أرشيف

الحسد يُنهي قصة حب عنيفة بين معلم يمني وفتاة صومالية

حامد معلم بوظيفة جديدة يعمل في احدى مدارس الامانة ومازال في بداية حياته ولم يتزوج بعد لكنه عاش قصة حب ربما تبدو غريبة بالمفهوم البلدي للحب فرغم أن المدرسة التي يعمل فيها حامد تعج بالمعلمات العازبات اللواتي حاولن التقرب من حامد والفوز بهيامه إلاّ أن حامد كان لا يجيب إلاّ على قدر السؤال ودائماً نظره في الأرض حتى حدثت المفاجأة عندما دخلت غرفة الاشراف فتاة صومالية وبدأت تشكو لمراقبة الدوام بأن مدرساً في المبنى الجنوبي من المدرسة المطل على الشارع يغازلها ويلوح لها بيده كلما مرت في موعدها المعتاد في ذلك المكان… طبعاً المشرفة لم تصدق أن يحدث هذا من حامد وهي الجميلة الفاتنة التي حاولت كثيراً تجليسه عبر العبارات  الرومانسية واعفاءه من التأخير والغياب لكن حامد ظل ذلك الساكن الذي ليس له قلب كما يبدو – المهم أن المشرفة أخبرت وكيل المدرسة بقضية حامد الذي أيضاً لم يصدق ولكن وعد بالتحقيق ومراقبة الموضوع بنفسه وظل لمدة ثلاث أيام يراقب حامد في نفس الموعد لكن لا شيء مما ذكرته الصومالية موجود فحامد يؤدي حصصه في فصله ولا يخرج إلاّ مع رنين الجرس، ولأن الأستاذ حامد كان قد لمح الصومالية حال دخولها المدرسة فشك في الأمر. كما أنه كان قد شاهد وكيل المدرسة في اليوم الثاني في موقع لم يعتاد مشاهدته فيه فأخذ حذره وحبس نبض قلبه في داخل فصله وفشل الجميع في اثبات التهمة ضده لكن الاستاذ حامد كان يرتجف جسداً وروحاً مع تلك الفتاة ذو الجلابية الغزالية والوجه الاسمر وماذا يعمل لقلبه ففكر في الغياب من المدرسة وذهب لملاقاة فاتنة الجوارح وربيبة الهوى وفجأة وقف في ركن الشارع فأنتظرها ومرت من جواره بعد أن نظرت اليه ومضت في طريقها وبعد يومين كرر المحاولة والغياب ولكن في هذه المرة مشى بعدها وكانت بين لحظة وأخرى تلتفت اليه لا يدري هل رسائل خوف تلك الالتفاتات أم مبادرة وئام لكنه عرف مقر عملها ولا يدري ماهو عملها فيه؟ ومع حلول الاجازة الدراسية داوم حامد على الالتقاء بملكة الفؤاد وبعد تلعثم قال لها يا بنت الناس أنا غرضي شريف ولا استطيع أن أتزوج أحد غيرك فتعجبت من كلامه بابتسامة عريضة وطلب منها التوقف وسألها هل والدها موجود فقالت له بعربية مكسرة أن والدها في الصومال وأنها تعيش عند خالها الذي يعمل في ورشة اصلاح الكترونيات.

فقال لها أنه سيذهب اليه ليطلب يدها لكنها طلبت منه التروي وفي كل مرة يلتقيان كان مصراً على الزواج فوافقت وتم الزواج وعاش حامد في سرور رغم معرفته أن زوجته تعمل مراسلة في مركز ذات صلة بالثقافة وانجب منها ولد وكان يوفران مبلغاً من المال من راتبهما ولكن زوجة خالها بدأت تراقب حياتها والنعمة التي دخلت عليهما خاصة بعد توفق حامد بعمل آخر الى جوار التدريس وكانت تزورهما في المنزل وتزور حامد في عمله وبرفقة بنت لها كانت جميلة جداً بالمقياس الصومالي وبدأت زوجة حامد تتضايق من هذه الزيارات وحامد ليس مبالياً باعتراضات زوجته.

لكن حامد كان يبدي اهتمام بخالته وابنتها رغم أنه كان يحلف لزوجته أنه لن يتزوج بأخرى وفي ذات يوم وسوس للزوجة عقلها بالعودة الى المنزل في غير ميعاد واذا بها ترى زوجها في أحضان خالتها وفي خلوة حمراء فشهقت وبكت وخرج حامد من المنزل وعندما عاد في المساء لم يجد زوجته ولا ولده ولا أمواله وبحث عنها في كل مكان لكنه لم يجدها فاصابته حالة نفسية جعلته الآن يذرع شارع العدل ليلاً ونهاراً.

زر الذهاب إلى الأعلى