أرشيف

حرب اليمن تتسع … والتورّط السعودي يزيدها تعقيدا

بدا امس ان حرب اليمن السادسة آخذة في الاتساع والتعقيد بعدما انضمت اليها السعودية رسمياً كطرف يشارك قوات الحكومة اليمنية في حملتها على المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة، ما زاد من حجم المخاطر على البلدين بشكل خاص وعلى المنطقة العربية التي لم تكن بحاجة الى بؤرة اضطراب جديدة، بدأت بما يشبه الحرب الأهلية وتحولت الى ما يشبه الحرب الحدودية، وكلتاهما لا توحي بأن الحسم او النصر ممكن لأي من اطرافها.
وما ان بدأت انباء التورط السعودي في الحرب ترد من الجبهات، حتى زاد حجم الخسائر البشرية والمادية، وارتفع حجم القلق على المدنيين على جانبي الحدود، وتبادل السعوديون والحوثيون اتهامات وتهديدات تكشف جانباً من المأساة، التي تزامنت مع بيانات عن انتصارات وهمية حققها كل من الجانبين على الآخر.
الرياض أكدت رسمياً، أمس، شن غارات جوية على مواقع للحوثيين داخل الأراضي السعودية، مشددة على أن الهجوم سيستمر إلى أن يتم القضاء على أي وجود لهم على أراضيها، فيما أعلن الحوثيون «انكسار الزحف السعودي على الأراضي اليمنية بعد أسر عدد من الجنود».
وكان مستشار للحكومة السعودية أعلن، أمس الأول، أن طائرات حربية سعودية شنت غارات مكثفة على معاقل الحوثيين «ليس فقط على الحدود بل على مواقعهم الرئيسية قرب صعدة». وبغض النظر عما إذا كان الطيران السعودي شن غارات داخل الأراضي السعودية أو داخل اليمن، فإن العملية تهدد بتوريط الرياض مباشرة في الصراع الدائر بين القوات اليمنية والحوثيين. واعتبر مسؤول سعودي أن الرياض «غاضبة جداً من توغلات مجموعة مدعومة من إيران».
وفي حين أعلن مسؤول عسكري يمني أن القوات السعودية واصلت قصف مواقع الحوثيين في صعدة،
نفى مسؤول في وزارة الدفاع قيام القوات السعودية باختراق الحدود، لكنه أشار إلى أن الدولتين تتعاونان استخباراتياً.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول قوله، انه وبعد «رصد تواجد لمسلحين قاموا بالتسلل إلى موقع جبل دخان داخل الأراضي السعودية بالقرب من مركز خلب الحدودي في قطاع الخوبة بمنطقة جازان الثلاثاء الماضي، وقتلهم لجندي وإصابة 11، مع محاولة التسلل عبر القرى الحدودية المشتركة، وحيث أكدت المملكة أنها ستقوم بما يقتضيه واجب الحفاظ على أمن الوطن وحماية حدوده وردع المتسللين من أي جهة كانوا، فقد تمت المباشرة بإخلاء القرى الحدودية المجاورة لموقع الحدث إلى مناطق آمنة». وأضاف المصدر «باشرت القوات المسلحة بدعم حرس الحدود ببعض الوحدات من القوات المسلحة، وتنفيذ ضربات جوية مركزة على تواجد المتسللين في جبل دخان والأهداف الأخرى ضمن نطاق العمليات داخل الأراضي السعودية، وإسكات مصادر إطلاق النار من قبل المتسللين، وإحكام السيطرة على مواقع أخرى حاول المتسللون التواجد فيها».
وأشار المصدر إلى أن «دخول هؤلاء المسلحين إلى الأراضي السعودية والاعتداء على دوريات حرس الحدود وقتل وجرح عدد منهم والتواجد على أرض سعودية هو انتهاك سيادي يعطي للمملكة كامل الحق باتخاذ كافة الإجراءات لإنهاء هذا التواجد غير المشروع، وعليه فإن العمليات ستستمر الى حين اكتمال تطهير كافة المواقع داخل الأراضي السعودية من أي عنصر معاد مع اتخاذ التدابير اللازمة للحد من تكرار ذلك مستقبلا».
وأشارت قناة «العربية» إلى إصابة 20 جندياً سعودياً في اشتباكات متفرقة على الحدود، واستسلام أكثر من 100 «متمرد» يمني داخل الأراضي السعودية.
وأعلن الحوثيون اعتقال عدد من الجنود السعوديين. وقال مصدر يمني مستقل لـ«يونايتد برس انترناشونال» إنه تم اسر 6 جنود، إضافة إلى ضابط مخابرات كبير يدعى الزهراني.
وأعلن المكتب الإعلامي لقائد المقاتلين عبد الملك بدر الدين الحوثي، في بيانات، انه «بعون من الله وتأييده ونصره انكسر الزحف السعودي الغاشم على الأراضي اليمنية، بعد أسر مجموعة من جنوده والاستيلاء على عدد من سياراته العسكرية المتنوعة، وكذلك العتاد والمؤن، وهربت بقية الجنود في صورة غريبة إلى عمق الأراضي السعودية وقد سيطر على مشاعرهم الخوف والهلع».
وأضاف «إننا إذ نحذر مجدداً النظام السعودي من الاستمرار في عدوانه وانتهاكه للسيادة اليمنية، نذكره مجدداً أن تورطه واستمراره في الحرب والعدوان سيضعه أمام رهانات خاسرة».
واعتبر أن «الحرب السعودية على اليمن كانت مدبرة ومخططاً لها، وهي نتاج طبيعي لتدخلات كثيرة وكبيرة زادت بشكل ملحوظ يوماً بعد يوم خلال هذه الحرب، وانتهت بهذه الهجمات المكثفة وأن ما يقال عن دخولنا الأراضي السعودية الهدف منه إيجاد مبررات فقط لهذا العدوان المدبر». وكرر اتهام السعودية بشن غارات وقصف مكثف على قرى في مديرية الملاحيظ. وتابع «إننا إذ نحمل السلطات السعودية آثار ما سينتج عنه انتهاك السيادة والأرض اليمنية ومن دون أي مبرر، نؤكد جهوزيتنا الكاملة لمواجهة عدوانها».
وزار أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبد العزيز مقر مركز القيادة والسيطرة وغيرها من المواقع التابعة لمختلف الجهات الأمنية والحكومية في محافظة الخوبة الحدودية. وأعلن وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وقوف المنامة إلى جانب الرياض في الدفاع عن أراضيها وتأمين حدودها من أية اعتداءات.
وقال مسؤول في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف إن المفوضية تأمل أن تتمكن قافلة مساعدات تحمل إمدادات للإيواء من الجانب السعودي من دخول شمال اليمن في الأيام المقبلة. وقالت متحدثة باسم المفوضية إن وضع النازحين اليمنيين من جراء الحرب بين الحوثيين والقوات الحكومية «أصبح ينطوي على تحد متزايد.

————————————————

 الصورة لقوات سعودية تتمركز في منطقة جازان قرب الحدود اليمنية أمس – أ ف ب

المصدر:
السفير، واس، ا ف ب،
ا ب، رويترز، يو بي أي)

زر الذهاب إلى الأعلى