اعلان الوحدة اليمنية .. يوم لا انساه

يمنات
نبيل الحسام
من ذكرياتي ( 1 )
يوم لا انساه
قبل الإعلان كان قد تم السماح للمواطنين التنقل ما بين الشمال والجنوب بالبطاقة الشخصية وكان الكثير من الشمال خاصة قد هبوا لزيارة عدن.
كنت انا في الصف الاول الإعدادي(سابقا) والسابع(حاليا) وكان من ضمن زملائي الاخوين محمد احمد قاسم ومحمود عبده صالح، واتفقنا على ان ندخل مدينة تعز نتمشي وكان محمد يعرف عفيف مهيوب علي وبيتهم في المدينة كما كنت قد تعرفت عليه.
ذهبنا دون إستئذان اهلنا لأنهم لن يوافقوا وبقينا فيها وبمنزل عفيف يومين حتى استنفذنا الفلوس وبقى اقل من الاجرة الكاملة للسيارة الى القرية ولكنه مقبول عند بعض السائقين.
وصباح اليوم الثالث ذهبنا الى الفرزة ونحن خائفين من عقاب آبائنا وهناك كانت الصدمة، فبمجرد ما التقينا ببعضهم فاجأونا هازئيين بقولهم “عدن.. عدن”.
وهنا ادركنا ان الخبر أننا ذهبنا عدن التي في مخيلة الكثيرين بالقرية(قحب وسكار) وعليه فقد حلت علينا اللعنة ويا ويلنا من العقاب.
فأقترحت ان نهرب من وقع نظراتهم و كلماتهم فنركب دباب الى مفرق شرعب ومن هناك نركب مع سيارة من خارج قريتنا لا يعلم امرنا ولكنها لم تأت.
فنقصت الفلوس وبقينا في المفرق الى العصر واضطرينا نركب مع سيارة محمد سلطان القاضي (عديلي الآن) وكان معه عبدالله محمد سيف (صهيرنا الآن).
والجميع بينهم وبين ابي صداقة قلت سيجاملونني وبالفعل قبلوا المبلغ ولكن بعد ان رددوا هازئين”عدن..عدن”.
وايضا عندما وصلنا الى اول الشجابي (تبعد حوالي ساعتين رجل) وقفوا وقالوا لنا خلاص فلوسكم الى هنا انزلوا وامشوا رجل، وبالفعل قفزت انا وقد كنت اشعر ان انا من احمل السيارة، ولكنهم تفاجأوا من ردة فعلي وخجلوا وتراجعوا ولكني رفضت الا بعد ان رأيت القاضي قد بدى في وجهه وكلماته الاسف، وفي القرية كنا وبقينا حديث الناس ولعناتهم لفترة.
واعترف انه دمر معنويتي وثقتي بنفسي لفترة حتى بعد اقتناع الناس بأننا لم نذهب.
_كل ذلك بسبب تهمة (عدن) والصورة التي رسمتها جماعة الاخوان في اذهان الناس.