أرشيف

الصبري: المشترك قدم جوهر المشروع الوطني وهو عامل نجاح لفعاليات الحراك

قال عضو الهيئة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك «محمد الصبري»: أنه لا يظن في ظل استخدام العنف وفي ظل بقاء الأصوات التي لا تدرك ما تقول وفي ظل عوامل إقليمية ودولية في غاية التوتر، أن يتركك العالم تسير كما أنت وكما تريد.

وفي حواره مع صحيفة «المستقلة» تحدث الصبري عن الحراك الجماهيري في المحافظات الجنوبية وعلاقة أحزاب المشترك بها وكذا تعامل السلطة مع متطلبات الجماهير

نص الحوار

ما تقييم المشترك للحراك الجنوبي وأين يقف منه؟

– المشترك لم يفاجأ كما يدعي البعض بهذا الحراك أو كما يعتقد أو يروج له، ويكفي دليلاً على ما يقال حتى من باب الإشارة الخفيضة أو الخفية أنه الآن يحمّل المشترك كل ما يجري في المحافظات الجنوبية من قبل السلطة، وليست المشكلة في تقييم المشترك للحراك الذي ضرب مثلاً وطنياً رائعاً في استمراره هذه الفترة الزمنية الطويلة وأحزاب المشترك مشاركة فيه وحافظت على سلميته حتى الآن، لكن المشكلة تكمن في أن الحراك يواجه تحدياً خطيراً كأي حراك اجتماعي وسياسي واسع وهو أنه كيف ينتهي إلى تحقيق أهدافه المطلوبة.

> هل هناك مخاوف لانتهائه بطريقة سيئة؟

بالتأكيد.. لأن ما يشهده الوطن وما تشهده المحافظات الجنوبية من أزمة ومن حراك ليست بعيدة عمّا شهدته البلدان الشبيهة باليمن والتي انتهى بعض الحراك فيها إلى الّا يحقق أهدافه بسبب سوء إدارته أو العجز في استكشاف مطالبه أو بسبب بروز قيادات لا تعي المسئولية تجاه هذا الحراك، وهناك تجارب وحركات كثيرة في التاريخ انتهت إلى لا شيء.

>  لماذا غاب المشترك عن الحراك الجنوبي؟

– من قال هذا الكلام.. من الخطورة الترويج لهذا الموضوع لأن أي حراك اجتماعي لا بد له من قلب وقلب هذا الحراك لا بد أن يكون تنظيمي سياسي، تقوده نخبة جماهيرية.. وبالنظر إلى هذا الحراك الذي أضيف له الطابع الاجتماعي فيه القلب السياسي الذي صنعه اللقاء المشترك، وهنا يطرح موضوع الادعاء بغياب المشترك عن الحراك على سبيل التنازع والترويج؛ وهذا معناه الذهاب بالحراك نحو تحدٍ خطير، وهؤلاء الذين يقولون اليوم هذا الكلام يقدمون أنفسهم – طالما والمشترك غير موجود – كقلب تنظيمي وسياسي، وهناك من يقدم نفسه ممثلاً للحراك حتى السلطة تساعده على هذا الوهم أنه هو الذي سيتقدم بالتفاوض باسم الجنوب لكن الغريب والأخطر من ذلك أن هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام بدأوا برفع شعارات ومطالب أصبحت تشكل خطراًً شديداً على الحراك.. شعارات جهوية مناطقية انفصالية، أصبح معها مستقبل نجاح الحراك أن تحل أزمته في الإطار الوطني ومستقبل الفشل أمامه أن تحل أزمته في الإطار الجهوي والمناطقي.. ومظهر الفشل الأسوأ أنه كيف سيتفق رافعو تلك الشعارات فيما بينهم على حل الأزمة.

المشترك قوة تنظيمة وليس مجموعة أفراد

>  هل هذا ناجم عن غياب المشترك عن الحراك الجنوبي؟

لا هذا غير صحيح لأن جزءاً منها ظل مرتبطاً بتداعيات الحرب والانفصال وجزءاً منها فرضته السلطة لكي توفر لنفسها مبرراً لقمع المسيرات ودفعت الناس إلى أن يرددوا هذه الشعارات لكي تهرب من مواجهة المطالب الحقوقية وتحشد لمواجهة الخطر الذي يهدد الوحدة لكن بعد ذلك الأزمة الحاصلة تفتح مجالاً لعوامل متعددة منها الأوهام والصراع بين أقطاب الحراك الاجتماعي

>  تقول أن المشترك موجود في الحراك غير أن أعضاءه في الجنوب حددوا موقفهم منه وطالبوا بفصلهم عن المركز؟

   – هذا مطلب ظهر في جيب أحد أطراف المشترك في الحزب – يقصد الاشتراكي – لا تستطيع أن تعذرهم أو تحملهم المسئولية إذ يظل الظلم أقسى من أي شعار، وبالأخير لديهم مساحة من المرونة، ونحن في المركز أعطينا الصلاحيات لفروع المشترك تدير مثل هذه الاحتجاجات وليس الهم الرئيسي الآن أن نركز على أن المشترك موجود أم غير موجود، المشترك عمله وطني ويعرف ماذا يفعل والمهم ألا توضع القضية في الدواليب، هناك طريق أخرى علينا توجيه السهام نحوها وهي السلطة التي أنتجت هذه الأوضاع وتنتج يومياً بإدارتها تداعيات وإفرازات في منتهى الخطورة، وإذا استمر التركيز بتلك الطريقة فنحن نخوض هذه الانتفاضة السلمية وعلينا ألا نحمل المشترك أكثر مما يحتمل.. المشترك قوة سياسية وتنظيمية ليس أفراداً يتخذون القرارات في يوم وليلة تجاه القضايا والأحداث وإلا أصبحنا مثل الأفراد والجمعيات، ومعناه أننا نحكم على أنفسنا كأحزاب بالزوال..

الجوهر يكمن فيمن هو القوة الفاعلة

> هذا ينفي إقرار سابق للمشترك بأنه ليس وراء الحراك ولا يقوده وإنما يدعمه؟

– الفرق بين أن تدعم الحراك وأن تقف جانبه فرق في الخطاب السياسي لكنه في الواقع ليس فرقاً جوهرياً.. نحن أحياناً نخلط ما بين خطاب أزمة وما بين تداعيات أزمة، ففي خطاب الأزمة يعبر الناس عن أزمتهم بالطريقة التي قد تكون قاسية جداً تجاه أطراف لكي يحاولوا دفعها إلى المزيد من الشكوى والنقد، وفي علم الإدارة الشكوى والنقد من طرف معين هو تحديد ولاء لهذا الطرف وليس تخلياً عنه، ونحن في أزمة أوضاع المحافظات الجنوبية علينا أن ندرك أن هناك خطابا مأزوما ليس هو الجوهر.. قد يكون شكلا من أشكال التعبير عن مدى قساوة الأزمة أما الجوهر فيكمن فيمن هو القوة الفاعلة الذي يمتلك أسلوب التنظيم سواء كان المشترك أو السلطة أو المتقاعدين وهو الذي يستطيع أن يقود ويحرك.

> طيب.. الشعارات التي رفعت في الجنوب ضد اللقاء المشترك ما الدافع لها؟

الدافع لها نحن نقول أنه في اتفاق بين من يريدون أن يحولوا الوطن ويديروا أزمته وفق تسويق الشخصية.. هناك من يتوهم أنه حان الوقت ليكون هو الممثل أو الزعيم للجنوب وأي وجود للمشترك يعتقد أنه منافس.. وبالأخير نحن لا نعطيها أي قيمة ولا نعطيها حجم أكبر منها.

> يعني هناك صراع على زعامة الحراك الجنوبي؟

    – طبعاً.. وهذا واضح حتى من خلال الخلافات الموجودة فيما بينهم، لكن نحن لا يجب أن نشجع مثل هذا الصراع.

> ألستم طرفاً فيه؟

– نحن في المشترك لا يمكن اعتبار أنفسنا طرف لأننا أحزاب تشتغل وفق برنامج ورؤى وفقاً للنظام والدستور.

العمل الصحيح يجري في الإطار الوطني وليس الجهوي

> لكن قادة جمعيات الحراك يتهمونكم بمنافستهم ومحاولة تزعم الشارع الجنوبي؟

 – هذا شأنهم لأنهم غير مسلِّمين أن العمل الصحيح لا بد أن يكون في الإطار الوطني.. هم يعتقدون أن العمل الصحيح يجري في الاطار الجهوي والمناطقي لأن هذه هي الثقافة التي أنتجتها السلطة.. أما المشترك لا ينافس لأنه لديه مشروع وطني لكل الوطن ويتعامل مع القضايا والأزمات التي تتفجر هنا أو هناك بالطريقة التي تعزز من مشروعه الوطني وتعامل مع القضايا الجنوبية بنفس تعامله مع قضية صعدة.. المشترك ليس جمعية.. المشترك تكتل وطني كبير ممتد في كافة أرجاء اليمن..

> ألا ترى على الواقع أن قادة الجمعيات تفوقوا على الأحزاب في تحريك الشارع؟

– الذي تفوق علينا جميعاً السياسات الكارثية الخاطئة والجرائم التي ترتكب بحق الناس من قبل السلطة، هذا هو التفوق وستتفوق لو ظلينا عند هذه النقاط والتفاصيل التي تسيء للاحتجاجات ونضال الناس السلمي ولا يوجد شيء اسمه قادة الحراك، من تتحدث عنهم عبارة عن أشخاص يكتبون في الصحافة.

المشترك عامل نجاح لفعاليات الحراك

> أسألك عن قادة المجلس الأعلى للفعاليات الجنوبية وهيئة تنسيق المتقاعدين والعاطلين عن العمل؟

– عليك أن ترجع لكي تتأكد كيف يدعى لتنظيم المسيرات، إذا لم يكن المشترك حاضراً لا تنفذ أي فعالية، فالطرف الوحيد في تنظيم المسيرات وفي إنجاحها هو المشترك.

> هل يخشى المشترك من تراجع جماهيره في المحافظات الجنوبية؟

– ما يحدث الآن من تداعيات خطيرة تهدد منظومة الوحدة الوطنية كلها تفوق الخوف على فقدان الجماهيرية، والسلطة مطالبة بعمل برنامج سريع لوقف تداعيات الأزمة الوطنية وفي المقدمة المحافظات الجنوبية.. ما لم فإن على القوى السياسية أن تتجه نحو برنامج إنقاذ وطني وهو ما يعمل المشترك على دراسته حالياً.

نحن بحاجة إلى أن نتفق هذه دعوة بشكل شخصي وعلى كافة النخب الوطنية في أن يكون لدينا الحد الأدنى من الاتفاق حول قراءة الأوضاع وحين يشار إلى الخطاب المأزوم كجزء من الأزمة فإن مشكلته عدم حدوث هذا الاتفاق، لذلك لا بد أن نضع حداً معقولاً وأدنى ، ليس قمعا للرأي ولا رفضا للآخر..

> دفاعكم عن المسيرات الجنوبية وتسليمكم المؤقت برفع الشعارات المعادية للوحدة هل كان يهدف كسب ود الشارع الجنوبي؟

– بالتأكيد المشترك لم يقصد هذا لكن هل كان شريكاً فاعلاً ورئيسياً مع أننا لا نحتاج شهادة من أحد ولا نريد أن نمن على أبناء شعبنا أننا قد شاركنا وصنعنا هذا واجبنا، غير أن الأوضاع اليوم تتداعى بشكل خطير تحتاج من الناس أن تفكر في المستقبل، فالحراك الجنوبي تتهدده ثلاثة عوامل خطيرة يتمثل الأول في عدم قدرة السلطة على الاستجابة لمطالب الناس بطريقة صحيحة، فيما يتمثل التحدي الثاني للحراك في مواجهة وتحدي العمل السياسي الوطني الذي هو المشترك، فنحن لا نستطيع التعامل مع القضايا بطريقة التجزئة رغم إقرارنا أن هذه الأزمة الكبيرة الموجودة في المحافظات الجنوبية لا بد أن تكون هي مدخل للإصلاح السياسي والوطني في إطار سقف الوحدة والديمقراطية، أما التحدي الثالث فهم هؤلاء الذين يتوهمون ببساطة أنهم يستطيعون القول نحن الذين نتحدث باسم هذا الحراك وأحياناً يقدمون أنفسهم قادة له.. نحن نشيد بكل جهود وكل قطرة عرق يبذلونها لكن ندعوهم أن لا يضعوا أنفسهم في مواجهة المشترك ضد حرياتهم لكن يظل هناك سقف.. الوطن هو المساحة المتاحة لكل اليمنيين كي يعيشوا بأمان وغير هذا لا توجد مساحة.

المشترك قدم جوهر المشروع الوطني

> كيف يقرأ المشترك تحول مسار مطالب الحراك من الحقوقية إلى السياسة؟

– هم من بدأوا بالمطالب الحقوقية – يقصد المتقاعدين – لكن المشترك هو من قال أن للجنوب مطالب سياسية وهذا هو جوهر المشروع الوطني.

> لكن نظرتكم للمطالب السياسية مغايرة لنظرة قادة الحراك؟

– هذا طبيعي ، أنا حزب وهو جمعية.. يعني هل تريدون أن تسلموا الأوطان للجمعيات والنقابات؟ هل هذا معقول؟ الذي يصنع الرؤى والسياسات هم طرفان: الأحزاب والمنظمات السياسية والسلطات والحكومات والدول أما الجمعيات تضغط على هذين الطرفين بأن يبتكروا الحلول السياسية ونحن نختلف مع قادة جمعيات الحراك الجنوبي في أنهم يقدمون أنفسهم كبديل للأحزاب وتحدثنا في المشترك عن حوار واسع مع هذه الجمعيات والمنظمات واتخذ قرار بهذا الشأن، وهناك برنامج سيقدم في اللقاء الواسع مع كل الفعاليات الوطنية لكي يكون الحوار على قاعدة وسيكون مع الجمعيات ولأننا في مجتمع لا تزال فيه الشخصيات مؤثرة وإذا اقتضت الظروف أن يكون هناك من يشارك فيها فلا مانع.

 

زر الذهاب إلى الأعلى