حقوق وحريات ومجتمع مدني

حكايات من خلف القضبان

المستقلة خاص ليمنات 

> إعداد: عبدالله الشاوش

طفلة عمرها 8 سنوات وأخرى 16 سنة مخفيات منذ 6 أشهر

العليمي: اختطفوا بناتي وضربوا زوجتي وأدخلوني السجن

تبقى الكلمات الحزينة بما تحمله من معاني تقطر ألماً بعيدة كل البعد عن تصوير حقيقة المأساة التي تسارعت وتيرة أحداثها، واستحكمت حلقاتها، وأخذت المواطن محمد عبده العليمي حين غرة من حياته الطبيعية الهادئة إلى حياة التعب والقهر والآلام والحسرة.. تفاصيل مؤلمة لحكاية أشد وجعاً، بدأت التفاصيل بقصة حب عاصفة بين شاب وفتاة في سن المراهقة..

يروي محمد العليمي من خلف قضبان السجن المركزي جانباً من تداعيات المأساة قائلاً: “كانت البداية عندما أحب ولدي إحدى البنات، تسكن في حارة السنينة، وهي معروفة لنا في الأسرة، ولما أخبرني إنه يحبها، رحنا إلى عند أهلها عشان نخطبها له، لكن الأمور لم تسر كما كنا نريد، حيث رفض أهلها طلبنا بشدة، أنا اقتنعت ورجعت، لكن العيال من حق هذي الأيام، وهم يحبوا بعض كثير، لذلك قرروا الهروب إلى منزل الشيخ حقنا عشان يزوجهم ببعض أو يسوي لهم أي حل، وفعلاً نفذوا قرارهم وراحوا إلى عند الشيخ، ولما وصلوا إلى بيته، قام الشيخ وأخذهم معه إلى قسم الشرطة، ولما أوصلهم إلى هناك أتصل القسم بوالد البنت، فجأة وأخذ بنته، وبعدين جاءوا إلى بيتي وقاموا بضرب زوجتي ضرباً مبرحاً، ولدينا أرش يثبت هذا الاعتداء، ورغم ذلك لم يكتفوا باقتحام البيت والاعتداء على امرأة، بل وصل بهم الأمر إلى حدٍ لا يتصور أحد، حيث قاموا باختطاف ونهب اثنتين من بناتي القاصرات بعد أن قاموا بضربهن بشدة ابنتي الكبيرة منهن قاصرة وعمرها 16 سنة، أما الثانية فإنها مازالت طفلة عمرها لا يتجاوز 8 سنوات، لكن هؤلاء المعتدين لم يراعوا حق الطفولة وبراءتها، أخذوا بناتي معهم إلى مكان مجهول، وأنا لا أعلم شيئاً، إلى أن جاءوا بأنفسهم إلى مكان عملي في شارع الخمسين، حيث أعمل مؤجر (شيش)، ولما وصلوا إلى عندي قاموا بتكسير الشيش الموجودة، وأخذوا ماطور الكهرباء حقي، ونهبوا الغاز، ورغم أنني تقدمت بشكوى إلى القسم، والذي حولنا إلى النيابة لاستكمال الشكوى ومن ثم التحقيقات، لكنهم لم يقوموا باتخاذ أي إجراء عاجل، ينقذ بناتي الصغيرات ويرد لي حقي، لأنهم يريدون الموضوع أن يتلاشى وينتهي، بعد أن أشعلوا في قلبي نارة الحسرة والألم على بناتي الصغيرات التي لا أعلم عنهن شيئاً..”

ويستكمل العليمي سرد تفاصيل مأساته قائلاً: “الامر الآخر الذي زاد المشكلة تعقيداً، ولخبط تفكيري وأوصلني إلى السجن، يتمثل بالخدعة الماكرة التي قامت بها امرأة لها علاقة بمختطفي بناتي، هذه المرأة تدعى “هيفاء”، جاءت إلي وطلبت مني مبلغ ثلاثين ألف ريال، لكي تدلني على مكان بناتي المختطفات، وأنا لم يكن عندي في ذلك الوقت “فلوس”، فأخبرتها أنني لا أملك فلوساً، فردت عليّ بأن ذلك مش مهم ولا يمثل مشكلة، ويمكن أن أوقع لها على سند مؤجل بالمبلغ المطلوب، على أن نذهب وتدلني على بناتي، ولأنني كنت على نياتي ولا أعرف المراوغة والاحتيال وافقت على طلبها، وحررت لها سنداً بهذا المبلغ لمدة ثلاثة أشهر..”

“مرت الثلاثة الأشهر المدة التي اتفقنا عليها لتسليم المبلغ، فجاءت هذه المرأة تطالبني بالفلوس، رغم أنها لم تنفذ الاتفاق، ولم تدلني على مكان بناتي، فرفضت أن أعطيها الفلوس، عندئذ ذهبت واشتكت بي إلى الفرقة الأولى مدرع، ثم اشتكت في القسم، ورفعت القضية إلى المحكمة وكأنها هي صاحبة الحق التي ضاعت بناتها، وليست مجرد امرأة محتالة، عندما وصلت إلى المحكمة، باشرني القاضي وهو يمسك السند بيده وسألني، هذا السند محرر عليه، فقلت له نعم، وأردت أن أشرح له كيف احتالت هذه المرأة عليّ وكيف أن بناتي مخطوفات منذ ستة أشهر دون مراعاة أو رحمة لطفولتهن وبرائتهن، غير أن القاضي لم يسمح في كلمة واحدة ولم يعرف قصتي ولم يدري باختطاف بناتي، بل أمر العسكر بأخذي وإيداعي في سجن المحكمة، وأنا الآن منذ أكثر من اسبوعين مازلت في ظلمة السجن وحبيس جدرانه، لا أعلم ماذا حل ببناتي، وكيف حالهن وما الذي جرى لهن وإنني أريد من خلالكم أن أوصل رسالة إلى الجميع وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية والنائب العام ووزير الداخلية والمنظمات الإنسانية والحقوقية والناشطين والمهتمين، أخبرهم جميعاً بأن طفلتين من بناتي مختطفات لا يعلم بحالهن إلا الله، ليس لهن أي ذنب ليعاقبن بهذه العقوبة التي تنتهك حقهن في حياة كريمة بين أهلهن.. فيا كل من له القدرة على مساعدتي.. أرحموني يرحمكم الله، اجبروا كسري جبر الله كسركم، انقذوا بناتي حفظ الله احباؤكم وأهلكم أجمعين.

زر الذهاب إلى الأعلى