أرشيف

منظمات حقوقية وصحفية تدين قمع التجمعات السلمية والاعتداء على الصحفيين

دان المرصد اليمني لحقوق الإنسان ما تعرضت له التجمعات السلمية لبعض أحزاب المعارضة أمس الخميس من قمع ومطاردة واعتقالات واعتداءات بالضرب على المشاركين في التجمعات وإطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، في نفس الوقت الذي سمح فيه للحزب الحاكم بإقامة تجمعاته بل وتمت حمايتها بقوات أمنية في أكثر من سبع ساحات في أمانة العاصمة.

وأصيب عشرات المواطنون خلال تلك الاعتداءات منهم ثلاثة بالرصاص الحي، واعتقل عشرات آخرون عندما قمعت قوات الأمن المسيرات والتجمعات السلمية لبعض أحزاب المعارضة في أمانة العاصمة. وتعرضت الناشطة الحقوقية والإعلامية توكل كرمان، ووكيل نقابة الصحفيين سعيد ثابت سعيد، والناشط السياسي نائف حيدان، وصالح الصريمي ومحمد الغدواني وهيثم المقطري ومنصور عبد الله السروري وحافظ عبد الله غالب وفهد محمد سعيد وجلال عبده دحان البالغ من العمر 13 عاما وعبد الناصر على ناصر الحاشدي ومراد الحباري.

وقال المرصد إنه حصل على أسماء إثنا عشر معتقلا خلال الساعات الاولى من بدء الفعاليات السلمية، وهم: أكرم محمد أحمد، حمادي نبيل، محمد حسين الرخمي، علي مهدي بسباس، سامي أحمد ناصر السنحاني، يحيى علي زيد الحبيشي، محمد ناصر جحاف، جميل علي غدر، مهدي سعيد الخضمي، أمين عبد الله الهجري.

وهاجم أفراد الأمن السياسي وجنود الأمن المركزي الصحفي عبد الستار بجاش مدير تحرير نيوز يمن أثناء التقاطه صورا للتجمعات المعارضة التي منعت من التظاهر، في حين أوقفت مجموعة أخرى من الأمن طاقم صحيفة يمن أوبزرفر، أثناء التقاطهم صورا لتجمعات المعارضة في شارع العدل، وتم الاعتداء على وكيل نقابة الصحافيين سعيد ثابت سعيد، ومراسل الجزيرة نت عبده عايش، ومندوب الصحوة نت، ونال مراسل صحيفة الأيام عبد الفتاح حيدرة أعنف وأقسى الاعتداءات الأمنية.

واتهم المرصد اليمني لحقوق الإنسان السلطات الأمنية بممارسة انتهاكات عنيفة وخطيرة لحقوق الإنسان في التعبير عن الرأي والتجمع السلمي المكفولة في العهود والمواثيق الدولية والدستور والقانون اليمني، والتي تنص جميعها على حقه في ممارستها دون مضايقة، وبمختلف السبل ودونما اعتبار للحدود، وفي أي قوالب وبأية وسائل يختارها؛ فإنه يدين وبشدة أعمال القمع والممارسات العنيفة للسلطات الأمنية تجاه الناشطين السياسيين من أحزاب المعارضة والمواطنين والصحفيين، مشيرا إلى أن ذلك يدل على ضيق هذه السلطات بحرية الرأي والتعبير، ويعبر عن مزاجها المائل إلى التعامل بالعنف والقمع تجاه النشاطات السلمية، مستغربا أن تتم هذه الممارسات في هذه المرحلة التي تستعد فيها الدولة لتنفيذ الانتخابات البرلمانية التي تقتضي معايير نزاهتها وحريتها كفالة حق الرأي والتعبير لكافة الأطراف دون أي إكراه أو قسر.

واستنكر المرصد اليمني تكرار منع التجمعات السلمية في أكثر من محافظة، والاعتداء عليها من قبل السلطات واعتقال منظميها، ومصادرة معدات الصحفيين ومراسلي وسائل الإعلام والاعتداء عليهم ومنعهم من نقل وقائع الأمور، وكل ذلك من أجل عدم تسجيل ونقل وبث تفاصيل الانتهاكات التي تتعرض لها التجمعات السلمية، وهي الانتهاكات التي تنتقص أيضا من معايير نزاهة وحرية الانتخابات.

كما أدان المرصد اليمني تعامل أجهزة الأمن مع التجمعات السلمية لطرفي العملية السياسية بمكيالين مختلفين، بالإضافة إلى تجييش طلاب المدارس والموظفين الحكوميين والعسكريين في مهرجانات الحزب الحاكم، وحرمانهم من تلقي دروسهم أو ممارسة مهامهم الوظيفية، وإجبارهم على المشاركة في تلك المهرجانات بطريقة فجة.

وطالب المرصد اليمني لحقوق الإنسان السلطات المعنية سرعة ترتيب الأوضاع، وذلك بإطلاق سراح كافة المعتقلين دون قيد أو شرط، ومعالجة المصابين ومن تم الاعتداء عليهم وتعويضهم عن الأضرار النفسية والجسدية التي تعرضوا لها، وإزالة كافة العقبات أمام التجمعات السلمية، والسماح لكافة الأحزاب والقوى السياسية بتنظيم فعالياتها وتجمعاتها دون قيود، وفي الأماكن التي يختارونها، وحمايتها من التدخلات الأمنية، وذلك بميزان المساواة بين جميع الأطراف وعدم التمييز بينها.

كما طالب المرصد بإيقاف كافة المسؤولين الأمنيين المشاركين في انتهاك حق التجمع السلمي وحق التعبير عن الرأي وحق السلامة الجسدية (آمرين أو منفذين) عن أداء مهامهم وتقديمهم للتحقيق والمحاكمة إزاء الممارسات الخطيرة التي قاموا بها، محذرا من استمرار حملة الاعتقالات أو إيذاء الناشطين وملاحقتهم على خلفية مشاركتهم في التجمعات السلمية، وذلك بعد أن شوهد الكثير من ضباط الأمن والجيش، وعناصر الأمن بالملابس المدنية وهم يقومون بتصوير المشاركين في الفعاليات، وتهديدهم بإحالتهم إلى المعتقلات بسبب ذلك.

واستنكرت منظمات حقوقية ومؤسسات إعلامية الاعتداء الذي تعرض له وكيل أول نقابة الصحفيين، وعدد من الصحفيين على خلفية مسيرات المعارضة بالعاصمة صنعاء اليوم الخميس.

ودان عبد الملك الحوثي، الاعتداءات السافرة التي تعرض المواطنون المعتصمون سلميا في أمانة العاصمة صنعاء. معتبرا ذلك تصرفاً غير مسئول ويكشف عن الصورة المؤسفة والتي تتعامل بها السلطة دائماً مع الشعب اليمني.

ودعت صحيفة الأهالي نقابة الصحفيين القيام بواجبها تجاه الوحشية التي قوبلت بها أجساد وعدسات الصحفيين أثناء تغطيتهم لأحداث ميدانية، داعية الحكومة ووزارة الإعلام للقيام بواجبها الدستوري والقانوني، إزاء حرية الرأي وضمان وحماية الصحفيين والمساءلة الجنائية عمن قاموا بهذه الاعتداءات، التي طالت وكيل أول نقابة الصحفيين،ومراسل الأيام، ومدير تحرير نيوز يمن، ومراسل الجزيرة نت، ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود، ومراسل الصحوة نت الناتجة عن تعبئة خاطئة ضد الصحفيين وحرية الرأي.

كما دان منتدى الإعلاميات اليمنيات (موف) الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون، وعلى رأسهم سعيد ثابت – وكيل أول نقابة الصحفيين، والصحفية توكل كرمان – رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود و مدير تحرير نيوز يمن، ومراسل الأيام، وعدد من مراسل الفضائيات العربية والأجنبية أثناء تغطيتهم مهرجان جماهيري للمشترك في العاصمة صنعاء البوم. معبرا عن قلقه الشديد من المستقبل الذي يبشر بوضع غير أمن للصحفيين.

وقال البلاغ إن الوضع السياسي في اليمن انتهج الديمقراطية في تخاطبه مع الأخر غير أن ما مورس من اعتداءات وضرب وعنف ضد الصحفيين لا يمت للديمقراطية بصله ويكشف عن عدم جدية السلطة في ما تعلنه عن احترامها لحرية التعبير وتبنيها للمشروع الديمقراطي، داعيا المنظمات المانحة والمجتمع المدني والجهات المهتمة بحرية التعبير للوقوف بجدية إزاء الوضع الراهن والتشاور للضغط على الحكومة بما يضمن إلزامها لاحترام الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها وللخروج بموقف مشترك تجاه الاعتداءات التي طالت الصحفيين وتوفير بيئة مهنية أمنة تكفل حقهم في العمل الصحفي .

واعتبرت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات «هود»، ومنظمة صحافيات بلاقيود، اعتبرت تلك الإعتداءات إجهازا على ما تبقى من الديمقراطية، وطالبتا بالتحقيق مع وزير الداخلية مطهر المصري لما قامت به قوات الأمن، والتحقيق مع الجناة وإحالتهم للقضاء لينالوا عقابهم الرادع.

زر الذهاب إلى الأعلى