أرشيف

مسؤول أوروبي: اليمن قد يكون «أفغانستانا آخر»

تجاوزت ارتدادات جريمة اختطاف رعايا غربيين عاملين بالقطاع الصحي في اليمن وقتل بعضهم حدود المنطقة العربية إلى أوروبا لافتة الأنظار إلى ضرورة التعجيل بمعاضدة مجهود هذا القُطر ذي المقدرات المادية المحدودة في التصدي للظاهرة الإرهابية قبل تغوّلها وتهديدها أمن واستقرار المنطقة ككل.

وكان جيل دي كيرشوف منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي قال في تصريح لإحدى وكالات الأنباء أدلى به على هامش مؤتمر لمكافحة الإرهاب في العاصمة الجزائرية، إن اليمن مهدّد بأن يسير في درب أفغانستان فيكون ملاذا آمنا للمتشددين، موصيا بأن يصنف اليمن بتصنيف باكستان والصحراء الكبرى كمناطق تضم تهديدات للمصالح الأوروبية.

ويأتي هذا الموقف الصادر عن ممثل للاتحاد الأوروبي معقّبا على حادث العثور على ثلاث نساء مقتولات في اليمن بداية الأسبوع، بعد أن خطفتهن جماعة مسلّحة مما يزيد مخاوف موجودة منذ زمن من أن تهوي البلاد في حالة من الفوضى وأن توفر مركز انطلاق لهجمات يشنها متشددون.

وأضاف المسؤول الأوروبي في تصريحه "كنت في اليمن قبل شهر.. إنها دولة تحتاج بالفعل للمساعدة، وتواجهها تحديات كثيرة وعلينا أن نتجنب أن يصير اليمن ملاذا آمنا آخر أو أفغانستانا آخر"، مؤكدا "إنها دولة ضعيفة.. ولذا فنحن بحاجة إلى تعبئة المجتمع الدولي من أجل تجنب حدوث ذلك".

ويأتي هذا في الوقت الذي عبّر فيه خبراء أمنيون عن اعتقادهم بأن عناصر تابعة لتنظيم القاعدة بدأت تعمل مؤخرا على التسلل من أفغانستان إلى اليمن عبر البحر وهو الأمر الذي نفاه وزير الداخلية اليمني اللواء مطهر المصري، في إشارة إلى الجهود التي تبذلها بلاده في التصدي للإرهاب بمختلف الوسائل. وهي جهود تبقى برأي المراقبين في حاجة إلى الدعم عربيا وعالميا باعتبار محدودية القدرات المادية لليمن الذي يعتبر من أقل الدول العربية موارد طبيعية.

وتعلن المصالح الأمنية اليمنية بين حين وآخر تحقيق نجاحات في مقاومة تنظيم القاعدة.

وأعلنت مؤخرا أنها ألقت القبض على "ممول" التنظيم في اليمن والسعودية حسن حسين بن علوان وقالت إنه من أخطر العناصر الإرهابية".

وحسب المراقبين يبقى للجوار العربي لليمن مصلحة كبرى في دعم جهوده لمقاومة الإرهاب وتحقيق الاستقرار، ففي صورة تثبيت تنظيم القاعدة قدميه في البلد فسيكون بمقدوره استخدامه منصة انطلاق لشن هجمات جديدة على دول الجوار العربي وحتى الإفريقي.

ويعكس موقف دي كيرشوف قلقا غربيا عاما من أن تستغل تنظيمات إرهابية عالمية الضعف المادي والفراغ الأمني في بعض مناطق العالم لتسيطر عليها وتشكل من ثم تهديدا مباشرا لمصالح الدول الغربية على غرار ما هو حادث في الصومال الذي تحولت مياهه الإقليمية بفعل ظاهرة القرصنة إلى مصائد للسفن العابرة بها.

وفي السياق ذاته عبّر دي كيرشوف عن قلق الاتحاد الأوروبي من قتل رهينة بريطاني في مالي على يد عناصر جناح الشمال الأفريقي من تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن الجماعة تشكل تهديدا لدول شمال أفريقيا ولديها خلايا دعم وإمداد داخل الاتحاد الأوروبي ربما تبدأ في شن هجمات على أهداف أوروبية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى