أرشيف

لأنها أحبت شاب يمني .. فتاة تبيع الدجاج في الأسواق اليمنية

في متجره الصغير الذي يبيع فيه المواد الغذائية والمشروبات الغازية كان محمد، القادم من جبال اليمن التعزية، يحلم بأن يكون أسرة ويبني مستقبل الأبناء، فقد فضل البقاء في مهجره في الجارة الكبرى حتى يجمع من المال ما يمكنه من العيش بسعادة في وطنه، قدم محمد إلى المهجر يحمل قلبا خاليا من الحب والهوى وجيوبا فارغة من المال ما جعله يشق مشواره بنجاح في تلك الفترة التي عمت المملكة طفرة مالية كبيرة، لكن وسامة محمد وطلاقة لسانه جعل قلب تلك الفتاة المراهقة التي تتردد على المحل باستمرار أسيرة للهوى والغرام، وكان لاستمرارها في التردد عليه عامل أخر جعل قلب الفتى يهتف بحبها ليتدفق الحب سيولا من قلبين ملتاعين، فبدت أعين الناس ترصدها، وهل يخفى قدوم السيل على أحد، ولما كثر القيل والقال قرر محمد أن يدخل البيت من بابه فالفتاة قد وافقت ومثلها كان قرار الأم، ولأن قصص الحب لا تنتهي بالسهولة المتوقعة، صدم الأب الجميع برفضه غير القابل للنقاش بقوله: لا يمكن أن أزوج ابنتي ليماني مهما كانت ثروته فكيف بمحمد الذي لا يملك من المال والثروة غير بقالة لا يزيد عمرها عن عامين، ترجته الأم الموافقة على الزواج، حاولت معه بكل الوسائل لكن دون جدوى بل كان يزداد كل يوم تمسكا بموقفه، وبالمقابل كان العشق قد بلغ بالحبيبين مبلغا أعمى عليهما تفكيرهما، شعر محمد أن نور الصباح قد أظلم في وجهه فبات الليل يدبر الأمر فحدد هدفه ورسم خطته، وفي الصباح أبلغ حبيبته بالأمر، فاقتنعت وكيف لا وحظها من الهوى أبلغ منه فهي التي هتف قلبها قبل قلبه، وبمباركة من الأم جاء الحبيب ذات مساء شديد البرودة حالك الظلام يقود سيارة شديدة السرعة تعشق الرمال وتتحدى الجبال وطار بمحبوبته إلى حيث لا يستطيع أحد اللحاق بهما في رحلة طويلة أعترضتهما فيها مخاطر جمة تغلبا عليها بقلبين يخفقان لليلة اللقاء، وصل العاشقان إلى عشهما في قرية لا تصل إليها السيارة إلا بعد أن تلتوي على الجبل مرات عديدة، وبعد أن رويا عطش حبهما.

بدت الفتاة تتأمل فيما حولها لكنها لم تجد التي وعدها بها الحبيب، لم تجد الوديان التي تزقزق فيها العصافير، لم تجد سوى مكان مقفر موحش لا يعرف أهله ضوء الكهرباء ومياه المشاريع، كانت خيبة أملها كبيرة بدأت تتأزم لكن حبيبها حاول أن يؤانسها ويسلي عليها  دون فائدة فقد بدأت الفتاة تصحو من الحلم، وبالمقابل صار محمد في أسوء حالاته فهو لا يستطيع العودة إلى عمله ولا يستطيع أن يترك زوجته وحيدة دون مؤنس، كان يواصل الليل بالنهار مهموما لا يعرف ما يعمل؟! وكانت الحبيبة القادمة من أرض الخير تنظر إليه وتتأمل حاله، لتقتنع في الأخير بأن تتأقلم مع حياتها التي اختارتها بنفسها فعملت ما تعمله نساء القرية جلبت الماء والحطب وربت الماشية والأغنام والدجاج، وكانت تقوم ببيعها في سوق القرية لتعيش عليها هي وزوجها وأطفالها، وظلت على هذا الحال هي من تربي وتصرف وزوجها يعيش متفرجا لا يطيق العمل حتى كبر الأولاد وقرر الإغتراب لكنه تراجع عن قراره بعد توسل أم يخفق قلبها بالخوف، ونصيحة إب أسداها قبل أكثر من عقدين وودع تلك البقاع بلا عودة.

زر الذهاب إلى الأعلى