يمنات
إطلاق صواريخ سكود على الأراضي السعودية يجهز على ما تبقى من وجاهة – إن كان هناك وجاهة أصلا – لإعلان الرياض إنهاء “عاصفة الحزم” والانتقال إلى عملية “إعادة الأمل”.
تم تبرير الانتقال في تمكن “العاصفة” من انجاز هدفها الرئيسي وهو تعطيل قدرة الحوثيين وصالح على التوسع في المزيد من الأراضي داخل الجمهورية اليمنية، وإنهاء أي تهديد محتمل لأمن السعودية.
الثابت الآن أن المبررين سقطا تباعا. فتحالف الحرب الداخلية كسب المزيد من الأراضي في اليمن – بصرف النظر عن القيمة الإستراتيجية لهذا التوسع – وتمكن من إقلاق السعوديين خلال الأسابيع الماضية في الحدود الشمالية الغربية لليمن، وداخل مناطق خاضعة للسيادة السعودية. ويمثل نجاح الحوثيين في إطلاق صاروخ سكود خلال الساعات الماضية تحديا حقيقيا للفرضيات التي انبنت عليها عمليتا “عاصفة الحزم” و”إعادة الأمل”.
….
الحرب الداخلية غير مبررة بالمطلق. والتصعيد على الحدود الشمالية في اليمن لن يجعل من هذه الحرب حربا وطنية بالمعنى المستغرق للكلمة. فاليمن منقسم على نفسه ويشهد اقتتالا داميا في محافظات الشرق والوسط والجنوب. وتتخذ هذه الحرب، يوما تلو يوم، نمط الحرب الأهلية اليمنية الاقليمية.
بمعزل عن العناوين البراقة للحرب في/ وعلى اليمن، فإن الأكيد أن استطالة أمد هذه الحرب زمنيا وجغرافيا يضع الأطراف جميعا، يمنيين واقليميين، أمام الحقيقة السافرة: هذه الحرب لن تنتهي وفق قاعدة “المباراة الصفرية” وأن عليهم، جميعا، المسارعة إلى دعم حل سياسي ينهي حالة الاحتراب الداخلي ويمنع تحول اليمن إلى ساحة حرب اقليمية.
من حائط الكاتب على الفيسبوك