أرشيف

خيانة اغتالت براءة ندى وسجنت الصديق

كان الأب يبالغ في احترام صديقه فقد كان يستضيفه داخل منزله ويقربه منه ويعتبره أحد أفراد العائلة ، ومن كثرة تردد الصديق بدأ الشيطان يلمزه ويفقده الإحساس بماهية الخطأ من الصواب فقد بدأت نظراته تطال ما هو من دكة المقيل حيث الصديق المستضيف لديه ابنة شابة ما تزال تدرس في الصف الثاني الثانوي، شاهدها صديق الأب ذات مرة بالصدفة فأغرم بها واستبد به العشق والهيام إلى درجة أفقدته الإحساس بتلك الصداقة التي ربطته بصاحبه الذي عامله كأحد أفراد الأسرة وأصبح يئزه  الشيطان منذ أن أفتتن بالطالبة الجميلة وأضمر لها الشر والسوء داخل أغوار نفسه المريضة..

لم تعد تستهويه علاقة الصداقة التي ربطته سنوات طوال ، هو الآن يريد الفتاة جسداً يضمه إلى صدره لم تكن الفتاة لتظهر له داخل المنزل خلال جلسات المقيل لكنها أيضاً لا تستطيع أن تمنع نفسها أن تقع تحت ناظره أثناء غدواتها وروحاتها من المدرسة البعيدة نسبياً عن الحي.. هي كانت في حال سبيلها وكانت تعرف أنه صديق لوالدها ولكنها لم تتوقع أن وراء نظراته كل سوء وأنه يلبس ثوباً أقرب للذئاب والكلاب المسعورة الشاردة.

ومضى الصديق بكل وقاحة في محاولة التربص بالفتاة البريئة الطالبة "ندا" ولأنه يعلم تماماً أنها ليست من النوع الذي يتم ترويضه بسهولة وإيقاعه في حبال معسول الكلام فهي فتاة مهذبة من أسرة محافظة.

ولهذا اختار طريقاً خطراً مليئاً بالمتفجرات والألغام ولهب النيران عندما أضمر في نفسه النيل منها ومواقعتها، فخطط ودبر وفكر لاستدراجها بطرق خبيثة للحصول على مراده، وبعد خروجها ذلك اليوم من المدرسة أقبل إليها هلعاً دامغاً وأخبرها أن أبيها تعرض لحادث في العمل وقد نقله إلى منزله الذي هو أقرب من منزلهم وطلب منها أن تأتي معه لرؤية والدها الذي طلب حضورها وينتظرها ، صدقته الفتاة التي أنشل عقلها عن التفكير عند سماع الخبر ولم يكن لديها متسع للنظر في الأمر أو التفكير به فسارعت برفقة صديق والدها إلى منزله وهي لا تعلم بأنه قد سفر أسرته إلى القرية في مساء اليوم الأول ومجرد أن تخطت عتبة الباب ودخلت المنزل الخالي والذي لا يوجد أي شخص داخله، أحكم إغلاق الباب وهدأ روعها ليفزعها مرة أخرى بمشاعره ورغبته.. صدته وقاومته بشدة ، توسلت إليه ولكن لم يرحمها ، لامس جسدها وواقعها وعادت إلى منزل أبيها باكية لتبدأ دائرة الانتقام..

  تربص الأب بصديقه ليباشره بثلاث طلقات نارية من مسدسه أرداه قتيلاً في الحال، وفي المحكمة الابتدائية أخذت التدخلات والنفوذ تلعب دورها ليصدر حكم شرعي قضى بإعدام الأب، وفي محكمة الاستئناف عدل الحكم إلى السجن خمسة عشر عاماً ودفع دية عمدية.. إنها جريمة لا تستغرب فيها من الجاني حين يردد أنه غير نادم لأنه ارتكب جريمة القتل لأن المجني عليه أكثر سراً وأفظع جريمة من جريمة القتل بحد ذاتها.

زر الذهاب إلى الأعلى