أرشيف

الأسبوع السادس من حرب صعدة الخامسة

تقع «محضة» على بعد أربعة كيلو جنوب شرق عاصمة محافظة صعدة، وبرغم أن الجيش ما زال يسيطر على مدينة صعدة، فإن القوات الحوثية تسيطر على «محضة» ويخوض فيها قتالاً عنيفاً بدأ من ظهر يوم الخميس الماضي بعد هدوء نسبي في عموم جبهات القتال التي تزيد عن 14 جبهة.

تمكنت السلطات من فرض حصار على الصحفيين والإعلاميين، ومنعتهم من الوصول إلى جبهات القتال ومعرفة الأخبار، ومرت عشرة أيام منذ تصريح وزير الدفاع والداخلية أن حسم المعارك والقضاء على الحوثيين أصبح وشيكاً، فيما ما تزال المعارك مستمرة، والقوات العسكرية التابعة للواء 9 مشاة ظلت محاصرة ثلاثة أيام في منطقة شبارق بحرف سفيان حتى تمكنت قوات أخرى وتعزيزات عسكرية من فك حصارها مساء الجمعة.

ودائما ما يتم تكذيب التصريحات الحكومية عبر وسائلها الإعلامية من قبل المصادر المحلية المناصرة للسلطة والمحايدة وتؤكد على أن طريق الحرب ما زالت طويلة.

على الصعيد الميداني قالت مصادر «يمنات» أن كلاً من ساقين وحيدان تشهدان هدوءاً نسبياً في النهار، بينما في الليل تواجه القوات الحكومية عدداً من الهجمات المتقطعة خلال الليل، وفي مناطق ضحيان ومطرة والنقعة يستمر القصف الحكومي على أهم ثلاث جبهات متباعدة. تقع ضحيان على الخط العام الذي يربط مدينة صعدة بمنفذ علب الحدودي، وهي رأس هرم الفكر الزيدي ويتمثل سكانها بغالبية هاشمية وتعتبر مرجعية فكرية للزيود، أما مطرة فتقع في الشمال الشرقي وتبعد عن ضحيان ما يقارب 90 كيلو متر في طريق وعرة معظمها جبال وكهوف، وهي تحت سيطرة القوات الحوثية منذ بداية اندلاع الحرب، ومركز قيادة عبد الملك الحوثي، والنقعة تقع ما بعد مطرة وتلامس الحدود السعودية وكانت طريقاً هاماً لتهريب السلاح والمخدرات إلى السعودية. تشهد هذه المناطق الثلاث حرب شرسة، وما زال الحوثيون يسيطرون عليها، وقد انتشرت قوات سلاح الحدود السعودي على شريط الحدود بشكل مكثف تحسباً لأي عدوان يطالها أو تسلل الهاربين أو مهربي السلاح في ظل انشغال اليمنيين في حربهم الداخلية.

أما في منطقة مران، فإن القوات الحكومية محاصرة برياً عدا بعض المواقع التي تستطيع طائرات الإمداد الوصول إليها، بينما يعيش المواطنون وضعاً مأساوياً بعد أن أصبح الحصول على المواد الغذائية صعباً.

ووتفيد مصادر «يمنات» أن قوات الحوثيون تعاود مهاجمتها للقوات الحكومية من جديد في منطقة «عسابة» و«مدران» اللتين كانتا قد قصفتا من قبل الجيش الأسبوع المنصرم بعنف خلف دماراً واسعاً، وأسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى، وأدى إلى انسحاب الحوثيون منها لإجلاء جثث القتلى خوفاً من انتشار الأمراض، وبعد إجلاء الجثث عاودوا هجماتهم والتمركز في مشارف المنطقتين.

وأكدت المصادر أن قتالاً يدور في الضواحي الشرقية القريبة من صعدة، وقد نشب قتال عنيف بين بعض الأهالي ورجال الحوثي في إحدى المزارع القريبة من صعدة بسبب منع الأهالي لهم من التمركز في مزارعهم مما يسبب قصف الحكومة لمزارعهم.

ولم يسلم الرائد «عسكر زعيل» مدير مكتب قائد المنطقة الشمالية الغربية وإمام مسجد سلمان الذي استهدف بعبوة ناسفة قبل اندلاع الحرب الخامسة بيومين، وكانت تصريحاته أحد الأسباب في اندلاع الحرب الخامسة لتحميله الفكر الوهابي مسؤولية ما يحدث في صعدة؛ لم يسلم من السخط الشعبي؛ إذ تعرض منزله الكائن في مدينة صعدة لهجوم من قبل مسلحين يتبعون الشيخ «العوجري» الموالي للحكومة بحجة تأخير مستحقاتهم والكذب عليهم، وأسفر الهجوم عن إصابة شخصين من رجال الحراسة المكثفة على منزله وإحراق سيارة المهاجمين بحسب ما أفادت به مصادر محلية في مدينة صعدة.

من جانب آخر تضاعف عدد النازحين إلى مخيمات الإيواء حيث ارتفع عدد المخيمات إلى الضعف، ويشكل النساء والأطفال والشيوخ المقعدين غالبية النازحين، في حين يلجأ الرجال، وكثير ممن تزيد أعمارهم عن 12 عاماً إلى الانتقال إلى جبهات القتال.

ويعاني النازحون من نقص حاد في المواد الغذائية والبطانيات واللوازم الأخرى بسبب صعوبة وصول سيارات الإمداد التابعة للمنظمات الدولية أو تعرضها للنهب في الطريق.

 

زر الذهاب إلى الأعلى