غير مصنف

اغتصاب العذارى تحت حماية القانون

 يمنات – متابعات

العادات، التقاليد الخاطئة، قلة الوعي لدى أفراد المجتمع، الفقر والجهل يدفعان الأهالي إلى تزويج بناتهن في سنّ مبكرة. وفي أغلب الاوقات يكون الزوج رجلاً يكبر البنت بسنين عديدة مقابل حفنة من المال ولتخفيف العبء عن الأسرة. والحجّة التي يستخدمها الأهل تكون خوفهم من وقوع بناتهن في الرزيلة والأنحراف والشذوذ الجنسي للمحافظة على عفتهنّ.

يجب إقرار قانون يمنع زواج الفتيات قبل بلوغ سنّ الرشد اي الثامنة وعشر، واللواتي لم وفرض عقوبات وغرامات على الأهالي وحتى سجنهم. فهم يكممون افواه الفتيات ولا يسمحون لهم بالتعبير عن رأيهن.

فالفتاة التي لم تبلغ الثامن عشر، مكانها المدرسة، وما يجب ان يشغل وقتها دراستها ورفيقائها وألعابها، ولا يمكن وضعها في غرفة النوم مع رجل كبير ليمارس معها علاقة جنسية، أسميها اغتصاباً شرعياً يغطيه القانون ويحميه. فتتحوّل الطفلة إلى امِّ ترعى أطفالاً بدلاً من ان ترعى في بيت والديها، وربّة منزل تقيم بالواجبات المنزلية، وعشيقة في السرير عملها اشباع رغبات زوجها.

ويتحوّل زواجها من شراكة عاطفية إلى شراكة وظيفية، كما يحرمها من تعلم مهارات الحياة بشكلٍ عام، والتعامل مع محيطهن الاجتماعي. وإن حملت في سنٍّ مبكرة قد تتعرّض للإجهاض المتكرر، بالإضافة إلى كونها لا تزال في مرحلة المراهقة ستعجز عن اخذ القرارات وغبداء رايها في أمورٍ كثيرة، وستشعر بالضغط النفسي بسبب كثرة المسؤوليات والأعباء التي ستتحملها.

وانا في مقالتي، لن أتناول فقط الفتيات المتزوجات الصغيرات اللواتي لم يبلغن الحيض، او المراهقات، بل حتى اللواتي تجاوزن سنّ الرشد.

فالكثير من الفتيات يقعن في الحب الأوّل، ويعتبرونه الحب الأخير، لأنهن لم يختبرن الحياة بعد، فتكون علاقة الفتاة التي تربطها بالشاب مليئة بالمشاعر الجياشة والطائشة. فتحلم معه ببناء عائلة، وقضاء عمرها كلّه إلى جانبه، وتظنّه توأم حياتها لأنها لم تعرف غيره كي تعرف ما هو فعلاً الحب الحقيقي…. أوّل لمسة، وقبلة… فتقرر عقد قرانها بدلاً من متابعة دراستها الجامعيّة، وبناء استقلاليتها العاطفية والمالية والنفسية، واكتشاف نفسها على عدّة اصعدة لتتمكن من تحقيق ذاتها وطموحها وتختبر الحياة لتصبح قادرة على الالتزام بالزواج ومسؤولياته. فالزواج يلزمه نضج العقل وتفكير سليم و مشاعر صادقة حتى يتمكن الزوجين من مواجهة كل المشاكل الزوجية.

ولذلك نرى الزيجات الباكرة تنتهي بالانفصال فيدفع الابناء الثمن، او يتفقان على البقاء سوياً امام المجتمع فيما يعيش كل واحدٍ منهما حياته في السرّ.

تارا غزال

الديار

زر الذهاب إلى الأعلى