أرشيف

بان كي مون لم يحقق إجماعا حول أدائه   

نيويورك (الامم المتحدة) (ا ف ب) – يواجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في منتصف ولايته الممتدة على خمس سنوات اتهامات من قبل معارضيه بان عمله غير فعال وممل فيما يعزو مساعدوه هذه الانتقادات الى عدم المعرفة بالرجل ومهماته.

ويتعرض بان كي مون الكوري الجنوبي الى العديد من الانتقادات لا سيما من وسائل الاعلام الغربية بسبب مقاربته للازمات في دارفور وسريلانكا او بورما. واخر هذه الانتقادات صدر عن صحيفة وول ستريت جورنال الاسبوع الماضي التي وصفته بانه "الرجل الخفي للامم المتحدة".

واثر عودته من زيارة الى بورما في مطلع تموز/يوليو، اشتكى بان كي مون من ان السلطات البورمية رفضت السماح له بلقاء المعارضة اونغ سان سو تشي وتجاهلت الدعوات للافراج عن السجناء السياسيين. ويرى منتقدوه ان هذا الفشل يثبت عدم فاعلية الدبلوماسية البعيدة عن الاضواء التي يعتمدها الامين العام للامم المتحدة.

وتقول روبرتا كوهين المتخصصة في شؤون حقوق الانسان في معهد بروكينغز في واشنطن ان بان كي مون يتعامل "بكثير من الوقار" مع الحكومات وخصوصا الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة) بدلا من "محاولة دفع المجموعة الدولية نحو الدفاع عن حماية السكان المدنيين".

من جهته قال ايان ليفين الناطق باسم "هيومن رايتس ووتش"، "في الكثير من الاحيان امتنع الامين العام الحالي عن اتخاذ مواقف تستند فعلا على قيم ومبادىء". واضاف "يجب الا ينسى ان التزامه الاساسي ليس نحو الدول الاعضاء وخصوصا تلك التي تمارس الردع، وانما نحو اولئك الذين تنتهك حقوقهم في غالب الاحيان".

واقر ابيودون وليامز المسؤول الكبير سابقا في الامم المتحدة والذي يعمل لدى معهد الولايات المتحدة للسلام بان بان كي مون (65 عاما) يمكنه "بالتاكيد القيام بجهود اكبر رغم الضوابط السياسية والبيروقراطية وضوابط اخرى في هذه المهمة".

واضاف وليامز ان "القدرة على التواصل هي احدى الصفات المطلوبة لهذا المنصب" لافتا في الوقت نفسه الى الدور المهم الذي لعبه بان كي مون في مسالة التغير المناخي.

وما لا يصب في مصلحة الامين العام، فانه تجري مقارنة شخصية وزير الخارجية الكوري الجنوبي السابق هذا الباهتة بالجاذبية الكبرى التي كان يتمتع بها سلفه كوفي انان.

لكن المساعدين المقربين من بان كي مون يعتبرون هذه الانتقادات ظالمة ويصفونه بانه مدمن على العمل كما انهم معجبون بنزاهته وتكرسه الكامل لمهمته.

ويعتبر الجنوب افريقي نيكولاس هايسوم وهو احد ابرز مستشاريه ان نقص الكاريزما لدى بان كي مون امر مبالغ فيه.

وقال "لقد كان نشطا للغاية في الازمة الانسانية والنزاعات" مضيفا "الحقيقة هي انه لم يجري تغطية اعماله على الدوام كما ان رسالته لم تصل على الدوام".

لكن من المآخذ ايضا على بان كي مون انه لا يجيد الانكليزية بشكل ممتاز.

وتقر الناطقة باسمه ميشال مونتاس بان "الانكليزية ليست لغته الام، ولذلك يبدو في بعض الاحيان مرتبكا" مضيفة ان طريقته في التواصل يمكن ان تبدو "غير مألوفة بعض الشيء في الغرب، واعتقد انه توجد هوة ثقافية هنا".

وفي معرض دفاعه عن بان كي مون اعتبر سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جان-موريس ريبير ان "عمله على رأس الامم المتحدة يثير الاحترام الشديد".

واضاف "انه دبلوماسي صلب لم يتردد في التدخل شخصيا في المواضيع الاكثر صعوبة مثل الازمات الغذائية والمالية والمناخ ودارفور".

زر الذهاب إلى الأعلى