أخبار وتقارير

كشوف أثرية ترجح وجود مدن قديمة في تهامة يعود تاريخها إلى بداية الألف الثاني قبل الميلاد

يمنات – مجاهد القب
أظهر كشف أثري بموقع المدمن غرب مديرية زبيد محافظة الحديدة، وجود عدد كبير من حجارة الميغاليت الجرانيتية طول بعضها يصل إلى “30” قدماً ووزنها يصل إلى 40 طناً.
و بحسب البعثة الكندية التي قامت بالكشف الأثري في العام 1997م، أرجعت عمر تلك الحجارة العملاقة إلى بداية الألف الثانية قبل الميلاد.
و لم تحدد البعثة كيفية جلب تلك الحجارة إلى الموقع كما لم تذكر الديانة التي كان يمارسها سكان المنطقة في تلك الحقبة الزمنية.
و أورد الأدب الشعبي قصة تلك الحجارة إلى أن امرأة تدعى “السبوت” ماتت وتركت أربعة أبناء ذبجتهم الزوجة الجديدة وتحولوا لحجارة ويسميها إلى الآن سكان قرية المدمن والفازة إلى بني السبوت، ويقومون بزيارتها من حين لآخر ويصفونها بأنها حجارة البراءة ويقدمون إليها القرابين من غير ذات الدم باعتبار أن الأرواح التي تحولت لحجارة لا تقبلها وتسر بالفل بالبخور والفل والشموع.
كما أظهر كشف أثري آخر في قرية عليفقة وجود حجارة منصوبة قرب الساحل ومطله على لسان بحري يصل طوله نحو 800 متر مربع ويسميها أهالي المنطقة ب “مبرك الجن”
ويصف علي مغربي الأهدل الباحث والمهتم بشئون الكشوف الأثرية أن الموقع، الذي هو عبارة عن معبد، مكون من فناء دائري مكشوف علي كومة مرتفعة تقدر مساحته بحوالي (800 م2) محاط بحجارة مرصوفة من جميع الجهات ترتفع حوالى نصف متر وللفناء مدخل من الجهة الغربية، وتقف في الجهة الشمالية للفناء أربعة أعمدة من الحجر البحري مصفوفة بالقرب من بعضها من الشرق إلى الغرب يفصل بين العمود والعمود الأخر حوالي (2م).
و من خلال مقارنتها بأشكال أخرى شبيهة يتبين أنها عبارة عن مباخر (موائد لقرابين غير مراقة) وإلى الجنوب منها في وسط المعبد توجد مساحة محاطة بحجارة مرصوفة بشكل شبه دائري ذات قداسة كما يظهر من خلال شرح الأهالي.
و يقع في طرفها من جهة الشمال ( مائدة ) من الحجر البحري الأسود منحوتة بشكل مهندم ولها زوايا هندسية بارزة تعرض جزء من طرف هذه الصخرة لكسر ومع ذلك يمكن إعادة الجزء المنفصل إلى مكانه هذه الصخرة على الأرجح هي ( مائدة قرابين ) .
و في الجزء الجنوبي من فناء هذا المعبد يوجد ما يشبه ضريحين أو مرقدين مبنية من الياجور ومادة النورة التي كانت تقوم مقام الإسمنت . لم يتم التعرف على وظيفة هذين البنائين البارزين فوق الأرض .
ويبدو أن المعبد كان عبارة عن مجمع ديني شعائري يستخدم للطقوس والشعائر الدينية الموسمية , ومن خلال مقارنة الأعمدة المنتصبة بالمعبد مع أشكال أخرى بنفس التصميم وجدت في عدد من المعابد الدينية اليمنية القديمة , يبدو أن تلك الأعمدة أو موائد القرابين تمثل مرحلة أكثر بدائية لأن الأشكال الشبيهة أكثر فنية من الناحية الهندسية كما أن الكثير منها يوجد به نقوش مسندية مما يدل أن تلك الفنية والاهتمام بالشكل الهندسي كان خلال فترة لاحقة تمشياً مع تطور الفكر الديني .
كما تحيط بفناء المعبد العديد من المباني التي تظهر أساساتها والتي تغطي ما يقارب من (6كم2) من مساحة الموقع .
و طبقا ل”الأهدل” فاسم غليفقة يحمل معنى الشمس الغاربة في اللغة الآرامية القديمة، كما يؤكد الأهدل وجود مدن أثرية مطمورة في الموقعين.

زر الذهاب إلى الأعلى