أرشيف

شقيقة الحمدي تنوح في ذكرى الجريمة وتتذكر حياته الخاصة

بعد ثلث قرن من اغتياله كشفت شقيقة الرئيس ابراهيم الحمدي الكثير من حياته وسلوكياته الخاصة وبما يؤكد نموذجيته وأخلاقه الحميدة على المستوى الشخصي والأسري.

وأكدت صفية محمد الحمدي في حوار أجرته معها الزميلة المتميزة سامية الأغبري نشر في المصدر أون لاين والوحدوي نت أن حجم الثروة التي تركها أخوها، حب الناس والسمعة الطيبة وأن أقرباءه لم يسمعوا  أحدا يذكره بسوء .. ومما تتذكره أنه جاء إلى مسقط رأسه ذات زيارة فاضطرت أسرته لاقتراض تكاليف غداء وقات له ومرافقيه.

وأكدت شقيقة الرئيس الحمدي أنه كان بامكانه أخذ ما يريد إلاّ أنه كان زاهداً حتى سيارته الفولكس واجن بسيطة جداً وذكرت أنها كانت لا تتحلى بالأساور الذهب أمامه بعد أن فاجأها يوماً بقوله لها حرام تلبسين (البلايزق) والمسكين الذي يشوفك وما معه؟! أيش يقول ؟! فردت عليه أن لا أحداً معوزاً اليوم .. لكنها كما قالت عرفت قصده الآن.

وفي سؤال عن الهدايا التي كان يتلقاها بإسمه أجابت أنها كانت في بيته وزوجته مسافرة في أحد الأيام وأنه طلب من أحدهم عدم ترك إحدى الغرف مفتوحة وأغلقها وأعطاها المفتاح فاستغربت من هذا الاهتمام وقامت بفتح الغرفة ووجدت حقيبة كبيرة مملوءة بالمال فأغلقتها وعادت أدراجها وبعد ساعتين جاء ابراهيم وأخذ منها المفتاح وفي المساء استدعاها إلى ذات الغرفة فلم تجد الشنطة وحين سألته أطلعها على سند تحويل تلك الأموال إلى خزينة الدولة .. وحين استنكرته قائلة أن الأموال خاصة به وقد يحتاج إليها ردّ عليها بغضب (( لما لمْ تُهدَ هذه الأموال لشخص آخر))!! ولو لم أكن رئيساً هل ستهدى اليَّ هذه الأموال نيابة عن الشعب؟ هل تريدين أن أسرق مال الشعب؟! وقالت أنه ملأ المتحف بالهدايا من ساعات وسيوف وغيرها لكنها اليوم لا أثر لها وقد اختفت قطعة تلو الأخرى.

وأكدت أن الهدف من ذلك هو اخفاء التاريخ وليس السرقة من المتحف وهو ما أوضحته حول محاولات الاعلام اليائسة لطمس آثاره العصية على ذلك كونها راسخة في وجدان الشعب.

وقد أمتلأت البنوك اليمنية بالعملات الصعبة في عهده فقط ونال الريال اليمني اعتباره بين العملات.

وعن حياته قالت : فراشه كان عطباً ووسادته من التبن ولم يملك فيلا أو أرصدة في سويسرا أو غيرها وأن شقيقتها الصغرى كانت تتواصل إلى المدرسة بوسائل المواصلات العامة كبقية الشعب وكذلك شقيقها الأصغر حين طلب سيارة تذهب به للمدرسة بادره بلطف قائلاً : أنت ستكبر وستكمل دراستك ووتوظف ومن راتبك ستشتري ما تريد ثم اشترى له موتور من راتبه رحمه الله.

وعن مواقف أخرى مشابهة قالت : إنه أتى اليهم طالباً منهم التنازل عن منزل والدهم لتحويله إلى مستشفى وقال (الناس بيموتوا في الطريق) فقالت له ابن لهم مستشفى في مكان آخر، فأقنعها أن هذا أجر وأنه سيبني لنا غيره.. ومما تتذكره أنه عندما بدأوا في بناء الدور الثاني من منزلهم أقسم يميناً ألاّ يسكنه أو حتى يدخله إذا بُنيَّ بحجر حبش وقال الطابق حقي أبنيه كما أشاء وقد بنيتم الطابق الأول كما تشاؤون، وفعلاً بناه بأحجار عادية بسيطة ونوافذ قديمة رحمه الله.. واستدركت صفية الحمدي أنها بعد اكمال البناء اشترت مفرشتين من سعر 150 ريال وجاء ابراهيم فوقعت عيناه عليهما فتعجب مستفسراً (لمن هذا)؟.

فقالت له أن جارهم رهنها بحاجة (500) فقال لها : مش حرام عليك يكمل بناء بيته ومافيش معه فرش؟! الآن ترجعيها له ، ووعدته بذلك وإلاّ سيأخذهما، وسيفاجئ الجار..

وبعد ذهاب ابراهيم فرشتهما لكنها كانت أول وآخر فرشة لأنها كانت زيارته الأخيرة وبعد استشهاده أهدتهما لصديقة محتاجة.

وعن سؤالها حول جريمة الاغتيال قالت: أن الغشمي أتصل بعد الواحدة بالحاح شديد على الشهيد يعزمه على الغداء وبعدها عاد مرافقوه يريدون قات الفندم الحمدي دون أن يعلموا أنه قد استشهد في منزل المضيف.

وأكثر ما أحزننا وأحزن الشعب اليمني هو الغطاء الفاشل واللاأخلاقي للجريمة حين ألقى المجرمون بجانب جثتي الشهيد وأخيه جثتين لفرنسيتين، وهو مالم يصدقه حتى أعداءه وقد بكينا وتألمنا كيف قتلوهما وأرادوا تشويههما وظلمهما، وهو ما أدركه عامة اليمنيين الذين خرجوا يبكون ويهتفون أثناء التشييع أنت القاتل يا غشمي وبدأوا يرمونه بالأحذية.

فقالت شقيقته أنها في ذلك اليوم المشؤوم كانت خرجت من ثلا إلى منزل أخيها في صنعاء وأنه قابلها في باب المطبخ وقال لها انتظرينا بارجع وكان قد طلب غذاء من بطاط وسحاوق وعندما خرج لم يعد فعادت هي إلى ثلا وعرفت بالخبر من الراديو ليلاً كبقية الناس.

أما عن أخيها عبد الله فقد قالت أنه قتل في منزل الغشمي لأنه كان يقول لو حدث لابراهيم مكروه فسوف يحرق صنعاء، فلذلك بدأوا به.

زر الذهاب إلى الأعلى