أرشيف

من أمريكا إلى اليمن..مبادرة شراكة الإصلاح الديمقراطي ومجريات منتدى المستقبل في الشرق الأوسط..في كتاب ل(HRITC)

يصف مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (HRITC) الكتاب الذي أعده الأستاذ عز الدين سعيد الاصبحي عن منتدى المستقبل بأنه المرجع الأساس لمبادرة الشراكة الخاصة بالإصلاح الديمقراطي في الشرق الأوسط ، حيث يقدم لأول مرة شرحا وافيا عن الخطوات الأساسية التي تمت ابتداء من قمة سي ايلاند في يونيو 2004 التي خرجت منها الخطوة الأولى بحضور زعماء الدول الصناعية الكبرى الثمان(G8) وبعض زعماء الشرق الأوسط وانتهاء بالملتقيات التي عقدها منتدى المستقبل بصفته الإطار الذي ينظم اللقاء السنوي والدوري لهذه المبادرة.

المجتمع المدني ورجال الأعمال

في مقدمة الكتاب المعنون بـ(منتدى المستقبل) يقول الأستاذ عز الدين الاصبحي إن مبادرة منتدى المستقبل خطوة متقدمة عن كثير من المبادرات المتقدمة سواء المبادرة الأمريكية أو مبادرة برشلونة الخاصة بالاتحاد الأوروبي تجاه الشرق الأوسط،مشيرا إلى أن من مميزات هذه المبادرة التأكيد على أهمية الشراكة مع الفاعلين غير الحكوميين من قطاع المجتمع المدني وقطاع رجال الأعمال لإحداث التغيير نحو الديمقراطية.

انطلاق الفكرة

تقول مقدمة الكتاب إن الرئيس الأمريكي جورج بوش دعا -على هامش اجتماع قمة الدول الصناعية الكبرى الثمان(G8) في 9 يونيو 2004 – عددا من زعماء الشرق الأوسط للالتقاء بهم مع زعماء الدول الصناعية الثمانية من اجل مناقشة مبادرة للإصلاحات في منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا الاجتماع يقول الكتاب انطلقت الفكرة واتفق على إقامة منظومة لتشجيع الإصلاح في هذه المنطقة وتميزت هذه الخطوة بميزتين،تتعلق الأولى بالاتفاق الدولي على ضرورة التعاون على الإصلاح الديمقراطي في المنطقة وان المهمة تتطلب تعاون اللاعبين الدوليين الكبار(الثمانية) الولايات المتحدة -المملكة المتحدة- فرنسا- ألمانيا-كندا-روسيا-ايطاليا-اليابان.

وتتعلق الميزة الثانية بإعادة تشكيل المنطقة المستهدفة او ما سمي بالشرق الأوسط الكبير وهي الدول العربية وغربي أسيا(تركيا-ايران-افغانستان-باكستان)،باختلاف واضح مع المبادرة الأوروبية المتوسطية التي أطلقتها الاتحاد الأوروبي في برشلونة في 17/11/1995 كشراكة بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية المطلة على المتوسط إضافة إلى إسرائيل وتركيا.

ومثل إخراج إسرائيل من المبادرة كما يقول الكتاب خطوة ساعدت الدول العربية على تجاوز عقبة عدم المشاركة الفاعلة وجعلت الدول ذات الانتماء الإسلامي تلتقي جميعها بدون إسرائيل. 

وثيقة الشراكة

أطلق اجتماع سي ايلاند في 10-11 يونيو 2004 وثيقتين أساسيتين الأولى في 10 يونيو وهي (وثيقة شراكة من اجل التقدم ومستقبل مشترك مع منطقة الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا)التي تؤكد دعم الدول الثمان لإصلاح ديموقراطي واجتماعي واقتصادي ينبثق من بلدان الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا.

وقالت المبادرة"دعمنا للإصلاح سيشمل حكومات وقادة أعمال ومجتمعات مدنية من المنطقة كشركاء كاملين في جهدنا المشترك".وجاء في المبادرة بشأن آليات تنفيذها "سيحتل موقعاً محورياً في هذه الشراكة الجديدة (منبر من أجل المستقبل) الذي سيرسخ جهودنا في حوار مفتوح ودائم. وسيوفر المنبر إطارا على المستوى الوزاري، يجمع بين وزراء الخارجية والاقتصاد وغيرهم من الوزراء في مجموعة الثماني والمنطقة في نقاش متواصل للإصلاح، مع مشاركة قادة الأعمال والمجتمع المدني في حوارات موازية". وقالت المبادرة"سيلعب المنبر دور وسيلة للإنصات إلى حاجات المنطقة، وضمان أن تستجيب الجهود التي نبذلها بشكل جماعي لهذه الهموم".

خطة لدعم الإصلاح

من اجل تعزيز هذه الخطوة يقول كتاب منتدى المستقبل الذي أعده عز الدين الاصبحي خرج اجتماع سي ايلاند في 11 يونيو 2004 بالوثيقة الثانية وهي خطة مجموعة الثمانية لدعم الإصلاح(منشورة أيضا في الكتاب)،وتعرض الخطة الأنشطة المقررة من اجل تعزيز الشراكة في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية مثل منتدى المستقبل كمنبر للحوار المستمر والتخطيط لتعزيز التحولات الديمقراطية وتشجيع الاستثمار والصناديق الداعمة للمشروعات الخاصة وبرامج التدريب والتأهيل المهني والتعليم وتشجيع القطاع الخاص عبر تسريع التنمية وتوسيع الفرص الاقتصادية.

اجتماع نيويورك التحضيري

يعرض الكتاب خطوات (منتدى المستقبل) منذ عام 2004م وحتى الآن،مبتدءا باجتماع في 24/سبتمبر 2004م بنيويورك على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي ضم وزراء خارجية الدول الثمان الكبرى ومعظم وزراء المنطقة وبعض ممثلي المجتمع المدني.

 وفي هذا الاجتماع يقول كتاب منتدى المستقبل حسمت أولى خطوات مبادرة الشراكة في الشرق الأوسط المتمثلة في التحضير لمنتدى المستقبل الأول حيث تقرر عقد منتدى المستقبل كإطار لمبادرة الشراكة في دعم الإصلاح بالشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا، كما تقرر أن يكون المنتدى الأول في ديسمبر من نفس العام  2004م بالمغرب .

ويشير الكتاب إلى أن الآلية التي سار عليها التحضير لهذا المنتدى عبر الرئاسة المشتركة (كنوع من تحقيق الشراكة) تمثلت في أن ينظم لكل منتدى دولتان الأولى تمثل الدول الصناعية الكبرى الثمانية والأخرى دولة من دول المنطقة و أنيطت الرئاسة المشتركة الأولى للمنتدى الأول بكل من المغرب, والولايات المتحدة الأمريكية،وتم التأكيد على ضرورة مشاركة المجتمع المدني بشكل متواز وأن يعقد مؤتمر يمثل المجتمع المدني في المنطقة .

منتدى المستقبل الأول

 عقد منتدى مواز لمنظمات المجتمع المدني في 8-9 ديسمبر 2004 بالرباط وبمشاركة ما يقارب 50 مشاركاً ومشاركة من 13 بلد اعربيا وبتنظيم من مركز القاهرة لحقوق الإنسان والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان (باريس ), المنظمة المغربية لحقوق الإنسان والشبكة الأورومتوسطة لحقوق الإنسان .

وبالعودة إلى بيان المنتدى الذي صدر عن المشاركين نجد إنه -كما يقول الكتاب- بيان شامل ورؤيا هامة للمجتمع المدني, ولكن لأنها الخطوة الأولى فقد سادها صدام واسع داخل المجتمع المدني نفسه الذي بادر العديد منهم إلى رفض المبادرة والمشاركة وإلى النظر إلى موضوع المنتدى برمته بأنه تدخل أمريكي جديد وبالمقابل كان قبول الحكومات بمشاركة المجتمع المدني في المنتدى الرسمي الذي سيحضره وزراء الخارجية ووزراء المال في المنطقة والدول الثمان (G8) كان قبول حكومات المنطقة بهذه المشاركة أمرا صعبا ,وحدث رفض حكومي واضح , ولذلك كان الوفد المشارك في الاجتماع الرسمي والممثل للمجتمع المدني محدود للغاية وغير مؤثر.

 ويذكر الكتاب عقد منتدى المستقبل الأول الحكومي في 10-11 ديسمبر 2004 بالرباط الذي أكد بيانه على محاور عديدة من أجل الإصلاح في الشرق الأوسط وضرورة دعم المبادرات القطاعية التي ستتبناها دول محددة وخاصة مبادرة تعزيز الحوار الديمقراطية DAD والتي سترعاها كل من اليمن وايطاليا وتركيا وأعلن في ختام اللقاء استمرار انعقاد منتدى المستقبل كلقاء سنوي ليشكل إطار لمبادرة الشراكة وأن الرئاسة القادمة للمنتدى الثاني ستكون مناطة لـ البحرين وبريطانيا (المنامة 2005) والرئاسة الثالثة ستكون (للأردن 2006 مع روسيا ).

منتدى المستقبل الثاني

في حديثه عن منتدى المجتمع المدني يقول الكتاب إن الصورة في البحرين صارت أكثر وضوحاً وبدأت العملية تسير بشكل واضح أمام المجتمع المدني ومشاركته في منتدى المستقبل،معيدا ذلك إلى أن التحضير للمنتدى الموازي الخاص بالمجتمع المدني 7/8 نوفمبر 2005م أنيطت مهامه بلجنة من ممثلي المنظمات غير الحكومية في البحرين و بدأت تعمل بشكل مبكر بهدف حشد المجتمع المدني حول الفكرة وأهمية المشاركة الفاعلة في المنتدى الرسمي فظهر واضحاً اهتمام المجتمع المدني بالمشاركة أكبر .

وفي حديثه عن المنتدى الرسمي الثاني يقول الكتاب إنه عقد في البحرين في 11-12 نوفمبر 2005م بحضور رسمي واسع من وزراء خارجية الدول الثمان ووزراء خارجية دول المنطقة وأعطى زخماً واسعاً خاصة بمشاركة المجتمع المدني الواسعة عكس المنتدى الأول في الرباط.

ويقول إن المنتدى الثاني في البحرين  تميز بتحديد محاوره الرئيسية في اجتماع الرباط وشملت حكم القانون، والشفافية ومكافحة الفساد، والمرأة والبطالة،  والديمقراطية وحقوق الإنسان، إضافة محورين آخرين هما محور تعزيز الحوار الديمقراطي DAD والذي ترعاه اليمن / تركيا / ايطاليا  ويعتمد هذا المحور على شراكة المجتمع المدني ويمثل المجتمع المدني فيه ثلاثة منظمات عن الدول الثلاث هي مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (HRITC) – اليمن،والمؤسسة التركية للحقوق  الاقتصادية والاجتماعية TESEV – تركيا،منظمة لا سلام بدون عدالة – ايطاليا .

منتدى المستقبل الثالث

سار منتدى المستقبل الثالث في الأردن عام 2006 على نسق المنتدى الثاني في البحرين, من حيث التحضير لمحاور المنتدى عبر مؤتمرات إقليمية تمهيدية وعقد منتدى مواز خاص بالمجتمع المدني , وسارت نفس الآلية السابقة من حيث اختيار المشاركين الممثلين للمجتمع المدني عبر المؤتمرات الإقليمية وممثلين عن المنتدى الموازي .

يشير الكتاب إلى أن المنتدى الموازي الخاص بمنظمات المجتمع المدني عقد في عمان يومي 27-28 نوفمبر 2006م بمشاركة واسعة , وكانت الخطوة المضافة إلى المشاركة هذا العام هي شراكة ممثلين عن الأحزاب السياسية كجزء من منظمات المجتمع المدني .

وركزت محاور المنتدى على : الواقع الإقليمي و حالة الديمقراطية في المنطقة-البيئة القانونية و المجتمع المدني -المشاركة السياسية و الانتخابات -سيادة القانون – الإعلام المستقل -الشفافية و محاربة الفساد -التمكين السياسي و الاقتصادي للمرأة -التمكين السياسي و الاقتصادي للشباب .

   وصاحب المنتدى ردود أفعال واسعة من مختلف المنظمات والنقابات والأحزاب السياسية , وبجانب الاختلاف السياسي الحاد الذي أثر على وحدة المنتدى نجد أن القضايا السياسية الساخنة من وضع الحرب في لبنان والاعتداء الإسرائيلي المتكرر والتدخل الأمريكي في العراق أمور عكست نفسها بقوة على أجندة وخطاب منتدى المجتمع المدني .

   رأت بعض النقابات والمنظمات والأحزاب السياسية -حسب الكتاب- أن عقد منتدى للمجتمع المدني يبحث في قضايا الإصلاح السياسي والديمقراطي , وجسور الشراكة مع الحكومات ورجال الأعمال خطوة ليست صحيحة وأن المقاطعة للمشاركة ومعارضة المنتدى هو الموقف السليم للمجتمع المدني , فنظم منتدى مواز آخر عقب المنتدى الموازي الأول بيوم واحد.

وعقد منتدى المستقبل الرسمي الثالث أعماله في البحر الميت يومي 1-2 ديسمبر 2006م بمشاركة واسعة ورئاسة كل من الأردن وروسيا وحضور معظم وزراء الخارجية العرب ووزراء الدول الثمان .

وركزت محاور المنتدى على : سيادة القانون -الشفافية ومحاربة الفساد -الشباب و التمكين السياسي -التمكين السياسي و الاقتصادي للنساء -برنامج تعزيز الحوار الديمقراطي DAD .

منتدى المستقبل الرابع

يرى الكتاب إن المنتدى الموازي الرابع الخاص بالمجتمع المدني بصنعاء في ديسمبر 2007 شكل خطوة جديدة في مسار العمل, وفي طريق تطوير أداء المجتمع المدني وتفعيل دوره،مشيرا إلى أنه عقد بمشاركة واسعة وصلت إلى 300 مشارك ومشاركة يمثلون المنظمات غير الحكومية والنقابات والأحزاب والإعلام ورجال الأعمال , مع مراقبين من المنظمات الدولية والسفارات.

أبرز ملامح النجاح ومؤشرات التطور تتمثل حسب الكتاب في توسيع لجنة التحضير والإعداد على مستوى إقليمي عبر عقد لقاءات تشاورية لعدد معقول من منظمات المجتمع المدني الفاعلة في المنطقة ،واعتماد آلية جديدة للمشاركة في المنتدى الرسمي في حصر اختيار الممثلين عن المجتمع المدني عبر المنتدى الموازي مباشرة, حيث استحدثت آلية أن يقوم المنتدى باختيار ممثلين عنه عبر الانتخاب مباشرة من المنتدى الموازي، إضافة إلى قائمة المشاركين عن برنامج تعزيز الحوار الديمقراطي DAD.

وكانت في منتدى صنعاء ست محاور أساسية هي : حرية الرأي والتعبير -البيئة القانونية المنظمة لعمل المنظمات غير الحكومية – التعليم وسوق العمل -المرأة والتمكين السياسي -الشباب والمشاركة السياسية – القطاع الخاص ودوره في الإصلاح الديمقراطي .

ومن ميزات منتدى المستقبل الرابع في صنعاء وفق الكتاب اعتماد تقديم تقرير لتقييم واقع التحولات الديمقراطية في المنطقة, يكون بمثابة وثيقة قياس لمدى تقدم أو تراجع الحالة الديمقراطية , حيث أن المنتديات السابقة كانت تكتفي بتقديم مخرجات الندوات الإقليمية, أو بيان ختامي حول أولويات الإصلاح الديمقراطي.

وتناول التقرير الأول الذي قدم في منتدى صنعاء الموازي محورين، الأول : حرية الرأي والتعبير في الوطن العربي،والثاني : البيئة القانونية المنظمة لعمل المنظمات غير الحكومية .

ومن ميزات المنتدى المنعقد في صنعاء تطوير آلية المناقشة الداخلية في محاور المنتدى وإخراجها من دائرة الشكوى أو تحديد الأولويات إلى وضع خطط قابلة للتطبيق على مستوى الواقع ومطالبة الدول الراعية للعملية مع دول المنطقة لتمويلها , وحتى يقوم المجتمع المدني بدور محدد فاعل ومؤثر ويمكن قياسه في العام المقبل .

كما يعد من ميزات منتدى المستقبل في صنعاء توسيع دائرة المشاركة على مستوى مختلف منظمات المجتمع المدني , حيث تم إشراك النقابات والاتحادات والأحزاب السياسية , وممثلين عن البرلمان والمؤسسات الإعلامية وقطاع رجال الأعمال وقد شارك أكثر من 300 مشارك ومشاركة يمثلون مختلف هذه الجهات.

وعن المنتدى الرسمي يقول الكتاب إنه كان من المقرر أن ينعقد في صنعاء حسب ما هو مقرر في 4/5 ديسمبر 2007م، ولكن حدث أن أعلنت اللجنة التحضيرية الرسمية اعتذاراً عن عدم انعقاد المنتدى ضمن تطورات الأحداث الراهنة وتم إلغاء الاجتماع الرسمي الرابع لمنتدى المستقبل .

الكتاب الذي يقع في 242 صفحة من القطع المتوسط يحوي إلى جانب وثائق المبادرة الوثائق الختامية للمنتدى في المغرب والبحرين والأردن واليمن.

المنتدى الخامس

حسمت الرئاسة الجديدة للمنتدى الخاص لمنتدى المستقبل لكل من الإمارات العربية المتحدة واليابان وقد صدر الكتاب قبل انعقاد المنتدى

زر الذهاب إلى الأعلى