أرشيف

انقلاب عسكري في هندوراس

ندد الاتحاد الأوروبي ومنظمة دول الأميركتين بـ"الانقلاب العسكري" ضد الرئيس الهندوراسي مانويل زيلايا فجر الأحد، في حين عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قلقه من تطورات الأوضاع في هندوراس داعيا إلى عودة الدستور.

وكان مئات من الجنود الهندوراسيين حاصروا مقر إقامة زيلايا في العاصمة تيغوسيغالبا وجردوا حراسه من السلاح، ثم اقتحموا منزله واقتادوه إلى مطار عسكري على مشارف العاصمة حيث جرى "طرده" إلى كوستاريكا.

 

وقد ذكرت محطة "سيانان" الإسبانية نقلا عن حكومة كوستاريكا أن زيلايا موجود في العاصمة الكوستاريكية سان هوزيه وأنه طلب اللجوء.

وفور وصوله إلى مطار سان هوزيه وصف زيلايا في تصريح لمحطة تلفزيونية محلية ما جرى له بأنه "انقلاب" و"اختطاف"، حاثا الولايات المتحدة على المطالبة بعودة الدستور.

الرئيس زيلايا كان ينوي إجراء استفتاء على الدستور يتيح له الترشح لولاية ثانية (الفرنسية)

كما دعا زيلايا أنصاره إلى "الاحتجاج السلمي" وإلى الدفاع عن الديمقراطية بدون عنف والبحث عن التفاوض مع "المعتدين"، مؤكداً أنه لن يعترف بأي محاولة لتسمية بديل له، ومشددا على أنه يريد أن يمضي مدة ولايته في الرئاسة والتي تنتهي في وقت مبكر من العام المقبل.

وتأتي هذه التطورات قبيل التصويت على تعديلات دستورية كان متوقعا أن تجري الأحد، وتتيح لزيلايا الترشح لفترة رئاسية ثانية من أربع سنوات، وهو الأمر الذي يرفضه الجيش كما رفضته المحكمة العليا التي ذكرت الأحد أنها طلبت من الجيش خلع الرئيس.

وقد ذكرت مراسلة الجزيرة في العاصمة أن الوضع هناك أصبح متوترا وأن مئات المواطنين أغلقوا الشارع الرئيسي خارج بوابات القصر، مرتدين قمصانا تحمل كلمة "نعم"، في إشارة إلى موافقتهم على الاستفتاء المذكور.

وأضافت أن محتجين كانوا يلقون بالحجارة على الجنود ويصيحون بهتافات "خونة، خونة"، فيما بدأت قوات الجيش تلقي قنابل الغاز المدمع على المحتجين، كما انتشرت المدرعات العسكرية في شوارع العاصمة، بينما أحاط المئات من الجنود المحصنيين بدروع مكافحة الشغب بالقصر الجمهوري.

محتجون مؤيدون للرئيس المخلوع أغلقوا الشوارع المؤدية للقصر الرئاسي (رويترز)

وقالت المراسلة إنه حسب الدستور الهندوراسي فإن رئيس الكونغرس سيتولى منصب القائم بأعمال الرئيس إلى حين إجراء انتخابات.

ردود الفعل الدولية

على الصعيد الدولي دعا أوباما كافة الأطراف في هندوراس إلى تسوية النزاع بطرق سلمية من خلال المفاوضات بعيدا عن أي تدخل خارجي، وحث الجميع على احترام الأعراف الديمقراطية وسيادة القانون وبنود الميثاق الديمقراطي لدول الأميركتين.

من ناحيته قال وزير الخارجية التشيكي جان كوهاوت، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إن "الاتحاد يدعو إلى الإفراج العاجل عن الرئيس، وعودة سريعة للعمل بالدستور"، واصفا ما جرى بأنه "اختراق غير مقبول للنظام الدستوري في هندوراس".

كما قال وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخل موراتينوس خلال اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إن "الاتحاد يدين الانقلاب ويطالب بإعادة النظام الدستوري على الفور".

وأصدر الأمين العام لمنظمة دول الأميركتين جوس ميغويل إنسولزا بيانا بعد اجتماع طارئ للمنظمة في واشنطن اليوم أدان فيه "الانقلاب الذي نفذته مجموعة من الجنود ضد حكومة الرئيس جوس مانويل زيلايا".

من جهته وصف الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز ما جرى بأنه "انقلاب" متهما الولايات المتحدة بالضلوع فيه، الأمر الذي نفته واشنطن مباشرة.

زيلايا يصفق أثناء كلمة لشافيز (أرشيف-الفرنسية)

كما هدد شافيز بعمل عسكري إذا تعرض سفير بلاده في هندوراس لأذى، وذلك بعد أن قال إن الجيش احتجز سفراء فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا، لكن مراسلة الجزيرة أكدت أنه جرى إطلاق سراح السفير الفنزويلي تحديدا، بينما لم يتبين إذا ما أفرج عن بقية السفراء أم لا.

وقد أعلنت فنزويلا والإكوادور أنهما لن تعترفا بأي حكومة يتم تشكيلها بعد الانقلاب في هندوراس.

ويشار إلى أن هندوراس لها تاريخ طويل من الانقلابات العسكرية، فقد أطاح الجيش بالرئيس المنتخب عام 1963 ثم في العام 1972، ولم يرجع الجيش الحكومة إلى إدارة مدنية حتى العام 1981 نتيجة ضغوط أميركية.

زر الذهاب إلى الأعلى