أرشيف

مأساة  اسمها (العيد) وطفولة جائعة في أرصفة العاصمة

قد لا أختلف مع من يقول أن العيد مناسبة دينية جليلة وعظيمة في معانيها، لكن اليوم أصبح العيد مأساة حقيقية يعيش فصولها كثير من أبناء شعبنا اليمني العظيم.

سوف أنقل لكم اليوم معاناة بعض الأسر في العيد الذي ترك تركة كبيرة من أحزان وهموم وديون وترك أيضاً بعض الحقد بفعل أفعال وتصرفات بعض أبناء المسئولين والتجار و… وماذا؟.. ومضى.

أي عيداً هذا الذي عاشته بعض الأسر وهم في حالة تشرد كامل في الشوارع والأرصفة وأمام الجوامع والأسواق..

هذه الأسر خرجت من صباح يوم العيد لتتسول من أناس قست قلوبهم إن كانت لديهم قلوب أصلاً.. قيمة ملابس جديدة لأطفالهم الذين لم يشعروا بفرحة العيد.

أرملة وأربعة أبناء

  • محمد ابن الخامسة عشرة وجدته بمعية أسرته المكونة من أربعة إخوة وأرملة عاجزة، أمام مصلى العيد في منطقتنا، كانوا يستجدون المصلين ويطلبونهم قيمة الأكل فقط، مروا على جموع المصلين لكن حصيلتهم لم تتجاوز الألف ريال وبعض الشتائم من بعض التافهين.
  • إبراهيم قبل صلاة ظهر يوم العيد كان في إحدى إشارات المرور، بدق بلطف بالغ فريم سيارة حكومي جديدة، يقبع خلف مقودها فتى لم يتجاوز الثانية عشرة بعد، إبراهيم في التاسعة من عمره، كان يتوقع أن سيل الدعاء الذي وجهه للفتى سوف يلين قلبه ويجعله متصدقاً ولو بمبلغ صغير، لم يتخيل أن ينزل هذا الفتى من سيارته ويوجه ركلات وصفعات قوية بوجه إبراهيم.. لم يجد إبراهيم وسيلة سوى الهروب مكتفياً ببعض آثار الدماء التي سالت من فمه وأنفه.. استوقفته بعدما طلب مني الحماية، ولأنني كنت أشاهد العراك عن بعد وأ‘رف أسبابه، قدمت اعتذاري على الفور للطفل الذي يقود السيارة ووبخت إبراهيم لإزعاجه هذا الفتى و.. ماذا؟
  • إبراهيم كان لا يريد مساعدته لشراء كسوة العيد أو قيمة اللحمة، بل كان يطلب قيمة دواء لوالده الذي هده المرض.. أقسم أنني لم أستطع أن أوقف نزيف الدموع من عيناي.. وأطلقت العنان لهما في ذلك اليوم..

انتحار فاشــل

  • أفراح فتاة في ربيعها السادس.. لم يستطع والدها شراء ملابس جديدة لها ولإخوتها.. ووجد نفسه عاجزاً عن توفير أدنى متطلبات الحياة لهم، حاول الانتحار أكثر من مرة لكن القدر كان يقف حاجزاً بينه وبين الموت.. بالمقابل كان يموت ألف مرة حينما كان يشاهد أطفاله وهم يتسولون من الناس قيمة الأكل والشرب.. وفي الأخير يقولون أن العيد عيد العافية.
  • أي عيد وأحدنا يشاهد أولاد الناس مرتدين ملابس جديدة وأولاده يرتدون خرقهم القديمة التي يعود تاريخها لأيام الحملة الفرنسية الأولى.
  • ألا يشاهد المسئولون هؤلاء الناس؟ ألا يحسون بحاجتهم؟ ألا يفكرون بأنهم وأولادهم كانوا سيعانون نفس هذه المعاناة يوماً ما.. إن شاء الله؟
  • فأي فرحة عيد ننتظرها ونحن نرى كل هؤلاء؟ أساس الحياة يا جماعة هي المساواة، لا أن نشاهد أحد أبناء المسئولين يرتدي بدلة جلبها له والده من باريس، تبلغ قيمتها ألفي دولار، وتشاهد أحد أبناء الفقراء يرتدي بدلة قد أكل الدهر منها وشرب؟
  • أتمنى أن تعيد الحكومة النظر إلى هؤلاء الناس.
زر الذهاب إلى الأعلى