فضاء حر

هادي ومحسن تحالف غير مكتوب وغير مرغوب أيضا !

يمنات

تكليف اللواء علي محسن الأحمر بالسفر إلى إمارة قطر على رأس وفد رفيع المستوى أولا وتفريغ دورين في مبنى القصر الجمهوري ليشغلهما اللواء وسكرتاريته ومليشياته العسكرية ثانيا إجراءان خطيران اتخذهما رئيس الجمهورية على غفلة من الزمن وباتجاه تكريس دورا جديدا للواء المنشق لممارسة دوره السابق وربما أكثر من خلال موقعه الجديد "المستشار".

يأتي هذا في وقت لا زال محسن نفسه يمثل حالة تمرد صارخة على الدولة وقرارات رئيس الجمهورية شخصيا او هكذا يبدو في ظاهر المشهد السياسي والامني في البلاد وما جرى لعدد من مسئولي الدولة يوم امس من اهانات بالغة على بوابات خديقة 21مارس سوى مثال واحد لامثلة عديدة من الاهانات !

الاجراءان الرئاسيان لا يمثلان استفزازا لمشاعر غالبية اليمنيين وحسب بل ويكشفان خطورة ما يقال وراء الكواليس -ومنذ وقت- مبكر عن وجود تحالف غير مكتوب وغير معلن بين الرئيس هادي من جهة وبين اللواء محسن وجماعة الاخوان من جهة اخرى وباشراف ورعاية قطرية وبموافقة امريكية ايضا .

قد لا يكون كل ما يقال في هذا الملف دقيقا ولكن هذا ما يفسر- حتى الان – كثير من قرارات رئيس الجمهورية النافذة و"المعلقة" سواء فيما يخص المحاصصة بين الطرفين في التعيينات العسكرية والامنية والادارية او في تسمية حديقة للاطفال والكبار بقرار جمهوري تحمل تاريخ "انشقاق" اللواء محسن وانقلابه على او انضمامه على الثورة الشعبية .

في كل الاحوال فان تكليف محسن براسة وفد رسمي الى قطر يضم وزير الخارجية ووزراء اخرين في حكومة الوفاق لا يكشف فقط بان الزيارة نفسها "مشبوهة" وتتعلق بترتيبات امنية وعسكرية وسياسة خارج اطار الدولة ومؤسساتها الرسمية وفقا لسياق الدور الذي لعبه "محسن" طوال تاريخيه في ضرب واضعاف الدولة اليمنية بل ويكشف ايضا بان علاقة كل هذه الاطراف بامارة قطر تبدو هي الاخرى مشبوهة وتثير الريبة والتوجس خصوصا اذا ما لا حظنا بان الدور القطري في اليمن لم ينعكس ايجابيا على الدولة اليمنية وفي دعم مشاريع التنمية لحكومة الوفاق بقدر ما ظهر ان اكبر مخرجات هذا الدور يتمثلت في ملفي تجنيد الارهابيين وشحنهم الى سورية من ناحية والمفاوضات التي اجراها ضباط قطريين مع خاطفي الاجانب في اليمن وبدون علم الدولة ومؤسساتها وان كان بوساطة محسن نفسه .

 

اعادة انتاج محسن في المشهد السياسي الجديد عبر مظلة الرئيس هادي نفسه وبتوجيهاته الرئاسية حينا وبتغاضيه "العمدي" عما يقوم به محسن حينا اخر يمثل اهانة بالغة لغالبية ابناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب الذين قدموا التضحيات الجسيمة في سبيل التخلص من اسواء رموز النظام السابق على الاطلاق سواء كان ذلك في الفساد او في الاستبداد وفي ادارة الصراعات والحروب التي لا يزال يحضر لها وتحالفه الماضوي حتى اللحظة.

والخلاصة فان الرئيس هادي يستخف بمثل هذه التحالفات المشبوهة ليس فقط بثورة الشعب في الشمال وبحراكه السلمي في الجنوب بل انه يستخف بنضالات وتضحيات جيلين من اليمنيين ارادوا ان يتخلصوا من صنم الخوف والجوع والمرض جسدها رجل جمع في وعيهم بين كل صفات الاستبداد والجهل والكراهية

*تغريدة

اعادة انتاج دور "محسن" في عهد ما بعد نظام صالح يعني اصرار بالغ من قبل السلطة الانتقالية على بقاء قضية صعدة مفتوحة على مصراعيها للحروب مثلما يعني إقرار رسمي وتامري بان تمسك التحالف القديم بسلطة صنعاء ثمنه الوحدة في عدن ويبدو ان البعض يعتبره ثمنا مستحقا وقابلا للدفع !

زر الذهاب إلى الأعلى