أرشيف

(فوزية)  شريدة ببطش رسمي

فوزية أحمد نعمان (34) عاماً من مواليد قرية الحريم – أعبوس.. توظفت وهي صغيرة وعملت في مصنع صلاح الدين بالحوبان لتساعد أسرتها.. حرمت نفسها من أبسط الأشياء لتوفر من راتبها بعض الريالات لتشتري قطعة أرض بعد أن عانت الويل والثبور من كبرياء المؤجرين الذين لا يرحمون أحد.

وتمكنت فوزية من شراء قطعة أرض في قرية (الهوبة – بالصيرة).. استمرت لسنوات وهي تسدد الدين الذي ترتب عليها بسبب شراء الأرضية.. بعد ذلك عزمت فوزية على بناء عش صغير لتأوي إليه بعد الانتهاء من العمل.. انتهت فوزية من بناء البيت بعد جهد طويل، وقبل أن تأوي إليه (بأيام) لتنسى همومها وتعبها وهدم منزل فوزية من قبل بلدية تعز وبدون وجه حق..

قال شهود عيان.. حاولت فوزية أن تحمي المنزل بجسمها ولكونها وحيدة ولا قبيلة تحميها تم الهدم أمام عينيها.. لقد أحست بصدمة كادت توصلها للجنون.. كانت تبكي وتصرخ من هول الصدمة لحظات ثم تحول بكائها وصراخها إلى ضحك.. ضحكت دون توقف من شدة الصدمة ولم تتوقف عن الضحك إلا بعد أسبوعين..

فوزية تحكي قصتها وتقول: "جلست أجمع الفلوس وأجري وأشتغل بيدي، وبعد أن أكملت البناء وقبل أن أسكن هدموا بيتي أصحاب البلدية بحجة أنني بنيت في الشارع، وبعد أن تم الهدم ودقدقوا كل شيء اعتذروا لي وقالوا أن بيتي بعيداً عن المخطط – الله ينتقم منهم – أني جلست أسبوعين مدوخ زعلان لما أذكر الموقف ما يجي نوم وأحياناً أتخيل الموقف وأقوم من النوم.. كنت أحس وكأنني في فلسطين أثناء الهدم..

جريت كثيراً في البلدية واشتكيت في المديرية والمحافظة من أجل التعويض ولم أجد شيئاً لأنه ما في أحد يقف معي فلجأت إلى صحيفة المستقلة حتى أطرح قضيتي على الرأي العام ليعرف الناس الظلم الذي لحق بي ولعلي أجد تعويض أو مساعدة حتى أستطيع إعادة منزلي.."

 ثم تتابع "ما في معي فلوس حق الجري، والآن أني ساكنة في دكان صغير مع أخي الكبير وهو تعبان يبيع لبان وما في معه وظيفة وعليه مسئولية.. الله يظلم من ظلمني أني أحرمت نفسي من كل شيء حتى اشتري الأرضية وابني البيت.. وأقسم بالله وأني صائم أنني جلست أبرج الديون حق الشقاة إلى قبل شهرين، تعب سنوات راح لا بظهري ولا ببطني حتى العمل بالمصنع حرمت منه بعد أن عملت لمدة 18 سنة، حتى مستحقاتي حرمت منها ولم أجد منهم سوى 20 ألف ريال وعادهم رفضوا ولم يصرفوها إلا بوساطة من الشيخ عبد الحميد البتراء".

زر الذهاب إلى الأعلى