أرشيف

عبد الرقيب يعتقل النعمان بعد وشاية من إخراج أبطال الفضائح

كان إيقاع الأنباء – فعلاً – لهثاً أكثر من سرعة التقاط الأنفاس، حتى ظهر الأستاذ أحمد محمد نعمان عند خط النهاية كماراثون البحث الشاق.. وتحولت اللحظات الأخيرة التي سبقت مراسم البحث والتقصي إلى دراما مثيرة.. وكان الابتزاز هو السمة الواضحة لعملية البحث..

ففي حادثة غريبة يرويها الأستاذ أحمد الرحومي قال:

كان قد بلغنا بأن النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب قد اعتقل الأستاذ أحمد محمد نعمان!!

فما كان منا إلا أن ذهبنا إلى عبد الرقيب عبد الوهاب وهو في قيادة هيئة الأركان.. وهناك وجدناه في مكتبه فقلنا له :

ما قلت يا عبد الرقيب.. تعتقل الأستاذ النعمان!

ماذا فعل النعمان والله إنها فعلة..!

ساعتها نهض عبد الرقيب من مكتبه وهو في حالة من الدهشة على تأثرنا من عملية اعتقال النعمان واتهامه "بالعمالة" من أطراف!!

ومباشرة رد علينا.. الأستاذ ليس معتقلاً.. وإنما "موقف" هنا في المكان.. في الغرفة المجاورة..

وكان ذلك التوقيف قد أتى على إثر وشاية كيدية بأن الأستاذ يتواصل مع "خيوط ملكية".. وبعدها خرج معنا النقيب عبد الرقيب إلى الغرفة التي يجلس فيها الأستاذ.. وما أن أشار عبد الرقيب باتجاه الأستاذ النعمان وهو يشعر بالحيرة والخجل مما حدث.. وقد حاول بكل جهده أن يبرر أن الأستاذ النعمان ليس معتقلاً وإنما موقف.

وبإمكانكم أن تسألوه وهو أمامكم.. والعسكر الذين أمام الغرفة هم لحمايته وحراسته..

بعدها قال الأستاذ النعمان :

أيوا.. أيوا.. يا عبد الرقيب.. صلحه.. صلحه.. ثم بعد ذلك خرج الأستاذ النعمان من الغرفة وبرفقته عبد الرقيب وعبد الملك ضيف الله.

"المعلومات".. الوشاية الكيدية التي وصلت إلى عبد الرقيب عبد الوهاب، كانت عن طريق مدير مكتبه عبد الرقيب الحربي.

ورسالة الأستاذ النعمان الشهيرة لعبد الرقيب عبد الوهاب، تكاد تكون تأكيداً لذلك، وقد أتت عقب تلك الحادثة مباشرة!! التي سنورد فقرات منها في نهاية هذه التناولة.

وقد كان عبد الرقيب فعلاً يحمي الأستاذ النعمان، وما هي إلا فترة وجيزة وإذ بهم يسحبون الجنسية من الأستاذ بعد أن فشلت محاولتهم في استدراج عبد الرقيب كي يقدم على فعل جنوني.. ويصفي النعمان من الحياة.. وكان لعبد الرقيب تقديراته الصائبة في ذلك..!!

لقد أدرك عبد الرقيب بفطنته المعهودة وذكائه المتقد، الأبعاد الحقيقية لتلك الوشاية التي تعد إحدى الوسائل للإيقاع به كي يدخل في خصومة غير محسوبة الجانب..

كان الهدف غير المعلن من وراء ذلك هو أن يتمكن خصوم عبد الرقيب من تصفية حياة الأستاذ النعمان ولكن بيدي عمر.. وليس بيدي.. ثم يحملوا عبد الرقيب أوزار وتبعات ذلك الفعل الخطير..!

لقد كان الطريق إلى الحقيقة واضحا لا لبس فيه.. وطريق الزيف يمر برأس الرجاء الصالح.. وفي الطريق الطويل إلى الزيف ترسو السفن التي لا تعرف الصدق في موانئ الكذب والادعاءات..

وتحمي أصحاب المعاول الذين يهدمون اليمن من خلال لعبة التزييف تلك..

أبرز هذه المعاول كانت رجال الصف الأول في ذلك العهد، ولعل من الطريف – الذي صار معتاداً – أن نجوم هذا الصف هم دائماً أبطال فضائح..!

فطن عبد الرقيب للأمر، وظهر ذلك جلياً في طريقة تعامله مع الأستاذ النعمان بكل إجلال واحترام وتبجيل حتى كان ذلك مثار دهشة خصوم عبد الرقيب، ذلك الأمر دفع بأولئك ليظهروا عداوتهم للأستاذ النعمان بطريقة فجة ووقحة، وتجلى ذلك من خلال الإقدام على سحب الجنسية من الأستاذ النعمان، بل وأيضاً من نجله عبد الرحمن.

المؤامرات الفاشلة

كتلك المؤامرات التي كانت تحاك ضد النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب.. كان مآلها الفشل الذريع مرة بعد أخرى..

 فقرات من نص رسالة الأب أحمد محمد نعمان

يا عبد الرقيب لن تحققوا السعادة لليمن حتى تحرروها من اغتصاب السلطة..!

إلى الذين منحهم القدر فرصة نادرة ليحملوا فيها السلاح بعد أن عاش آباؤهم قروناً لا يحملون سوى المحراث..

 إلى هؤلاء أتوجه بالرجاء طالباً ألا يضيعوا الفرصة التي منحهم القدر إياها وأن يحسبوا لخطواتهم ألف حساب، وأن يكونوا على جانب من الحيطة والحذر، والحكمة والصبر وعدم التورط في الصراع مع الآخرين.

اليمنيون لا تحميهم حكومة مقيدة بنظام أو ملتزمة بقانون، وإنما تحميهم الصدفة ويحميهم السلاح الذي حصلوا عليه بالصدفة، غير أن هذا السلاح لا يحمي الأغلبية المغلوبة وإنما يحمي الأقلية المتسلطة التي تتخذ منه قانوناً ودستوراً أو نظاماً للإرهاب والتسلط والارتزاق.

إن الذين لا يفكرون إلا بالسلاح ليستمدوا منه سلطانهم، وليواجهوا به مخالفيهم ويقاتلوا به أخوانهم ومواطنيهم، ولا يتبادلون إلا طلقات الرصاص بدلاً من تبادل الرأي.. إن هؤلاء ليسوا سوى عصابات كل همها إشباع غرائزها لا تؤمن بالعقل ولا بالمنطق ولا بالقانون ولا بالإنسان.

إن الحكومات لا تقوم بقوة السلاح ولا بأجهزة الإعلام ولا بالمشاريع الخيالية بل بالبناء الصحيح للإنسان الحر القوي وبالخضوع للقانون العادل.

يا هؤلاء:

إنكم لن تستطيعوا أن تحققوا لليمن سعادة ولا استقرارا حتى تحرروها من الارتزاق بالسلاح.. وحتى تحرروها من اغتصاب السلطة، وحتى تضمنوا لها شرعية الحكم بحيث لا يحكمها سوى من يختاره الشعب عن طريق مجلس الشورى، أو مجلس الأمة، أو المجلس الوطني، الذي يجب أن ينبثق عن المؤتمر الشعبي الذي يدعو ممثلي الشعب من كل لواء من الألوية حسب عدد السكان.

 

زر الذهاب إلى الأعلى