أرشيف

صراخ امرأة قبل الدفن يكشف قتل “مريم”

إنها حادثة موت استثنائية وجريمة امتدت من خلالها يد الجريمة لتختطف روح امرأة لا ذنب لها سوى براءتها، إنها مريم الذي عرفها وعهدها كافة أبناء قريتها قرية "عليان" عزلة المالح مديرية حبيش بالوداعة والطيبة والمحبة لكل أبناء القرية.

مريم التي رضيت بقدرها أن تواصل مشوار حياتها مع زوجها السيد محمد المساوى كزوجة ثانية لم ترزق منه بولد أو بنت يؤنس حياتها ويزيل وحشتها، واكتفت بوشائج المحبة التي نسجتها مع أبناء القرية لتصبح عنوان طيبة ومحبة، وهي أم وأخت للجميع وتحظى بدرجة عالية من التقدير والاحترام والمحبة لدى نساء ورجال وأبناء قرية عليان..

مريم ذات الـ: 40 ربيعاً التي عرفت بحيويتها وخفة دمها وبملكة النكتة والمرح وحرصها على إدخال المسرة إلى كل نفس .. شكل خبر موتها المفاجئ صدمة قوية، أفزع الجميع وأثار الكثير من التساؤلات، خاصة وأن مريم لم تكن مصابة بأي مرض ولا تعاني من أي آلام .. الأمر الذي دعا أهل القرية أن يحملوا تلك التساؤلات إلى شيخ القرية لعله يجد إجابة منطقية للغز الموت المتهم الذي داهم طيبة مريم..

وسط وحشة الحزن المخيم على الجميع جراء الفقدان المفاجئ لمريم .. شقت صرخة امرأة الصمت المحاصر للجميع لتفتح بكلماتها البسيطة الممتزجة بالدمعة التي نطقتها بالقول "مريم لم تمت بل قتلت"، لتكن تلك الكلمات بداية مفتاح لغز مقتل مريم والتي سمعها أبناء القرية بمن فيهم الشيخ والذين كانوا يشرعون في مراسيم دفن جثمان مريم.. فلم يكن أمامهم من بد سوى أن يتجاوبوا مع تلك الصرخات ويوقفوا مراسيم الدفن.. جاءوا على الفور للتحقيق في القضية، وفي التحقيقات والتحريات التي أجريت ورد اسم شخص يدعى "ج.ع" من قرية (الدميمة) المجاورة لقرية (عليان)، الذي كان يعمل في مد الأسلاك الكهربائية بين منازل القرية، وقد أرسلته مريم إلى مدينة إب لشراء الأدوات الكهربائية اللازمة لمنزلها، قام المحققون باستدعاء المتهم وبدؤوا باستجوابه، وقد اعترف في نهاية المطاف بإقدامه على قتل مريم..

وجاء في محضر التحقيق اعتراف المدعو  أنه كان يراقب السيدة مريم عندما فتحت صندوقها وشاهد محتوياته من الذهب والمال لتسليمه قيمة الأدوات الكهربائية لكنه بعد استلامه المال تظاهر بالخروج واختبأ بين البراميل الموجودة في المنزل ليفاجئ مريم بعد منتصف تلك الليلة المشئومة بالسطو على صندوقها لسرقة محتوياته من الذهب والأموال، وحين سمعت مريم بما يجري حاولت منع السارق من فتح الصندوق والاستيلاء على أموالها لكنه كان أقوى منها ولم تستطع مقاومته ليقوم بالضغط على عنقها حتى فارقت الحياة ومن ثم قام بحمل الذهب والأموال ودفنها في إحدى الشعاب المجاورة وهو ما اعترف به أثناء التحقيق معه.

رحلت مريم ولم تزل الحسرة ماكثة في قرية عليان.. فيما القاتل يقبع حالياً في السجن المركزي يعض أصابع الندم على فعلته الشنعاء..

زر الذهاب إلى الأعلى