فضاء حر

إلى هنا وكفاية؟

يمنات
قوة الحوثيين في الحرب، وقدرتهم الدائمة على الانتصار، أمران لم يعودا بحاجة إلى المزيد من الإثبات.. وما يحتاجه اليمنيون منهم الآن هو أن يبرهنوا قدرتهم على صناعة “السلم” وتثبيته، مثلما هي قدرتهم على خوض الحروب وحسمها..
القوة التي لا تستطيع فرض السلم، والوصول إلى التعايش مع الآخر، هي قوة مهزومة، مهما بلغ حجم انتصاراتها، أو مهما توالت وقائع إطاحتها بخصومها..
حتى وإن كانت هذه القوة في موقع “المعتدى عليها” أو المُتَحَرَش بها؛ فإن البطولة في “تجنب” الحرب ليست بأقل شأنا من بطولة خوضها.
الوضع الإقليمي يذهب باتجاه نسف السلم الأهلي في كل المجتمعات العربية؛ بإمكان الحوثيين تفويت فرصة حدوث ذلك في اليمن إن هم على القدر المطلوب من الشعور بالمسؤولية.. كما بإمكانهم أن يكونوا طرفا من أطراف الكارثة (وفي الغالب لاعتمادهم الدائم سياسة “من قال لنا جني قلنا له لك اثنين”).
أما “الإصلاح”؛ فالرهان على عقلانيته بات في حكم الرهان الخاسر.. إذ كيف تراهن على حزب سياسي، بطول البلاد وعرضها، يتخلى عن ماضيه ومستقبله، ويتفرغ لخوض معارك الذود عن نفوذ مشيخ يتهاوى، أو جنرال يعيش الهاوية؟!!
مع ذلك لا يزال لدى القيادات الشابة في الإصلاح ما يمكن لها فعله بتخففها عن موروث صراع ستينات القرن الماضي، الموروث الذي يحكم كل تفكير وأداء قيادة الثنائي العجوز: اليدومي/ الآنسي.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى