياعها لمشاريعهم الانهزامية و تهافتها على فتات أمير النفط ثم يستغربوا لما يتجه الفلسطينيون باتجاه انقرة و طهران، و لما يكرههم الشعب الفلسطينيين و يزدريهم اشد الازدراء.
تركوا اليمن على بوابتهم الجنوبية طيلة عقود من الزمن يعاني الحرمان، لا يمدنونه بشيء من أموالهم الطائلة سوى ما يهذب من أموالهم ومكرماتهم لجيوب شخصيات و كيانات قبلية و دينية و حزبية و عسكرية خانعة تحفظ لهم مصالحهم و تحقق لهم أطماعهم و ترهن لهم القرار اليمني بأيدهم و يقضموا أرضه بآلاف الكيلومترات المربعة للجارة الكبرى. ليتوجوا عبثهم هذا بعاصفتهم الحزمية طويلة العُــمر، لتدمره أي اليمن – و تنهكه المجاعة و تستبد به العصبيات و تنهشه ضباع حروب الداخل و ذئاب الخارج في الجنوب و الشمال على السواء, يبيعوا لجنوبه سراب الاستقلال بالاطنان، يهبــوا لشماله وهم الوعود العرقوبية بمستقبل رغيد و بوحدة يمنية و جمهورية اتحادية عيار 24 قيراط، من شمال محافظة صعدة الى جنوب عدن. وحدة لا يأتيها باطل الحراك الجنوبي الانفصالي و الانقلابي من يمنيها و لا من شمالها، جمهورية اتحادية لا تصيبها عين حسد انقلابيي صنعاء المدعومين من المجوس بشيء. و لما كان الفشل كالعادة حليفهم عادوا لترديد ذات الأسطوانية المُملِّة: إيران تدمر اليمن، إيران تحتل اليمن، إيران تهدد الأمن القومي العربي..!
المصدر: رأي اليوم
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.