أرشيف

حضرموت..المهرة..الحديدة.. ما زال تدفق المساعدات مستمرا وأصوات المنكوبين تزداد تعالياًً

 لحقت مدينة الحديدة المدن المنكوبة في اليمن حيث أرتفع منسوب المياه جراء الأمطار إلى متر واحد وجرف العديد من المنازل المصنوعة من القش والكراتين التي يقطنها الفقراء "900"عشة تخص المهمشين جرفت وتضاعفت مأساتهم وأكثر من "200" منزل هدمت المياه أساس مبانيها بينما العديد من المنازل في الحديدة القديمة تعرضت لتشققات و"200" أسرة أصبحت منكوبة وتعيش في العراء.

في السياق ذاته كانت مدينة باجل أبرز مديريات الحديدة وأكثرها ضرراً من جراء السيول المتدفقة من فوق الجبال ومياه الأمطار المنهمرة "325" عشة جرفها السيل في حي مصنع الغزل والنسيج سابقا والذي هو حاليا مخازن مؤجرة لبعض التجار حيث يقطن بجانبه أعداد كبير من المهمشين والعائدين من السعودية بعد أزمة الخليج التي ما زال  مواطنون يمنيون يعانون من أثارها إلى اليوم.

عمق الكارثة بدأ يتجلى وحجم الخسائر بدأت تتضح في محافظة حضرموت والمهرة بعد أسبوعين من الكارثة،عدد المنازل المدمرة في ارتفاع مستمر وبعض المنازل التي صمدت أثناء السيل أخذت تنهار بعد أن تشبعت بالمياه وأختل أساسها في مديرية فضح 600منزل جرفتها السيول تماماً بينما في وادي "عدم" دمرت"200"منزل والقطن "180" منزل وهكذا في أغلبية المديريات،وهناك ممتلكات قذف بها السيل وأقتلعها من الجذور 40 ألف خلية نحل مع عسلها ونوبها سافر بها السيل بعيداً المواشي والأغنام لم تنج هي الأخرى،والمضخات والآبار والمزارع جرفها السيل بجبروت.

الناس هناك تعيش في العراء فوق أرضيات مشبعة بالمياه وبجوارهم منازل منهارة ومستنقعات خلفها السيل والناشط الوحيد والغير متضرر من تلك الكارثة هو الثعبان الثعابين نشطت ووجدت لها ملاجئ تحت الأنقاض أكثر من "120" حالة لدغ الثعابين تعرض لها المنكوبون "35" حالة منها أدت إلى وفاة.

المماحكات السياسية بدأت تتدخل في مجريات الإغاثة وبحكم تزامن وقوع  الكارثة قبل الانتخابات البرلمانية بأشهر فالكل يرغب بالبروز خاصة وأن مدينة حضرموت كان الحزب الحاكم يخطط أن تكون احتفالات الذكرى "41" لثورة "30" نوفمبر عيد ميلاد الجلاء ولكن الكارثة أجهضت تلك التحضيرات والتدشين الانتخابي المبكر للحزب الحاكم.

 الرئيس في خطاب له شدد على أن كل المساعدات التي ستقدم للمنكوبين من أي مكان أو جهة يجب أن تمر عبر المجالس المحلية.

الأضرار في مدينة الحديدة التي نكبت لاحقا ليست كبيرة أو مهولة مقارنة بحضرموت،لكن معرفة ظروف الطقس مسبقا وأن المدينة كانت على حافة الخطر دون اتخاذ أية تدابير واحترازات ضاعف مأساة الحديدة حيث أن أغلب سكانها فقراء وحركتها التجارية ضعيفة.

وهناك وزعت الخيام ومواد غذائية تمثلت بعشرة كيلو رز ومثله سكر و2 كرتون معلبات لكل أسرة والذي يغطي حاجاتها لمدة أسبوع واحد فقط فالناس المنكوبة في كافة المحافظات المنكوبة في حالة قلق واضح. في محافظة حضرموت بدأت الأصوات ترتفع وشوهدت بعض المواد الغذائية تباع في الأسواق وحاجات المنكوبين كثيرة فبعضهم فقد كافة ملبوساته وأصبح الأغلبية بدون ملابس وهذا ما لم يضرب حسابه حتى الآن.

الحكومة حتى الآن لم تتمكن من التحديد الدقيق لحجم الخسائر ولم ترسم خارطة واضحة في كيفية مواجهة الأزمة الكارثية في حضرموت بالذات أكبر المناطق مساحة وسكانا..ما زال تدفق المساعدات مستمرا وأصوات المنكوبين تزداد تعالياًً.

زر الذهاب إلى الأعلى